من بغداد .. نجم الربيعي أنموذجاً
من بغداد .. نجم الربيعي أنموذجاً
من بغداد .. نجم الربيعي أنموذجاً
كتب: محمد الخالدي
منذ الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 ، بدأت ما يسمى بالديمقراطية المزيفة والمشوه خلقياً ، انتشرت الصحون الطائرة ( الستلايت) على اسطح المنازل والبنايات مستبشرين بالاعلام الديمقراطي الذي ينقل لنا الحقائق في كل مشاكل الحياة اليومية للمواطن ، فانهمرت علينا كل البرامج الاسرية ، السياسية ، الرياضية ، الفنية ، والاقتصادية ومنها الترفيهية وغيرها.
علمّنا التوجه الفضائي الى الانفتاح العربي والدولي وما يدور في العالم من مشاكل في المجالات كافة وتعايشنا مع هذا الانفتاح ، وانفتحت علينا الكثير من المحطات الفضائية.
ووسط هذه الفوضى الفضائية كانت الكثير من البرامج التي استهوت المتابعين ولكل من هؤلاء لهم الحرية في اختيار البرامج ، وكانت هناك الكثير من البرامج ومنها السياسية وعلى مدى السنوات الماضية برزت بعضها وشدت المتابعين لها والافصاح عن ما يدور في اروقة السياسة والسياسيين التي اصبحت الشغل الشاغل للمتابع عن الوضع العراقي في ظل التغيير الذي حصل في البلاد ، بعض هذه البرامج كانت مسيرة ومدفوعة الثمن من قبل الاحزاب والكتل السياسية لانها في نفس الوقت تمتلك المحطات الفضائيات وتدلو بدلوها بما يحلو لها من املاءات حزبية يديرها أناس بعيدين عن الاعلام لتضليل المواطن وغياب المعنى . ووسط هذه الفوضى الفضائية برزت فضائيات وطنية لمعت في مخيلة المتابع وانتجت برامج سياسية وطنية تحاكي وتنقل نبض الشارع العراقي وما يعانيه من مشاكل كثيرة ، وانا كمتابع للشأن السياسي العراقي اشاهد الكثير من البرامج السياسية ، واستهواني برنامج ( من بغداد) الذي يعرض من على قناة التغيير وتقديم نجم الربيعي والذي عرفناه مقدماً سابقاً للبرامج في قنوات فضائية ، وربما سائل يسأل لماذا هذا البرنامج بالذات عن البرامج الاخرى التي تعرض من على القنوات الفضائية الاخرى ؟

محمد الخالدي
ولكل متابع رأيه الخاص . ولانه بالتأكيد ينتمي الى النوعية الذهبية المفقودة في اختيار الضيوف والمحاورة واستخدامه بذكاء والمحاولة الى الابتكار في نوعية الاسئلة التي فعلاً موجودة في ذهن المشاهد والمتابع والبحث عن القيمة في اتجاهات السؤال والمحاورة ، لا يقلد ، ولكنه يكتشف وينقب ومن خلال مانراه . وتترسخ فيه قيمة وطن كبير في اندفاعة وبحة صوته في كشف القضايا المهمة واهمها الفساد . ونجاح الربيعي في تركيبة القائه البسيطة لفكرة البرنامج ويعطي حرية ابداء الرأي لضيفه بعيداً عن التقاطعات ،فضلاً عن كشف الكثير من الحقائق الذي كان المواطن في غفلة عنها وفضح كل المتسببين في هدر المال العام والفاسدين مهما كانت صفته الشخصية والسياسية . وانا باعتقادي برنامج من بغداد اعاد الاعتبار الى مهنة الاعداد والتقديم للبرنامج السياسي لان مقدمه يمتلك ثقافة المحاور والتفاعل مع الموضوع .أنا لا اعرف نجم الربيعي ولكن اندفاعه وما يحمله من هموم لكشف الفاسدين ومن امثالهم الذين لا يريدون الخير والتقدم لهذا الوطن ، ما جعلني لاكتب عنه ، وأعده أنموذجاً لكل مقدم برنامج وفي جعبته الفصح عن كل فاسدٍ وغير غيور على هذا البلد . ولكل مجتهد نصيب .