وداعًا “شادية الوادي”.. دلوعة السينما ونجمة الشباك الأولى على مدى ربع قرن

وداعًا “شادية الوادي”.. دلوعة السينما ونجمة الشباك الأولى على مدى ربع قرن
متابعة – آشور …شادية وداعًا .. حكاية وقصة وكيان فني كامل شامل، منذ الصغر وهي دلوعة السينما الأكثر حظًّا في ذلك، اسمها الحقيقي هو فاطمة، وأول ألقابها كان فتوش، أما شوشو فهو الذي استمر معها طويلًا ، وحتي دخول عالم الفن.
وباسم فاطمة أحمد كمال شاكر، تقدمت دلوعة السينما المصرية عام 1947 لاختبار تمثيل داخل ستديو مصر، وكان ذلك أمام المخرج أحمد بدرخان الذي كان يبحث عن وجوه جديدة لفيلمه الذي لم يكتمل، ومع تألقها غنائيًا وتمثيليًا، قدمها بدرخان إلى المخرج الجديد حلمي رفلة والنجم محمد فوزي والذي كان العلامة الفارقة في مشوارها الفني، وخصوصا بعد النجاح الساحق الذي تحقق في فيلم “العقل في إجازة” والذي كان أول فيلم من إنتاج وبطولة محمد فوزي، وجعلها بطلته في أفلامه التالية.
وتألقت دلوعة الفن وإبدعت مع محمد فوزي في أفلام ” الروح والجسد، والزوجة السابعة، وصاحبة الملاليم، وبنات حواء”.
وقد اختلفت الأقاويل عن حقيقة اسم شادية ومن اختاره لها، وهو بعيد جدا عن اسمها الحقيقي، والبعض يرشح المخرج حلمي رفلة لأنه أول من كتب اسم شادية علي أفيش فيلم العقل في إجازة، والبعض الآخر يؤكد أن يوسف وهبي هو من اختار اسمها الفني، وكان يصور حين ذاك فيلم “شادية الوادي”، وعلى الرغم من ذلك هناك من يقول إن عبد الوارث عسر هو الذي قال عنها عندما استمع لصوتها ” إنها شادية الكلمات”.
ولدت في 4 فبراير من عام 1931 بحي عابدين، ووالدها هو المهندس أحمد كمال، الذي كان يعمل بحدائق الخاصة الملكية في أنشاص ويقطن بجانب قصر عابدين، ولها شقيقة واحدة هي “عفاف” والتي كانت معها في بداية مشوارها الفني ولكنها تراجعت سريعًا.
وشادية لم تنجب علي الرغم من زواجها ثلاث مرات من مهندس خارج الوسط الفني اسمه عزيز فتحي، ثم من عماد حمدي، وأخيرًا من الفنان صلاح ذو الفقار الذي انفصلت عنه عام 1969 ولم تتزوج بعد ذلك.
وبالعودة لمسيرتها الفنية فقد انطلقت شادية إلي قمة الصف الفني، وأصبحت بالفعل نجمة الشباك الأولى دون منازع، كما تنازع على توقيعها جميع المنتجين، وكان من بينهم أنور وجدي الذي أنتج لها فيلم “ليلة العيد” وتجاوزت إيراداته ما كان متوقعًا مما جعل أنور وجدي يمنحها بطولة مطلقه في فيلم “ليلة الحنة”.
وخلال ذلك ظهر الثنائي الأكثر مشاهدة ومتابعة بينها وبين كمال الشناوي الذي قال عنها ” إنها نجمة شباك وأفلامها تحقق إيرادات تجيب أراضي وتبني عمارات”، كما أكد الكاتب سعد الدين توفيق خلال كتاباته أن شادية هي “نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن”.
وقد قدمت شادية مع كمال الشناوي أفلام حققت نجاحات كبيرة في فترة الخمسينيات مثل ” حمامة السلام، وعدل السماء، والروح والجسد، وساعة لقلبك، وظلموني الناس”، وفي ثنائيتها مع عماد حمدي قدمت أفلام “أشكي لمين، وأقوي من الحب، وإرحم حبي”.
