من هو المثقف الحقيقي؟

من هو المثقف الحقيقي؟
من هو المثقف الحقيقي؟
خالد الهيتي
يميز الكاتب البريطاني ستيف جونز بين المثقف “الببغائي” و “العضوي” على اساس ان الاول يجلس في برج عاجي وهمي خلقه لنفسه ، فقط لانه يحمل شهادة الدكتوراه او ينشر بحوثا من اجل الترقية او الحصول على عمل. بل ان اسوأهم هم اولئك الذين يكتبون اطاريحهم الدراسية حول شخصيات سياسية او دينية (تقربا او طمعا) كانت هي السبب في الخراب الذي حل في بلدانها. وهناك فئة ثالثة تساير الفساد وسوء الادارة او تتستر عليهما لاسباب مادية او عقائدية فردية ، وهم بذلك لا يختلفون عن العوام او الرعاع!
بل ان قسما منهم لايتحمل حتى النقد البناء للطبقة الحاكمة ، اي طبقة حاكمة في اي زمان ومكان ، رغم الدمار الهائل الذي تلحقه تلك الطبقة بمصالح عموم الشعب حاضرا ومستقبلا! كل ذلك لان هؤلاء “المثقفين” ربطوا مصالحهم الشخصية بالطبقة الحاكمة ولا يهمهم الطوفان طالما مصالحهم محفوظة!
اما المثقف “العضوي” فهو المفكر الذي يتبنى قضايا المجتمع ويمتلك رؤية ايجابية نحو التغيير بغض النظر عن مصالحه الشخصية او مستوى التحديات التي سيواجهها حتما ومنها القتل او السجن! ومن اهم التحديات التي يواجهها المثقف العضوي هو الظلم والاتهامات التي يتعرض لها من “المثقفين” السلطويين الذين لا تتعدى “انجازاتهم” المادية حدود الاستعراض البليد الذى يسيء ايما اساءة الى قيم الثقافة الرفيعة والمسؤولة!
وهذا هو الفرق بين مثقفين حقيقيين من امثال نجيب محفوظ وادوارد سعيد وعلي الوردي ومعروف الرصافي وطه حسين وفرج فودة و ستيف جونز وانتونيو غرامشي وسواهم من الفقاعات “الثقافية” الذين تلحق انتهازيتهم وخوائهم افدح الاضرار بالاوطان!!
واختم بشىء من شعر الرصافي ، ذلك الكردي/التركماني العراقي الاصيل:
ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم
وتأخروا عن كل ما يقضي بأن تتقدموا
ودعوا التفهم جانبا فالخير أن لا تفهموا
أما السياسة فاتركوا أبداً ولا تندموا
علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرف
أسماء ليس لنا سوى ألفاظها أما معانيها فليست تعرف
من يقرأ الدستور يعلم أنه وفقا لصك الانتداب مصنف