مسح الرسول على جبينه

مسح الرسول على جبينه
مسح الرسول على جبينه
كتب: الدكتور ناظم الربيعي
قد يتسائل الكثيرون لماذا تتجدد مجالس العزاء ومظاهر الحزن كل عام في شهر محرم الحرام ولماذا تتشح الشوارع والبيوت بالسواد ولماذا يلبس الناس السواد بهذه الذكرى الأليمة ؟
اسئلة منطقية وغاية في الاهمية
وللاجابة على تلك الاسئلة لابد من الرجوع الى بعض المراجع التاريخية المعتبرة والتي تعتبرمن امهات الكتب ومن ثوابت الائمة وهي كتب اخوتنا و انفسنا السنة فقد ورد في كتب مسند احمد وصحيح البخاري وصحيح مسلم والذهبي والقرطبي في باب الحديث عن ام سلمة زوج الرسول محمد (صل الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم )ما نصه
( كان رسول محمد (ص) جالسًا في بيت زوجه ام سلمة
فطرق الامام الحسين عليه السلام الباب وكان طفلا صغيرا ففتحت له الباب فدخل فأستقبله رسول الله (ص) واجلسه في حجره فهبط الوحي الامين على رسول الله وقال له ان ابنك هذا سيقتله اشرار امتك في ارض تسمى كربلاء وجاء له بقبضة من ترابها عندها اخذ رسول الله التراب وشمه وسلمه لام سلمه وقال لها متى ما اصبح هذا التراب بلون الدم فاعرفي ان ابني الحسين قد قتل واوصاها بان تحتفظ بهذا التراب عندها قبل الحسين من نحره وبكى فاذا كان رسول الله بكى لمقتل الحسين عليه السلام وهو سيد البشر وخاتم النبين وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فكيف لا يقيم المسلمون العزاء على سيد الشهداء ويلبسون السواد لان مقتل الحسين عام 61 هجرية هو فرقان بين الحق والباطل

وهو صرخة للضمير الانساني من اجل الثبات على المبادئ لان ثورة الحسين على الباطل انما هي تصحيح لمبادئ الاسلام وان استشهاده واهل بيته واصحابه الكرام جاء عن يقين ثابت وعزم اكيد على ان ثورة الحسين عليه السلام انما هي امتداد للاسلام الحقيقي فهو القائل ان كان دين محمد لن يستقيم الا بقتلي ياسيوف خذيني
لذلك فنحن عندما نحزن بهذه الذكرى الاليمة فانما نتأسى برسول الله (ص) استنادا الى القرآن الكريم سورة الاحزاب اية 21( لقد كان لكم في رسول اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا ) لذلك فاننا عندما نجدد الحزن انما نتأسى برسول الله وننهج نهجه (ص) لقد كان استشهاد الحسين عليه السلام هو انتصارا للدم على السيف وانتصارا الحق على الباطل لذلك بقي الحسين خالدا في نفوسنا ما بقي الليل والنهار وما دام فينا عرق ينبض فكان قدوة لنا وقدوة للثوار على مر العصور المتعاقبة فهاهو غاندي مؤسس دولة الهند الحديثة ومخلصها من الاستعمار البريطاني يتخذ من الحسين قدوة له في نضاله ويسير على نهجه ضد الاستعمار الانكليزي عندما قال ( تعلمت من الحسين ان اكون مظلوما فانتصر ) نعم ان الحسين قدوة للاحرار والمناضلين في كل زمان ومكان فمن حقنا ان تقتدي به ونسير على نهجه ونحزن لحزن رسول الله عليه وهذا ما ما نهض الحسين من اجله لانه انتصر للاسلام وللحق ضد الباطل فلبسنا السواد والحزن عليه دليل محبتنا له ولجده المصطفى الاكرم (ص)
اذا فمن حقنا ان نحزن كل عام وان نجدد الحزن بواقعة الطف لانها واقعة استعادت الاسلام الحقيقي واصبحت منارا لكل اصحاب الحق والمطالبين به في كل زمان ومكان وهو من قال الشاعر فيه
(مسح الرسول على جبينه فله بريق من خدود
ابواه من علياء قريش وجده خير الجدود )
فالسلام على الحسين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا