ينطلق الخميس المقبل في تونس بمشاركة فرق عربية ..مشاركة فاعلة لمبدعي المسرح العراقي في المهرجان الدولي الثالث للمونودراما

ينطلق الخميس المقبل في تونس بمشاركة فرق عربية ..مشاركة فاعلة لمبدعي المسرح العراقي في المهرجان الدولي الثالث للمونودراما
تكريم الموسيقار نصير شمة وتقديم مسرحية (فرد عود) المستوحاة من مؤلفاته وسيرته الإبداعية
مسرحيتا (فردعود – أحلام عازف الخشب) لحسين علي هارف و(أزهار) لحسين جوير ونصا (صهيل) لسعد هدابي و(حذائي) لعلي العبادي في المسابقة الرسمية للمهرجان
(بغداد – آشور)..يواصل مبدعو المسرح العراقي حضورهم الفاعل والمتميز في المشهد المسرحي العربي، ويشارك المسرح العراقي بوفد كبير يترأسه المخرج والسينوغراف د.جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، في الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للمونودراما، التي تنطلق يوم الخميس الخامس والعشرين من آذار 2021 وتستمر لغاية الثامن والعشرين منه، بالعاصمة التونسية ومدينة الحمامات السياحية بمشاركة فرق عربية وأخرى أجنبية، وتشمل المشاركة تكريم سفير اليونسكو للسلام الموسيقار العراقي والعالمي نصير شمة، ضمن أربع شخصيات مسرحية عربية مهمة في مقدمتهم الكاتب والفنان المغربي عبد الكريم برشيد، إضافة الى عرض مسرحيتين في المسابقة الرسمية للمهرجان وهما:مسرحية (فرد عود – أحلام عازف الخشب) تأليف واخراج الدكتور حسين علي هارف، وهي مسرحية مونودراما مستوحاة من معزوفات وسيرة الموسيقار الكبير نصير شمة، وبطولة الفنان المبدع طه المشهداني، وعزف حي للفنان المتألق محمد العطار، وتقنيات وإدارة مسرحية للفنان علي جواد الركابي، ومسرحية (أزهار) تأليف جميل حسين رجب وإخراج الفنان حسين جوير وبطولة الفنانة المتألقة أزهار العسلي، ويقدم صورة للمرأة العراقية التي عاشت حروبا متوالية ومعاناة تلك المرأة الصبور المثقلة بالهموم، وتأمل أن تصل لها بارقة الأمل في النهاية حتى لا تكون الحياة سوداوية.
كما سيشهد المهرجان تقديم نصين مسرحيين لكاتبين عراقيين: أولهما نص (صيهل) للكاتب العراقي الكبير سعد هدابي من اإتاج فرقة اتحاد المراكز الثقافية في غزة بفلسطين، بإخراج الفنان أسامة مبارك الخالدي وبطولة الفنان وليد أبو جياب، وإشراف عام يسري درويش، وتتحدث المسرحية عن غربة الإنسان في ظل الأزمات والانعطافات الحادة التي ألقت به في آتون الجحيم، وثانيهما نص (حذائي) للكاتب والفنان العراقي علي العبادي بإخراج الفنان الجزائري قاصدي مهدي، وهي مسرحية تدور حول إنسان موجوع بعد أن ضاقت به السبل وجد له ملاذاً آمناً في حذائه، الذي أصبح شاهداً حيا على خارطة الوجع الذي ألم به، وذاكرة الكون تاريخاً وحاضراً، وفي الذات (الأنا والنحن)، منادياً كلكامش :لقد مت ولم تخبرني هل هناك حقا عشبة خلود؟ هل بإمكان حذائي هذه أن تكون سر خلودي؟ أنا اريد فقط عشبة سلام حتى أستطيع أن أبحث عنك..!!، وسبق أن قدمت المسرحية في الأردن، بلجيكا، المغرب، الجزائر) ومحافظات عراقية عدة منها: كربلاء، البصرة، الديوانية، بغداد، كركوك.

وتعد مسرحية ( فرد عود – أحلام عازف الخشب) أول مسرحية تتناول سيرة الفنان القدير نصير شمة، الذي قرن إبداعاته الموسيقية بمبادرات ثقافية وإنسانية ومجتمعية متنوعة داخل وخارج العراق، فباتت محط أنظار الجميع من منظمات عراقية وعربية ودولية إنسانية وثقافية ومجتمعية، وسبق أن تم عرضها للمرة الأولى في مهرجان عيون للإبداع العربي ال12 (دورة الموسيقار العالمي سفير السلام نصير شمة)، على خشبة المسرح الوطني في بغداد.
