هل الموز خيار صحي لمرضى السكري؟ تعرفوا على تأثيره على مستويات السكر في الدم، واكتشفوا المخاطر المحتملة التي قد يغفل عنها الكثيرون.

هل الموز خيار صحي لمرضى السكري؟ تعرفوا على تأثيره على مستويات السكر في الدم، واكتشفوا المخاطر المحتملة التي قد يغفل عنها الكثيرون.
/آشور- يعد الموز من أكثر الفواكه شيوعًا واستهلاكًا حول العالم، بفضل طعمه الحلو وسهولة تناوله وفوائده الغذائية المتعددة. ومع ذلك، فإن مرضى السكري غالبًا ما يواجهون حيرةً عند التفكير في تناول الفواكه، خصوصًا تلك التي تحتوي نسب مرتفعة من السكريات الطبيعية. فهل الموز آمن لمرضى السكري؟ أم أن هناك مخاطر خفية يجب الانتباه لها؟ وهل تعلمون ما هي عوارض مرض السكر
الموز وسكر الدم: ما العلاقة؟
يحتوي الموز سكريات طبيعية مثل الغلوكوز والفركتوز والسكروز، وهي سكريات تؤثر بشكل مباشر على مستويات السكر في الدم. فعند تناول الموز، يتم امتصاص هذه السكريات بسرعة نسبيًا في مجرى الدم، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في سكر الدم. ومع ذلك، يختلف تأثير الموز على مرضى السكري حسب عدة عوامل، منها حجم الحصة، درجة نضج الموز، ومستوى النشاط البدني للفرد.
تُقاس قدرة الأطعمة على رفع سكر الدم بما يعرف بـ “المؤشر الغلايسيمي” (GI). ويتراوح المؤشر الغلايسيمي للموز بين 42 و62، حسب مدى نضجه. فالموز الأخضر (غير الناضج) يحتوي نشا مقاوم يمتص ببطء، وله مؤشر غلايسيمي منخفض نسبيًا، ما يجعله أكثر أمانًا لمرضى السكري. أما الموز الناضج جدًا، فله مؤشر غلايسيمي أعلى بسبب تحلل النشا إلى سكريات بسيطة، وبالتالي قد يرفع سكر الدم بشكل أسرع.

المخاطر المخفية: ما الذي يجب الحذر منه؟
رغم أن الموز يعد خيارًا غذائيًا صحيًا نسبيًا، إلا أن هناك بعض الجوانب التي قد تشكل مخاطر خفية على مرضى السكري:
السكر الطبيعي لا يعني الأمان التام
يعتقد البعض أن السكر الموجود في الفواكه طبيعي وبالتالي لا يشكل خطرًا على مرضى السكري، لكن هذا اعتقاد خاطئ. فالسكر الطبيعي يمكن أن يرفع مستويات الجلوكوز في الدم، خصوصًا إذا تم تناوله بكميات كبيرة أو من دون توازن مع باقي مكونات الوجبة.
حجم الحصة مهم جدًا
تحتوي ثمرة موز متوسطة الحجم حوالي 27 جرامًا من الكربوهيدرات، منها حوالي 14 جرامًا من السكر. بالنسبة لمريض السكري الذي يحاول التحكم في كميات الكربوهيدرات في كل وجبة، فإن تناول موزة واحدة فقط يمكن أن يشكل نسبة كبيرة من استهلاكه اليومي المسموح.
تناول الموز مع أطعمة أخرى قد يحدث تأثيرًا مضاعفًا
إذا تم تناول الموز مع أطعمة أخرى غنية بالكربوهيدرات أو السكريات، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع كبير وسريع في سكر الدم. لذلك يفضل تناوله مع مصدر للبروتين أو الدهون الصحية لتقليل تأثيره على الجلوكوز.

تأثير نضج الموز
كلما نضج الموز أكثر، زاد تركيز السكر فيه وقلّ محتوى النشا المقاوم. فالموز الناضج جدًا يتحول إلى وجبة ذات طابع سكري، مما يجعله أقل ملاءمة لمرضى السكري.
هل يمكن لمرضى السكري تناول الموز بأمان؟
الإجابة القصيرة: نعم، ولكن بشروط. الموز ليس محظورًا بشكل تام، بل يمكن إدراجه ضمن النظام الغذائي لمرضى السكري بشكل معتدل ومدروس. وفيما يلي بعض النصائح لضمان تناوله بشكل آمن:
اختيار الموز الأخضر أو متوسط النضج بدلًا من الموز الناضج جدًا.
تناول نصف موزة فقط في المرة الواحدة، خصوصًا لمن يراقبون مستوى الكربوهيدرات بدقة.
دمج الموز مع مكملات غذائية أخرى مثل المكسرات أو الزبادي قليل الدسم لخفض المؤشر الغلايسيمي.
تجنب تناول الموز على معدة فارغة، إذ أن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في مستوى السكر. وهل تعلمون أن هناك أضرار لتناول الموز في الليل.
مراقبة استجابة الجسم بعد تناول الموز باستخدام جهاز قياس السكر، لمعرفة التأثير الفردي.

فوائد الموز التي لا يجب تجاهلها
رغم التحذيرات، لا يمكن إنكار أن الموز يحتوي عناصر غذائية مفيدة، منها:
البوتاسيوم: يساعد في تنظيم ضغط الدم، وهو أمر ضروري لمرضى السكري المعرضين لأمراض القلب.
الألياف: تعزز من صحة الجهاز الهضمي وتساعد في تنظيم امتصاص السكر.
فيتامين B6 والمغنيسيوم: يساهمان في دعم صحة الأعصاب والعضلات، وهو أمر مهم لأن السكري قد يؤثر على الأعصاب الطرفية.
جدول قد يفيد مرضى السكري
إليكم جدول مقارنة بين الموز وبعض الفواكه الشائعة حيث يساعد مرضى السكري في اختيار الفواكه المناسبة:
الموز ليس عدوًا لمرضى السكري، لكنه أيضًا ليس خيارًا يجب تناوله بعشوائية. فيجب التعامل معه كجزء من نظام غذائي متوازن، مع الانتباه إلى حجم الحصة، ودرجة نضجه، وطريقة تناوله. وإذا تم ذلك بعناية، فإن الموز يمكن أن يكون جزءًا آمنًا ومغذيًا من النظام الغذائي لمرضى السكري. وتعرفوا على أبرز الفواكه المفيدة لمرضى السكر تحافظ على مستواه معتدل