ماذا تعرف عن محمية وادي دجلة (المعادي) في مصر

ماذا تعرف عن محمية وادي دجلة (المعادي) في مصر
(اشور- متابعة)
محمية وادي دجلة (المعادي) تقع محمية وادى دجلة شرق مدينة المعادى بالصحراء الشرقية، حيث تبلغ مساحتها حوالى 60 كيلو متر مربع، وتمتد من الشرق إلى الغرب بطول 30 كم تقريبا، وهي محمية غنية بالحفريات، ويبلغ ارتفاع الصخور فيها حوالى 50 مترًا، لذا تُعد هذه المحمية من الأودية الهامة في مصر، بحسب وزارة البيئة المصرية. وتم اعتمادها كمحمية طبيعية عام 1999
المحمية تحتوي على تجويفات فى الجبل تجعل الجو رطباً ومميزاً حتى مع ارتفاع درجة الحرارة، وتصلح المحمية لعشاق الطبيعة والمناظر الطبيعية والهدوء والاسترخاء، لافتاً إلى أنه من الممكن استخدام الدراجات فى المحمية، مما يجعل المغامرة أكثر متعة وتميزاً على عكس باقي المحميات التي يمنع بها استخدام الدراجات الهوائية.

يبدأ وادي دجلة على هيئة روافد صغيرة تصب مياه الأمطار على التلال المحيطة به، ويمر بصخور الحجر الجيري الذي ترسب في البيئة البحرية بالصحراء الشرقية من (60 مليون سنه)، لذلك فهي غنية بالحفريات
وتعتبر محمية وادي دجلة جزء من الهضبة الشمالية لصخور الجيري لعصر الإيوسين والتي عرفها القصاصي سنة 1993 كبيئة مميزة بطبيعة جغرافية في مصر.
أثرت مياه الأمطار التي تتساقط من الشلالات المائية على صخور الحجر الجيرى على مر العصور حيث كونت ما يسمى دجلة كانيون الذي يشبه إلى حد ما “جراند كانيون” بالولايات المتحدة الأمريكية.
ومعظم الموارد البارزة في وادي دجلة هو المنظر العام للوادي والغني بالحياة النباتية والحيوانية، حيث يكسو الوادي غطاء واقٍ من النباتات الحولية والدائمة، وقد سجل حوالي 64 نوعا من النباتات.
كما سجل حديثا وجود آثار للغزال الحفري بالمنطقة مما يعطي دليلا على وجود التيتل النوبي، وقد سُجل نحو عشرين نوعا من أنواع الزواحف وتشمل السلاحف المصرية المهددة الانقراض.
لمحمية وادي دجلة منفذان، أحدهما في المعادي، والتاني في طريق العين السخنة، ويضم الوادى مجموعة من الكائنات الحية الحيوانية منها أنواع من الثدييات مثل :

