من هي أونغ سان سو تشي زعيمة ميانمار التي تم اعتقالها؟

من هي أونغ سان سو تشي زعيمة ميانمار التي تم اعتقالها؟
(آشور – وكالات )..أعلن الجيش في ميانمار حالة الطوارئ بعد قيامه بانقلاب، وذلك بعد ساعات من اعتقال الزعيمة الفعلية للبلاد «أونغ سان سو تشي» والعديد من المسؤولين الحكوميين الآخرين، إلى جانب قادة الأحزاب الصغيرة، في مداهمات قبل الفجر في جميع أنحاء البلاد.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه تم تعطيل شبكات الهاتف المحمول والإنترنت في المدن الكبرى في ميانمار، واختفى بعض الصحفيين المحليين خوفاً من أن تعرضهم تقاريرهم للخطر، وتم تعليق الرحلات الداخلية وإغلاق المطار الدولي الرئيسي في يانغون.
رمز المعارضة للدكتاتورية
هي واحدة من أهم الرموز المعارضة للدكتاتورية العسكرية في ميانمار، وتعرضت للعديد من المضايقات ووُضعت تحت الإقامة الجبرية لمدة 15 عاماً بسبب مواقفها المناهضة لنظام المؤسسة العسكرية.
وبسبب ضلوع النظام في مجازر ضد أقلية الروهينغا المسلمة، أضحت سوتشي، على النقيض، رمزاً للتمييز ضد الأقليات في بلادها.
ورغم أنها تعرضت لانتقادات دولية واسعة، خاصة أنها حائزة على جائزة نوبل، إلا أن شعبيتها لم تتضاءل محلياً، وهذا انعكس على نتائج الانتخابات التي صبت لصالح حزبها الحاكم في الثامن من نوفمبر الماضي.
ولدت في 19 يونيو 1945 في رانغون بميانمار، وهي سياسية وزعيمة معارضة، وابنة أونغ سان البطل الوطني وفقيد بورما المستقلة ووالدتها هي دبلوماسية بارزة تدعى خين تشي.
تقلدت العديد من المناصب الحكومية منذ عام 2016، وشغلت منصب مستشارة الدولة، ما جعلها الزعيمة الفعلية لميانمار.
اغتيل والدها وهي في عمر السنتين، والتحقت بمدارس بورما حتى عام 1960 عندما تم تعيين والدتها سفيرة في الهند.
وبعد سنوات الدراسة في الهند، التحقت بجامعة أوكسفورد، حيث التقت بزوجها، الباحث البريطاني، مايكل آريس.
أنجبت هي وآريس طفلين وعاشت حياة هادئة حتى عام 1988، عندما عادت إلى بورما للتكفل بوالدتها المحتضرة، تاركة وراءها زوجها وأبناءها.
ودخلت إلى المعترك السياسي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان بعد المذبحة الجماعية للمتظاهرين ضد الحكم العسكري.
سنوات من الإقامة الجبرية

أونغ سان سو تشي – أ ف ب
في يوليو 1989 ظلت سوتشي رهن الإقامة الجبرية في يانغون، وبعدها عرض عليها الجيش أن يطلق سراحها مقابل مغادرة ميانمار لكنها رفضت وبقيت مسجونة حتى عودة بلادها إلى الحكم المدني وحينها تم إطلاق سراح السجناء السياسيين.
فاز حزب «الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية» (NLD)، الذي شاركت سو تشي في تأسيسه عام 1988، بأكثر من 80% من المقاعد البرلمانية التي تم التنافس عليها عام 1990، ولكن تم تجاهل نتائج تلك الانتخابات من قبل الحكومة العسكرية.
في عام 1991، حصلت على جائزة نوبل للسلام، نظير جهودها في تحقيق التغيير في بلادها سلمياً، وأصبحت أيقونة للحقوق المدنية في العالم.
وأدى خبر حصولها على الجائزة إلى تشويه سمعتها من قبل الحكومة، وحيث كانت محتجزة، وقبل ابنها ألكسندر آريس الجائزة نيابة عنها.
أُطلق سراح سو تشي من الإقامة الجبرية في يوليو 1995، رغم فرض قيود على قدرتها على السفر خارج يانغون.
وفي العام التالي، حضرت مؤتمر حزب «الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية»، لكن الحكومة العسكرية استمرت في مضايقتها وحزبها.
وفي عام 1998، شكّلت السياسية لجنة تمثيلية أعلنت أن البرلمان الحاكم الشرعي للبلاد، ووضع المجلس العسكري سو تشي مرة أخرى رهن الإقامة الجبرية، من سبتمبر 2000 إلى مايو 2002، بدعوى انتهاكها القيود بمحاولة السفر خارج يانغون.
وفي عام 2003 وبعد عدة مصادمات بين الرابطة الديمقراطية والمتظاهرين أعادتها الحكومة إلى الإقامة الجبرية، واستمرت الدعوات للإفراج عنها في جميع أنحاء المجتمع الدولي في مواجهة التجديد السنوي لعقوبتها، وفي عام 2008، تم تخفيف ظروف إقامتها الجبرية، ما سمح لها بتلقي بعض المجلات وكذلك الرسائل من أطفالها الذين يعيشون في الخارج.
وفي عام 2009، أعلنت هيئة تابعة للأمم المتحدة أن احتجازها غير قانوني بموجب قانون ميانمار.
وفي أغسطس، أُدينت وحُكم عليها بالسجن 3 سنوات، على الرغم من تخفيف العقوبة على الفور إلى 18 شهراً، وسُمح لها بقضائها في الإقامة الجبرية.