ما تضمنته رؤية 2030

ما تضمنته رؤية 2030
ما تضمنته رؤية 2030
بقلم د. غيثان صالح العمري
رئيس قسم التربية الخاصة جامعة طيبة
تولي حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود جل عنايتها واهتمامها بالأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من أجل الحصول على جميع الفرص في شتى المجالات ومنها مجال العمل والتوظيف ، ومن الشواهد على هذه العناية ما تضمنته رؤية 2030 حول تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ، واتخاذ الدولة العديد من التدابير التشريعية والمؤسسية في هذا الجانب ومن ذلك صدور نظام رعاية المعاقين الذي يمثل إطاراً قانونياً لحمايتهم، وإنشاء هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة ، واعتماد اللائحة التنفيذية لنظام العمل وملحقاتها، والمصادقة على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ، ومع كل هذه الجهود الجبارة من الدولة إلا ان تنفيذ توجهات وتطلعات الدولة قد يصطدم بإجراءات بيروقراطية من الجهات التنفيذية ومدى متابعة القرارات واللوائح والأنظمة التي كفلتها الدولة لجميع المواطنين بدون استثناء .

وعلى سبيل المثال فئة الصم وضعاف السمع كيف يمكن لهذه الجهود التي دعمتها الدولة أن ترتقي بمستوى الخدمات وتوفير الدعم والمساندة حيث يصادف الأسبوع الأخير من شهر ابريل من كل عام ما يسمى أسبوع الأصم العربي 46 والذي أقره الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم ويأتي شعار هذا العام تحت عنوان “معالجة البطالة عند الصم ” حيث تحتفل فيه الجمعيات والمنظمات والمؤسسات الحكومية والأهلية في الوطن العربي بهذه المناسبة وتقام العديد من الفعاليات واللقاءات وورش العمل. ومن نظرة أولية على شعار هذا العام يتضح أن هناك تحديات وعقبات تواجه عمل الصم والتحاقهم بالأعمال المناسبة. والسؤال الذي يتبادر إلى كل مهتم ومتابع للمجال: ما هو واقع توظيف الأفراد الصم وضعاف السمع بالمملكة العربية السعودية؟ وهل يوجد إحصاءات دقيقة وحديثة عن نسب توظيف الصم وضعاف السمع في القطاع الحكومي والخاص؟ وهل كان لجائحة كورونا تأثير سلبي على عمليات التوظيف؟ وهل تختلف نسب التوظيف بين الرجال والنساء الصم؟ وماهي نوع الوظائف المتاحة حاليا للصم وضعاف السمع ؟ وهل يتلقى الموظفون الصم كافة الحقوق والمزايا مثل السامعين في التدريب، الاجازات ، والترقيات والحوافز ..إلخ وهل أماكن العمل مهيأة ومعدلة لاستقبال الصم وفقا لاحتياجاتهم ؟ هل يتلقى الموظف الأصم تسهيلات الوصول في مجال العمل مثل وجود ترجمة اثناء الاجتماعات، والتدريب، نصوص مكتوبة ،مراعاة معايير العمل خصوصا لزارعي القوقعة وضعاف السمع ومن يستخدم بعض الأجهزة ؟ ..وفي الختام يقع على كاهل الجهات الرقابية المختلفة ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الخاصة بالصم دور كبير في متابعة تنفيذ وتوفير هذه الخدمات والسعي لإيجاد حلول عملية لتحقق تطلعات وآمال الجميع . والله من وراء القصد.