وما زال مسلسل القتل مستمرا

وما زال مسلسل القتل مستمرا
وما زال مسلسل القتل مستمرا
سعد محسن خليل
رغم مرور اكثر من ستين عاما على سقوط النظام الملكي في العراق مازال الجدل دائرا بين النخبة المثقفة من العراقيين للإجابة على تساؤلاتهم الملحة هل كان النظام الملكي بتلك الإساءة ليكون مصير العائلة الملكية بتلك الصورة من عمليات القتل والتنكيل بأجسادهم ٠٠ وللإجابة على هذه التساؤلات لابد ان يكون المجيب قد عاش تلك الأيام الخوالي التي ذهبت دون رجعه ٠٠ ونحن نعيش شهر تموز اللاهب بحرارته لابد من استذكار ذلك اليوم المشؤوم يوم كنا نقف أطفال أمام احد الشورع ونحن نشاهد المواطنين غير المنضبطين وهم يتسابقون في شوارع بغداد وخلفهم جثث الضحايا مسلوخه مثل شاة معلقه ينهش لحمها الجزار بمنظر وحشي يدلل على قساوة الانسان وأقول بملء فمي الضمآن من رشفة مياه من مياه دجلة العذب بصفتي شاهد على تلك الأحداث رحمة الله على روح عالم الاجتماع علي الوردي فقد شخص هذا العالم الجليل تركيبة المجتمع العراقي عندما وصف المواطن العراقي بحمله صفات البداوة حيث ان مسألة الغلبه لديهم دافع لاشعوري اعتادوا عليه ويعتبروه شيء من الشطارة ٠٠لذلك فالمواطن العراقي وعذرا لما أقول نقلا عن الوردي يمتلك قيم كامنه في أعماقه متحضر ظاهريا بينما في أعماقه يمتلك قيم بدوية وما حدث خلال انتفاضة العسكر في تموز عام ١٩٥٨ يؤشر ماذهب اليه العالم الوردي من تشخيص حيث تحركت كوامن الشخصية الهمجية لدى ضابط غير مشارك في الانتفاضة فتهال ضربا من سلاحه الرشاش على أفراد العائلة الملكية فأرداهم قتلى بعملية وحشية لتبدأ عملية التنكيل بالجثث لتؤشر مستوى الوحشية والإجرام ٠٠ قد يقول قائل ولما هذا التحامل على العائلة الملكية واقولها بصراحة ان العهد الجمهوري الذي خلف النظام الملكي لم يجلب للعراق غير الدمار وسفك مزيد من الدم فكان مقتل العائلة الملكيه اشبه مايكون بلعنة الفراعنه حيث لاحقت ارواحهم الجناة فمات الضابط عبد الستار العبوسي الذي نفذ جريمة القتل منتحرا ومات الزعيم عبد الكريم قاسم الذي استلم مسؤولية قيادة البلاد مقتولا في محاكمة صورية مع رفاقه الضباط ورميت جثثهم على مكب للازبال ومات من تآمر على قاسم العقيد عبد السلام عارف بعد احتراق طائرته في جنوب العراق ومات من اعقب عارف في عمليات قتل مروعة ولم يسلم من مسلسل القتل الا الرئيس المخلوع عبد الرحمن عارف حيث مات منفيا منسيا وبموته اسدل الستار عن مسرحية سمجة مازالت فصولها مستمرة لتؤشر مستوى الانحطاط الفكري والأخلاقي لانسان كتب عليه ان يموت حيا