وفِي عمر 28 سنة، ظهرت شادية كفنانة مكتملة وعبرت عن ذلك بكل اقتدار عام 1959 من خلال فيلم “المرأة المجهولة”، مع المخرج محمود ذو الفقار، ومع شقيقة الممثل صلاح ذو الفقار انطلقت الموهبة الكوميدية، وقدما معًا أفلام ” مراتي مدير عام، وكرامة زوجتي، وعفريت مراتي”، وذلك في ثلاث سنوات متتالية من عام 1966 إلي 1968.
وخلال تلك الفترة قدمت شادية وصلاح من إخراج محمود ذو الفقار أقوى أفلام الرومانسية ” أغلى من حياتي” صاحب الأفيه الأكثر شهرة وتداولًا حتي الآن عندما شاهدت حبيبها أحمد فقالت بصوت عال” أحمد” ليرد عليها وهو يجري “مني”، وقد استخدم هذا المشهد تحديدًا في الكثير من الأعمال الرومانسية والكوميدية علي اختلاف أنواعها، وبهذا الفيلم تفوقت شادية علي فيلمها الرومانسي الأول “أنا الحب”.
وإذا كانت فترة الإربعينيات قد شهدت ظهورها، وفترة الخمسينيات تألقها، فإن فترة الستينات كانت خلالها هي الملكة المتوجة في السينما المصرية، وخصوصًا بعدما قدمت أفلام عن روايات نوبل الإدب نجيب محفوظ، مثل “ميرامار، وشيء من الخوف، واللص والكلاب، وزقاق المدق، والطريق، ونحن لا نزرع الشوك”.
وقبل تلك الأعمال قال عنها الأديب نجيب محفوظ ” شادية هي فتاة الأحلام لأي شاب وهي نموذج للنجمه الدلوعة وخفيفة الظل وليست قريبه من بطلات أو شخصيات رواياتي”، وبعد إن قدمت شخصية نور في اللص والكلاب للمخرج كمال الشيخ تغيرت نظرة محفوظ قال ” أنها ممثله بارعة تستطيع أن تؤدي أي دور وأي شخصيه وليست فقط الفتاة الدلوعه”.
ومع أن شادية صرحت في وسائل الإعلام قائله ” أريد أن أصبح أم لدستة من الأطفال”، وزواجها ثلاث مرات لم تستطع الإنجاب، علي الرغم من حملها مرتين الأولي الجنين لم يستقر سوى شهرين والمره الثانية أربعة أشهر، وكان ذلك سببًا في امتناعها عن الزواج منذ انفصالها عن صلاح ذو الفقار عام 1969، وحتي الإن.
وعندما قدمت أخر أفلامها “لا تسألني من أنا” عام 1984، وقررت الاعتزال صرحت قائله: “لأننى فى عز مجدي أفكر فى الاعتزال، لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا، لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز فى الأفلام فى المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني فى دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد فى وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها”.
ومع إن رصيدها السينمائي يتعدي الـ 150 فيلمًا، إلا أنها لم تقدم سوى مسرحية واحدة “ريا وسكينة” مع عمالقة المسرح سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي، واستمرت في العرض 3 أعوام متتالية.
أما رصيدها الإذاعي فيبلغ 6 أعمال قدمتها علي مدار تاريخها الفني الذي يبلغ 37 عام وكانت أعمال “صابرين، وسنة أولي حب، ونحن لا نزرع الشوك، والشك يا حبيبي، وسقطت في بحر العسل، وجفت الدموع”.
وفِي الغناء هناك قصة أخرى تبلغ 500 أغنية متنوعة عن الوطن والأب والأم والأطفال وجميعها يتم ترديده حتي الآن.
المصدر : الاهرام