الغزلان ، التياتل، الأرانب الجبلية، الثعلب الأحمر، الفأر ريشى الذيل، البيوض، الفأر أبو الشوك، الخفاش أبو ذيل الصغير وغيرها، ومن الحشرات مثل الرعاش، أبو العيد، فراش النمر، أسد النمل وأنواع عديدة أخرى، كما تم تسجيل 18 نوعاً من الزواحف منها السنقور المخطط، البرص أبو كف، الأفعى المقرنه وغيرها وأيضاً تم تسجيل 12 نوعاً من الطيور المهاجرة الممثلة لبيئة الصحراء الشرقية المقيمة مثل الأبلق المتوج، نمنمة الشجر، عصفور الزمير، الغراب النوحى، الحمام الجبلى، والبعفه وهى نوع من البوم الكبير، حسبما ذكرت «الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية» على موقعها الرسمي.
بمجرد مرورك من البوابة الرئيسية ستشعر أنك انتقلت عبر الزمان والمكان، لن تتخيل أنك عبرت من البوابة حيث المدينة والمحال والسيارات والباعة، لتدخل إلى عالم من الصحراء والجبال والكهوف والحيوانات والطيور، بل ستشعر إنك في زمن أخر بعيد عن المدينة والتكنولوجيا كذلك.
صبار وجبال والنجوم الحسنه
تأكد إنك في محمية وادي دجلة ستحظى بمنظر رائع، فسترى أنواع الصبار المختلفة في كل مكان حولك، كما أن الجبال وتضاريسها ستخلب بها بالتأكيد، وكذلك ستحظى بعد النجوم، حيث جمالها ونقاء السماء الشديد الملاحظ كلما تسلقت وارتفعت أكثر بشكل لن تراه في مكان أخر بالقاهرة.
-الجبال وجمالها
كل ما قد تتخيله من تكوينات صخرية وجبلية رهيبة ومبدعة ستجدها هناك، من الهضاب البسيطة التي يمكنك تسلقها بدون حبال ورؤية مشهد بنورامي فوقي، وحتى المرتفعات الجبلية الشاهقة التي تحتاج إعدادات وحبال للتسلق، ليس هذا فقط بالهضاب الصخرية والأخاديد الأرضية المرعبة والبسيطة كلها في متناول يدك لتعيش المغامرة بحق وكأنك مستكشف يذهب لتعرف على أرض جديدة.
هناك أكثر من 6 كهوف مكتشفة ومحوطة في المحمية، ولكن هناك مئات الكهوف الأخرى التي لم يكتشفها أحد وربما لم يخطوا داخلها بشر قبلك لو تسلقت لارتفاعات كبيرة، لو كنت من هواة اكتشاف الكهوف فعليك التأكد من إحضار الأدوات اللازمة لذلك وأن تكن معك الكشافات القوية والصحبة القوية، ويجب أن تحذر بشدة من تواجد الخفافيش في الكهوف حتى لا تنتهي رحلتك وقد قام أحدها بالإمساك بوجهك لتعاني ليتركه.

تخييم وشوي وشاي على الفحم
لو لم تكن من هواة التسلق والكهوف ومطاردة الخفافيش، فيمكنك دائمًا أن تستمتع بالتخييم حيث ستجد مناطق محددة بمناطق تخييم وهي أمنه يمكنك أن تنصب خيمتك هناك، وأن تبدأ في وضع الشوايات وجمع الحطب والصخور لعمل الشاي، ويمكن للأطفال أن يلعبوا حولك حيث مناطق التخييم سهلية بسيطة.. ستشعر بأنك انتقلت في رحلة غير عادية حقًا ومارست عادات جديدة كنت تتمنى فعلها ولكن يبعدك عنها حاجتك للسفر والحجز والفنادق والسافاري، ولكن هنا ستستطيع فعل كل ذلك ببساطة متناهية لتعود لمنزلك في نهاية اليوم.
في المحمية سيمكنك مراقبة طائر الأبلق والغراب النوحي، وكذلك السلاحف النادرة المهددة بالانقراض والأرانب البرية، وعدد كبير من الزواحف المصرية المعرضة للانقراض، بالإضافة لعدد من الذئاب والثعالب الجبلية، والمؤكد أن المحمية كانت تحوي عدد ليس بقليل من الغزلان النادرة والتي للأسف لم تلقى العناية الكافية وانقرضت بالفعل أو كادت مع الزمن فلو كنت حسن الحظ ورأيت غزال شارد هناك فهذا حدث يستحق أن تحكيه.
شعاب متحجرة ومجرى سيل وقواقع
من أعجب ما ستراه هناك هو الشعاب المرجانية المتحجرة والحفريات كذلك، بل ستجد أماكن بها عدد من القواقع المتحجرة نظرًا لكون المكان كان في قديم الأزل جزء من قاع البحر، ثم انحسر ليتحول لمكان صخري، كما اعتبر المكان مجرى لسيل كذلك في موسم الفيضان.
لذلك يجب الانطلاق للرحلة من الصباح المبكر لتكون هناك في السابعة صباحًا كي تبدأ اليوم منذ بدايته وتستطيع أن تفعل الكثير أثناء اليوم ولتشاهد الشمس في أوجها وأثناء غروبها كذلك ويمكنك أيضا التخييم والمبيت لعدة أيام
نقل وإعداد لحق المعرفة على جمال مصرنا بأرضها وشمسها وجبالها الملونة وصاحبة الصخور النادرة فى تركيبها.
المصدر: فاروق شرف