معركة عض الأصابع !!

معركة عض الأصابع !!
معركة عض الأصابع !!
كتب: سعد جاسم
يواجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ، مشاكل وازمات جمة في اطار محاولاته المستمرة لاصلاح الاوضاع وانهاء الفوضى المستمرة منذ نحو عامين.
الكاظمي وخلال تحركاته المستمرة يريد ايجاد حلول ناجعة وسريعة ،فالعراق يغلي سياسيا وشعبيا وسط وضع اقتصادي مربك واجتماعي اقل مايكون غير مستقر جراء الازمات المستفحلة.
بعد زيارته من واشنطن تحدث رئيس الوزراء عن توصله لاتفاق لانسحاب القوات الامريكية من البلاد في غضون ثلاثة أعوام ،لكن المعارضين لتواجدهم ،لم يرق لهم هذا الحل ،او الاصدق لايثقون بوعود ترامب وكل الساسة الامريكان قبله.
هاهو ترامب يسحب نحو 5000الاف من قواته من العراق وأفغانستان في خطوة تعد هامة للايفاء بوعوده ،صحيح انها ربما تكون جزء من حملته الانتخابية ،لكنها تبقى خطوة بارزة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ،تؤيد ماقاله حين عودته من واشنطن.
فانسحاب جزء من تلك القوات بالوقت الراهن صارت لصالح الكاظمي اكثر من معارضيه وتعطيه زخما في المضي بطريقه لاصلاح الاوضاع ومصداقية لايمكن تجاهلها .
عودة الكاظمي من دون انهاء الوجود الامريكي نهائيا بالاتفاق مع ادارة ترامب فتح عليه ابواب الشك وخطوات كان يؤجلها هو لوقت اخر لموجهة البعض ، محاولا كسب الوقت للانتهاء من بعض الازمات المستفحلة،مثل ازمة الرواتب والمنافذ وغيرها.
الاطراف التي رفضت ماعاد به الكاظمي رغم حصوله على وعد اميركي بانسحاب قواتها من العراق ،ستظل مصرة على حسم خلافاتها مع رئيس الوزراء من خلال البرلمان الذي تملك فيه ثقلا ملحوظا اولا سياسيا وثانيا عسكريا وهو مالا نامله لانه يعني ربما ازمة عسكرية تؤذي البلاد في وقت نحن احوج ما نكون الى الهدوء وتقليص مساحة الخلافات .

الكاظمي بصدد مواجه ازمة سياسية بدات في التصعيد بساحات التظاهر من خلال تزايد عمليات الاستهداف المنظم للناشطين كرسالة لاظهاره بمظهر غير القادر على ادارة الدولة واجهزتها الامنية ،وصولا الى تحركات سياسية قد تفضي لحد لعرقلة جهود حكومته ،وانتهاء بمحاولات تقودها اطرافا لأقالته وان كانت نسبة نجاحها بمسعاها ضيلة جدا.
وهنا تاتي اخبار الانسحاب الامريكي من بعض مواقعه في العراق لتكسبه نقطة هامة على حساب خصومه وتجعلهم يعيدون حساباتهم ،وربما مواصلة الضغط عليه من خلال الاستمرار باستهداف ماتبقى من المواقع الامريكي ،لان المعركة الان هي معركة عض الاصابع بينه وبين معارضيه .
سيكون الشعب فيصلا في انهاء هذه الازمة التي اتوقع نهايتها قبيل الانتخابات باقصى الحدود ،فبعدها سيقول الشعب كلمته في كل اوضاع البلد المتهرئة ان لم تحسم قبلها،وربما يلقب الطاولة على كل الطبقة السياسية وقد تنهار العلمية التي تاسست بعد2003 برمتها الى سيناريو لم يدر بخلد هذه الطبقة التي لم يعد يثق بها اكثرية الشعب.