(بغداد – متابعة آشور)..رغم ان ايقاع العصر السريع القى بظلاله على عملية التلقي السينمائي فأصبح الجمهور متلهف لافلام (الأكشن) والأثارة بعيدا عن النزعة الرومانسية التي كانت تشهدها الاجيال السابقة من متابعي افلام السينما، الا ان هناك من الافلام ما يجذبك رغم انك قد تشعر ببعض الرتابة في عرض قصة الفيلم. وذلك لتميزه بالمشاهد الجذابة او القصة التي تشدك الى متابعتها حتى النهاية بعيدا عن مشاهد العنف والجنس التي امتازت بها الافلام اليوم.
وفيلم The Bookshop من تلك الافلام التي تشدك اليها بعيدا عن السياقات المعتادة في افلام اليوم. يتناول الفيلم حكاية في خمسينيات القرن العشرين تتحدث عن أمرأة تدعى (فلورنس غرين) تتحدى الواقع فتقرر افتتاح مكتبة في بلدة هابورو الانكليزية الساحلية الصغيرة في سوفولك بعد وفاة زوجها. ولهذه الغاية تشتري بيتا قديما مهجور مستعينة بقرض من المصرف الذي يشكل اولى عقباتها. لكن العقبة الحقيقية تتمثل في أمرأة غنية ومتسلطة تدعى (غارت) تحاول استغلال المنزل نفسه لافتتاح مركزا للفنون، ما يجعلها تحاول التخلص من متجر الكتب باية طريقة كانت ،فتعمد الى اغراء غرين بترك فكرة المتجر وتستعين بأهالي القرية الذين يرضخون لتوجيهاتها. ولما تفشل تعمل على اتباع طرق مختلفة لذلك باستخدام الحيل القانونية، ولكن غرين بدعم من ثري يعيش في قصر منعزل بالقرية يحيطه الغموض تنجح في ان يكون لمتجرها رواد وتتمكن من بيع الكتب لاسيما تلك التي تمثل اتجاهات جديدة مثل رواية (لوليتا). ما يدفع السيدة غارت للجوء الى ابن شقيقها النائب في البرلمان لاصدار قانون يمكّن المجالس المحلية من شراء أي مبنى تاريخي تم تركه غير مأهول لمدة خمس سنوات. وينجح تمرير مشروع القانون ، لتستلم غرين في النهاية حيث يتم شراء البيت القديم إجباريًا. فتقرر ترك القرية والرحيل بعد ان فقدت كل شيء ووفاة الرجل الذي يساندها.
المفاجأة تأتي في النهاية على يد فتاة صغيرة تعمل على مساعدة فلورنس غرين في المتجر مقابل مبلغ معين لكنها ترتبط بها في علاقة ود تؤثر على الفتاة التي تروي لنا بعد سنوات من وقوع الاحداث قصة الأرملة التي تتميز بروح التحدي والأصرار والأمل في تحقيق حلم تؤمن به. ورغم أن ذلك لا ينجح في النهاية وينتهي بالفشل والاستسلام للواقع، الا ان النجاح الحقيقي يمكن تلمسه في المستقبل، حيث تعمل الفتاة التي اصبحت أمرأة ناضجة في متجر كبير للكتب. 
The Bookshop فيلم درامي انتج عام 2017 من تأليف وإخراج إيزابيل كويكست ، استناداً إلى الرواية التي بالاسم نفسه من تأليف بينيلوب فيتزجيرالد. ادى ادوار البطولة: إيملي مورتيمر، باتريشيا كلاركسون، بيل ناي، أونر كنيفسي، جايمس لانس.
يذكر ان الفيلم الذي صورت مشهده في أسبانيا فاز بثلاث جوائز Goya ، بما في ذلك أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو مقتبس، وهي جوائز يتم منحها بشكل سنوي من قبل الأكاديمية الإسبانية للفنون والعلوم السينمائية.(انتهى)