وفي لقاء سريع مع د. حسين علي هارف مؤلف ومخرج مسرحية (فرد عود) قال:موضوعة المسرحية مستوحاة من معزوفات وسيرة الفنان نصير شمة الإبداعية (لا الحياتية)، إذ إعتمدت التقاطات فنية وبنيتها بقالب مونودرامي لإطلاق العنان للكشف عن معاناة الفنان نصير شمة (كإنموذج للمثقف العضوي) واغتراباته داخل الوطن قبل وبعد هجرته، من خلال البوح الموسيقي والمؤلفات التي كانت تتماهى مع الواقع السياسي والإجتماعي للوطن”.
وأكد: ” المسرحية ليست مسرحية سيرة بالمعنى التقليدي المتداول لأننا أخذنا سيرة وطن من خلال سيرة فنان. لم أُعن كثيراً بمحطات إجتماعية وحياتية بل بمواقف وانفعالات نصير شمة مع ما حل بالوطن، والتداخل والتماهي مع أوجاع الفنان وهمومه مع أوجاع الوطن وهمومه..هي إذاً سيرة إبداع .. سيرة وطن، سيرة موسيقى عبرت عن وطن جريح”.
وتابع : ” الشيء الجديد الذي أزعم أنني طرحته هو أن هذا العرض تجربة جديدة في مسرحة الموسيقى، لأنني انطلقت من أجواء وروحية المقطوعات الموسيقية للفنان المبدع نصير شمة، وكتبت الحوار والمشاهد بالروح الشعرية الشفافة ذاتها التي تميزت بها تلك المؤلفات التي عبرت عن تراجيديا الواقع بتراجيديا الموسيقى”.
وختم الدكتور حسين علي هارف: ” لقد كتبت (فرد عود) إكراماً لفنان عراقي محب لفنه ووطنه، وهي مونودراما مستوحاة من سيرة موسيقى ومن أحلام عازف الخشب، وأزعم انني إجتهدت في تقديم تجربة في ما يمكن تسميته (مسرحة الموسيقى)، لأنني أؤمن بأن الموسيقى هي روح المسرح وأهم عناصره التعبيرية “.
تجدر الاشارة الى أن لجنة التحكيم تتألف من مؤسس ومدير مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ورئيس للهيئة الدولية للمسرح “ ITI “ من دولة الإمارات العربية المهندس محمد سيف الأفخم رئيساً للجنة، والممثلة السينيمائية والمسرحية التونسية منى نور الدين مقرراً للجنة، والكاتب والأكاديمي الأستاذ الدكتور أحسن تليلاني من الجزائر عضواً، والفنان المغربي محمد السباعي عضواً.
وسيشارك في المسابقة أيضاً، من ليبيا مسرحية (المارشال) تأليف وإخراج توفيق قادربوه وبطولة محمد بوشعالة وديكور وسينوغرافيا عقيلة الفارسي وموسيقى العرض يقدمها أنس العريبي، ومن المغرب مسرحية (مومو جيعان) لفرقة محترف الإبداع من خريبكة، وتمثيل أيوب زحاف وتأليف كمال الإدريسي وموسيقى هناء الخفيف، إضاءة إبراهيم شبلان وسينوغرافيا وإخراج أيوب لخزين، ومن تونس مسرحية (هارب من/ إلى الدولة الإسلامية)، مونودراما حول صناعة التطرف بعد ثورة 2011 والعرض أحدث الأعمال المسرحية للمخرج وليد الدغسني، الذي اتخذ من كتاب ”كنت في الرقّة: هارب من الدولة الإسلامية“ للكاتب هادي يحمد، عن قصة الإرهابي الهارب من تنظيم داعش الإراهبي (محمد الفاهم)، فيقدم الدغسني نصًا يحاول فيه إعادة طرح القضية وفق مقاربة مسرحية ويقوم بالتمثيل بالعرض الفنان منير العماري، ومن مصر عرض (لقطة من عمري) الذي يقدم قراءة عن أزمات الإنسان المعاصر وسيطرة الآلة والقيم المادية عليه، وتمثيل وائل ذكي وإخراج د. محمود كحيلة، كما يشارك عرض (يوسف أوحامد) من البينين، وعرض (وجود) من البحرين.
وقد أوضح مؤسس ومدير المهرجــان الــدولي للمونودرامــا بقرطــاج الفنان الممثل والمخرج التونسي إكرام عزوز، أن المهرجان يهدف إلى أن يتحــول إلى موعد ثابت يساهم في إشعاع تونس الثقافي والسياحي وفي إعــادة الإعتبــار لفــن المونودرامــا كشــكل مــن أشــكال التعبـير المسرحــي بخصوصياتــه المنفــردة، وإلى أن يكــون الفضــاء الــذي لا يمكــن تخطيــه للتبــادل الثقــافي والفنــي بـين المبدعــين في هــذا الشــكل مــن التعبــير الفنــي مــن جميع أنحاء العالم.