(3في 3) خرق ابداعي جديد..

(3في 3) خرق ابداعي جديد..
(3في 3) خرق ابداعي جديد..
عبد العليم البناء
مع إطلالة الربيع وانثيالاته الاثيرة الى النفوس ، وتعبيرا عن الخصب والحيوية التي يشهدها الفن السابع ، وعبر كل الاصرار والعزيمة التي تحلى بها الدكتور حكمت البيضاني ، التي بز فيها أقرانه من عشاق السينما والمعنيين بها على مختلف مشاربهم ،حيث يحقق – وللمرة الثالثة – خرقا ابداعياً جديداً ، يثبت فيه جدارة مؤسسة مدينة الفن للسينما والتلفزيون ، في إقامة الدورة الجديدة من مهرجانه الفريد من نوعه ( 3 دقائق في 3 أيام السينمائي)،على أرض بغداد التي نفضت عنها غبار ودخان الارهاب الداعشي ،كما كل شبر من أرض العراق ، وتنتظر خوض معركتها الكبرى ضد حيتان الفساد، الذين أفسدوا الحرث والضرع.
لقد تحولت هذه المؤسسة (مدينة الفن للسينما والتلفزيون ) ، الى روحية وسحر ودهشة السينما ،كما سعى اليها وحققها مديرها وصانعها ومالكها الدكتور حكمت البيضاني، الذي يرأس هذا المهرجان ويواصل وضع لمساته الجمالية والابداعية في أرجائها ، متجاوزا بذك معظم المهرجانات النظيرة، لاسيما تلك التي تقام في بغداد من المحافظة على تقاليد وأعراف المهرجانات السينمائية، بما فيها السجاد الاحمر الذي سيتهادى عليه نجوم السينما والمعنيون بها ، في حفل الافتتاح في الثالث من (آذار) 2018.
وكما أكد البيضاني ، فقد بات “المهرجان منصة لصنع الحلم ،وابتكار الحكايا ،وتدوين الزمن الذي تساقط من حقائب النهار” ، فبات مهرجاناً لتكرير المشاهد المهملة وضخ الحياة فيها، وأن يتسع لجميع الحالمين وأن يتنوع ويصبح صوته أجمل وأشد تأثيراً”.
وحيث أن الفيلم القصير ،تحديداً ، يعد الأكثر صعوبة ويتطلب مهنية وحرفية عالية وتكثيفاً عالياً، تتجلى فيه “بلاغة الصورة التي تستطيع إعادة صياغة العالم وتكوين عوالم جديدة، دون أن تخضع لحدود الزمان والمكان” فإن السينما تصنع لنفسسها هنا إطاراً أوسع لاسيما حين تضيق العبارة” ، وهنا يؤكد البيضاني مستطرداً “وهكذا تؤثث المدى بمقياس الشغف والرغبة بابتكار ما تعجز عنه الحواس كلها”.
من هنا فمهرجان (3 في 3) ، يفتض بكارة السينما ،في إنطلاقة جديدة تتبلور في ظل هامش واسع من حرية التناول ، والغوص عميقاً في غمار الصورة والتحليق بعيداً ،على أجنحة الحلم والحب والجنون والدهشة ،ومواصلة الابحار ضد التيار لصياغة عوالم الفن السابع بكل تجلياته، إذ كان ومازال” المردي الذي يشق غمار السحر ، والفانوس في مدخل العتمة”.
ووفقا للفكرة والمبدأ الذي إرتكز عليه المهرجان ،فإن الرقم (3) بات تعويذته التي ميزته عن باقي المهرجانات المحلية والعربية والدولية، فخضعت أفلامه التي جاوزت ال(780) فيلما أجنبيا و(120) فيلما عراقيا ،لايزيد زمن كل منها على ثلاث دقائق حصرا ،واختيار الأفضل من بينها من خلال لجنة فرز ومشاهدة، ضمت ثلاثة من المعنيين ،وهكذا فإن لجنة التحكيم ضمت هي الاخرى ثلاثة أعضاء ، وستختار بدورها ثلاثة أفلام لتمنحها جوائز المهرجان الثلاث، الذهبية والفضية والبرونزية ،إضافة الى جائزة لجنة التحكيم الخاصة ،حيث يتنافس عليها (50) فيلماً اجنبيا و(50) فيلماً عراقيا.”
ولعل أهم ما كرسه المهرجان وسعى اليه ،أنه أصبح تقليدا سنويا ثابتاً، تسعى من خلاله إدارة المهرجان – حسب رئيسه الدكتور حكمت البيضاني – ، “الى إشاعة وترسيخ الثقافة السينمائية لدى الشباب وجعلهم في تحد دائم مع أنفسهم ،من أجل صناعة فيلم قصير بزمنه كبير بمضمونه ،حيث يشكل صعوبة بالغة أن تصنع فيلما قصيرا بثلاث دقائق، يحمل في مضامينه أفكار وأبعاد الفيلم الروائي الطويل”، ليحقق من جراء ذلك كله خرقاً ابداعياً جديداً، لا غنى عنه في هذه المرحلة وكل المراحل اللاحقة “.