يا رؤوس الفساد يبدو انها الخاتمة

يا رؤوس الفساد يبدو انها الخاتمة
بقلم : حسن الخفاجي
للنواب المنتفضين المعتصمين أقول: أيها الأحرار لقد عدتم الى جذوركم الأصيلة ، وهذا ما كنّا ننتظره منكم ، عندما يمر الوطن في محنة وشدة ومخاض تلمع معادن الاصلاء وتخبو معادن الدخلاء .
ها قد شع نور موقفكم الوطني الرائع ولامس شغاف قلوب العراقيين فلا تتراجعوا ولا تجعلوا الزعماء يلعبون لعبتهم ويشقون صفوفكم .
اطردوا من سيحاول الالتحاق بكم من الفاسدين الذين تعرفونهم ويعرفهم الشعب فهؤلاء أس الفساد وسيعملون على نسف جهدكم من الداخل .
اخوتي الأكارم اكسبوا رهان الشعب وجائزته الكبرى لكم هي محبته ، وهل من منصة تتويج احلى وأعظم من منصة تبنى بقوة سواعد الشعب وتطرز بمحبته فأنتم منا ولنا .
قبل أسبوع كتبت مقالا طالبت النواب فيه بالانحياز الى الشعب في مقالي الموسوم (أين المفر .. حاويات القمامة بانتظاركم ان رفضتم)
ختمت المقال بالاتي: نحن بحاجة الى من يأخذ بيد النواب ليتضامنوا مع الشعب المنتفض وينتفضوا ضد هيمنة رؤساء الكتل والزعماء السياسيين. هم امام خيارين لا ثالث لهما ، اما ان يكونوا مع من انتخبهم اي الشعب ، او يكونوا من زعماء ورؤساء كتل اغلبهم فاسد . نعرف ان بعض النواب طالتهم شبه فساد واتُهم اخرون بالارهاب مع ذلك ، ان أرادوا الخلاص عليهم ان يقفزوا من مركب الفاسدين الذي شارف على الغرق ، وإلا فان مصيرهم سيكون مثل مصير النائب الاوكراني الفاسد الذي رماه الأوكرانيون بصندوق القمامة .
أعلنوا انفصالكم وتنصلوا من زعماء الفساد لتنجوا ، وإلا فمصيركم سيكون مثل مصيرهم ونهايتكم قريبة ، واظن ان الحكومة والقوات الأمنية ستنحاز الى الشعب وسيدخل الشعب الى مبنى البرلمان للاقتصاص منكم .
هي ايام قلائل أمامكم للعودة الى الشعب والاصطفاف معه وإلا فمصيركم معروف . “ولقد اعذر من انذر”.
(انتهى الإقتباس من المقال السابق)
ها هم الأحرار من النواب انتفضوا لبوا النداء وخرجوا من بيت طاعة رؤساء الأحزاب والكتل، ما على الشعب إلا ان يساندهم بتظاهرات سلمية مليونية عارمة ، ليوفر لهم غطاء يحميهم من ضغوط وتأثيرات يتعرضون لها بقوة ، مثلما سرب ذلك البعض من النواب المعتصمين الأحرار .
العزيمة والاصرار على سلوك درب الحق درب الشعب يحتاج الى همة وصبر ساعة والشعب لم ولن يخذل من انتفضوا واصطفوا معه .
صحيح ان المرجعية نأت بنفسها عن الخوض في السياسة ، لكن بهذه الساعات مصير الوطن معلق اما السير بالوطن الى حيث الخلاص والانعتاق من اللصوص المتضامنين والمتحاصصين او العودة اليهم ليأتوا على جميع ما تبقى من خيرات الوطن ويرهنوا مستقبله .
نناشد المرجعية الرشيدة باتخاذ موقف واضح تدعم فيه النواب المعتصمين وتعلن تضامنها معهم، وهي التي عودتنا التدخل في الساعات الحرجة وحينما يكون مصير الوطن على المحك ،
يا سماحة السيد السيستاني ياسيدنا العراق والعراقيين يتطلعون لموقف من سماحتكم بهذه الساعات الحرجة وانت خير من يقدر ويعرف حراجة الظرف .
على قادة الحشد الغيارى الأبطال ان يعلنوا موقفا جرئيا وشجاعا ويدعموا المنتفضين وهم المُضحين .
المرجعية الرشيدة وقادة فصائل الحشد مطالبون بموقف واضح وصريح ينحاز الى الشعب ولا يدعون الأحداث تسبقهم .
على الشعب المنتفض ان يكمل انتفاضته طالما أن النواب الأحرار استجابوا للنداء .
على الجميع ان يشعروا بثقل وجسامة المسؤولية ودقة الظرف وعليهم ايضا السير خلف الحكمة التي تقول :
“عقائد الامس الهادئ لاتكفي لمواجهة الحاضر العاصف” .
“ان تاريخ الأحرار لم يكتب أبدا بطريق الصدفة وإنما باختيارهم “