وضعت اطنان من الحديد وصبات باوزان ثقيلة … مهندسون استشاريون يحذرون من انهيار جسور الجمهورية والمعلق وسقوطها في نهر دجلة

وضعت اطنان من الحديد وصبات باوزان ثقيلة … مهندسون استشاريون يحذرون من انهيار جسور الجمهورية والمعلق وسقوطها في نهر دجلة
.
(بغداد – آشور) رحيم الشمري ..
حذر مهندسون استشاريون من انهيار جسور العاصمة بغداد ، مؤكدين تحمل رئيس الحكومة وقادة العمليات مسؤولية ما يحدث ، بعد قيام قوات عسكرية بوضع اطنان من الحواجز الكونكريتية بصورة مستمرة على الجسور منذ سنوات ، لمنع المتظاهرين للوصول الى المنطقة الرئاسية (الخضراء) ، ودق قواطع حديدية ثقيلة الوزن على جسري المعلق والجمهورية مؤخراً ، لنصب بوابات عملاقة ، دون استشارات علمية هندسية ، ستؤدي الى خروج الجسور عن الخدمة وسقوطها في نهر دجلة .
وشدد المهندس الاستشاري رعد شريف الميالي ، ان ما يحدث حاليا لجسور بغداد من قبل السلطات الحكومية بوضع اثقال الصبات الاسمنتية الشديدة الوزن ، ووجود رافعات شوكية عملاقة تتحرك فوق الجسور ، كانها على منطقة صخرية على الارض ولا تلتفت الى ان نحتها فضائيات معلقة ذات ركائز فيزياءً ورياضيا لها ابعاد علمية ، قد تؤدي الى سقوط الجسور في نهر دجلة ، نتيجة التمدد بين قواطعها الاصلية وركائزها في النهر ، خاصة اكتاف الجسور المخصصة للمشاة ، السائبة المسنودة على الصب الجاهز المسلح ، والتي لا تتعدى قدرة تحملها ٨٠٠ كغم ، تتعرض لضغط ووقوف واوزان رافعات وحديد وكونكريت يصل بين ٥٠ الى ٦٥ طن .
وتابع المهندس الاستشاري ، هنا الخطر الكارثة ، وبمرور الزمن نتيجة مناخ العراق القاسي المرتفع الحرارة صيفاً الشديد البرود شتاءً ، يحدث التمدد والتقلص ، ووجود الرافعات وقطع الحديد والكونكريت الثقيل ، ستخرج الجسور عن الخدمة والسقوط في نهر دجلة ، وتصنف عالميا جريمة جنائية دولية ، وتخريب متعمد يذهب ضحايا بالمئات من السابلة والسيارات ، وتتاثر البنايات القريبة وتتعرض لخطر الانهيار ، وان تسع من جسور بغداد ، ثلاثة عشر منها تقع في مركز العاصمة وبمحاذاة المناطق القديمة في الكرخ والرصافة ، ومهم ان يرفع كل شي فوراً .

ووصف المهندس الاستشاري اكرم الشباني ما تقوم به قوات عسكرية بامر من القائد العام للقوات المسلحة وكبار ضباط العمليات المشتركة ، “بالخطأ الفادح” الذي لا يمكن السكوت عنه ، وربما يكون الجهل بالمعلومات الهندسية ، والخوف من الغضب الشعبي المتصاعد من الفساد والبطالة والفقر ووضع الاقتصاد المتردي ، يشكلان عوامل ستدفع تصرفاتهم الى التخريب وهدم بنى ارتكازية عملاقة انشئت من عقول وامكانيات علمية قبل ٦٠ عام ، قبل ان يتوقف التقدم وخطط التنمية الشاملة ، نتيجة الحروب والحصار ودخول القوات الاجنبية ، وتعاقب استلام السلطة التنفيذية والتشريعية من اشخاص لا يستحقونها .
وبين الشباني ان جسر الجمهورية انشأ من قبل شركة عالمية امريكية متخصصة كاول مشروع لها ، باشراف مجلس الاعمار بالعهد الملكي بمدة انجاز عام واحد ، وافتتح عام ١٩٥٧ بنفس اليوم مع جسر الائمة ، بنفس التصميم من قبل الشركة ذاتها ، فيما تم بناء الجسر المعلق بمدة ٥ سنوات وافتتح علم ١٩٦٤ ، من قبل شركات بريطانية المانية سويسرية مشتركة ، وايضا اول جسر ينفذ بالعالم بهذا الطراز المعماري النادر التصميم ، وسبق استهدافهما بالقصف الجوي لعدة مرات وسقوط اجزاء الفضاءات بالنهر ، ابان الحرب مع التحالف الدولي عام ١٩٩١ وبصواريخ طائرات متقدمة ليزرية ، واستغرق اعادة اعمارها اربع سنوات للجسر المعلق ، وثلاث سنوات لجسر الجمهورية ، وان عدم استشارة وزارة الاعمار ومديرية الطرق والجسور ، والتصرفات الكيفية التي لا يمكن ان تؤشر في علوم الهندسة الحديثة الا بالتخلف ، لمن امر بوضع اوزان ثقيلة ودق الحديد فوق الجسور لنصب بوابات ممكن ان تنهار ببلدوز او شغل ، وان كابلات الكهرباء العابرة وانابيب المياه المربوطة اسفل الجسور ستتاثر بالتمدد والتخريب ، وتودي لكارثة عالمية تسجل بالتاريخ .(انتهى)