مؤسسة الغد المشرق لرعاية الايتام : تؤمن بالصدفة لصناعة جيل وحققنا حلم 3 ايتام باكمال دراستهم الجامعية

مؤسسة الغد المشرق لرعاية الايتام : تؤمن بالصدفة لصناعة جيل وحققنا حلم 3 ايتام باكمال دراستهم الجامعية
(بغداد -آشور) علي السامرائي
اصطف فتيات وفتيان بهندام انيق وزي موحد باللون الازرق واربطة عنق حمراء على امتداد الطريق نحو قاعة بغداد ، التي احتضنت مئات الايتام المحتفلين بتخرج اول ثلاثة من زملائهم المكفولين من كليات مختلفة .
كانت فرحة مصطفى چالي مدير مؤسسة الغد المشرق لرعاية الايتام غامرة وهو يرى جهوده قد اثمرت نجاحا شاركه فيه العشرات من النخب الاجتماعية والفنية والاعلامية والسياسية ، الذين حضروا احتفالا اقيم في نادي الصيد ببغداد بمشاركة الاطفال الايتام واقاربهم ومعارفهم .
وعلى مدى 14 سنة انفقت المؤسسة نحو اربعة مليارات ومئتان واثنان وستون مليون دينار عراقي على توفير قطع ملابس مدرسية وحقائب مدرسية وقرطاسية ، الى جانب القيام بحملات اعمار وتاثيث وترميم لمنازل الايتام ومشاريع تجارية صغيرة ومتوسطة لدعم الايتام .
روى چالي قصة نجاح طويلة عانى خلالها تحديات جمة من اجل نجاح مشروعه ، كانت قصة الجيل الاول بالمؤسسة كما يعبر عنها مديرها ، مليئة بالتجارب والعبر وشريط سريع لما مر بابناءه كما يصفهم ، من معاناة في الحياة والدراسة والعمل والظروف الصعبة التي واجهوها حتى كادت احلام البعض من الايتام الراغبين بالدراسة في مهب الريح .
يقول مصطفى چالي مدير المؤسسة ان “رسالتنا تؤكد على اهمية صناعة جيل يعتمد على نفسه ومحب للعطاء وتعزيز التكافل الاجتماعي”مشيرا بان” ، المؤسسة تطمح بالارتقاء بواقع الايتام وخلق جيل متعلم وواعي ونسعى لان تكون الصدفة التي تغير حياتهم من خلال فتح اكاديمية للتدريب لتطويرهم وتأهيلهم للدخول الى سوق العمل فاجواء المؤسسة بفضل التعاون تحولت الى اسرة واحدة كما ان الصدفة نقلت البعض من حال الى حال”.

ويأمل مدير مؤسسة الغد المشرق ان يتحقق حلمه بكفالة الف طالب وطالبة خلال العام المقبل وتامين فرص الدراسة لهم بهدف العمل والانخراط بالحياة .
وتوفر المؤسسة فرصة لكل شرائح المجتمع للاشتراك بكفالة الطفل بمبلغ لايقل عن 25 الف دينار ويمكن كفالة طفل واحد او اكثر ، كما تتيح المؤسسة للكافل معرفة معلومات الطفل العامة مما لاينتهك ، خصوصيته كما توفر فرصة عقد لقاء دوري بين الكفلاء والاطفال مع الحفاظ على كرامة الطفل .
واكمل كل من علي كاظم الدراسة في كلية التقنيات ومنتظر حسين اختصاص المالية وديانا مازن من كلية الطب ليحققوا احلامهم بعد طول معاناة ، وكانت ديانا مازن تعيش حياة طبيعية كغيرها من اقرانها من الاطفال لكن وفاة ابيها قلبت حياتها رأسا على عقب ، تقول ديانا “مررت بظروف صعبة عرفت معنى اليتم بعد وفاة والدي فحلمي الذي كان يراود مخيلتي بان اكون طبية تبدد”.
ادركت ديانا رغم مرارة الفقد بان نهاية حلمها باتت وشيكة في ظل الظروف الصعبة لكن التحدي في سبيل النجاح كان موجودا رغم الالم ، سابقت ديانا الزمن وباتت اسئلة اليتم التي تواجهها حافزا لها للتفوق وتحقيق الاهداف بالوصول الى ما كانت تحلم به لتكون اول طفلة مكفولة في المؤسسة منذ 2008 تحقق حلمها بدخول كلية الطب بالجامعة المستنصرية .
ترفع ديانا قبضة يدها بثقة قائلة “بات التفوق بالمدرسة مقرونا بما وفرته لي مؤسسة الغد المشرق فكانت عائلتي الثانية كان الدعم معنويا قبل ان يكون ماديا جسدت المؤسسة حالة ترابط قوي وشعور الاخوة وكسرت حاحز اليتم فنحن عائلة الغد المشرق”.
وقدم العديد من النخب الاكاديمية مثل الدكتور مالك الحسيني عميد كلية القانون الحامعة المستنصرية والاجتماعية مثل هشام الذهبي صاحب المبادرات الانسانية والفنية مثل المخرج عطية الدراجي هدايا تذكارية تعبيرا عن الفخر بما حققوه هؤلاء الشباب من نجاح في حياتهم الدراسية .
وتفاعل الحضور مع استذكار القائمين على المؤسسة لشخوص كانوا داعمين لعملهم لكنهم غادروا الحياة وهم مطمئنين بان بناء الانسان هو الاساس في تطور اي مجتمع .
ويبدو كل من علي كاظم ومنتظر حسين وديانا مازن متحمسين للدخول في عالم العمل بعد ان اجتازوا بتحدي غمار المنافسة في الدراسة بكل نجاح .