لماذا لم تنسحب القوات الأمريكية من كل قواعدها العسكرية في الشرق السوري؟

لماذا لم تنسحب القوات الأمريكية من كل قواعدها العسكرية في الشرق السوري؟
(دمشق – آشور) وعد النبواني ..لم يبقَ للقوات الأمريكية أي قاعدة عسكرية في المناطق التي دخلها الجيش السوري بأرياف حلب و الرقة و الحسكة شمال غرب سوريا خلال الأيام الماضية إذ انسحبت فور دخول الجيش إليها، و لكنها في المقابل لم تحرك ساكناً في معظم قواعدها الأخرى المنتشرة على بقاع جغرافية عديدة في الشرق السوري، فما سبب بقائها في تلك القواعد و إلى متى؟.
تسود حالة من الأمن و الأمان المناطق التي دخلها الجيش السوري في مناطق ريفي حلب الشمالي الشرقي و الرقة بعد انسحاب القوات الأمريكية منها، قوات الجيش السوري دخلت مناطق كثيرة منها قصر يلدا شمال غرب بلدة تل تمر بريف الحسكة التي كان الأمريكي يتخذها قاعدة له في المنطقة إضافةً لانسحاب قوات فرنسية تابعة لما يسمى بالتحالف الدولي من قاعدة خراب الجبر بريف الحسكة الشمالي.
القوات المتعددة الجنسيات المنضوية تحت لواء التحالف الدولي غير الشرعي تنسحب من بعض الأراضي السورية بشكل مستمر و متتالي إذ أخلى الفرنسيون أيضاً مواقعهم في بلدة عين العرب – كوباني و الطبقة و منبج كما حال القوات الأمريكية و أبقت على تواجدها في المناطق الجنوبية للحسكة حيث يوجد مخيم الهول الذي يضم أعداداً كبيرة من عوائل مسلحي تنظيم داعش الإرهابي .
القوات الأمريكية لا تزال منتشرةً من الريف الجنوبي للحسكة امتداداً إلى ريف دير الزور الشمالي و الجنوبي الشرقي حيث تتمركز في مناطق النفط إضافةً لوجود غيرها من القوات المتعددة الجنسيات إذ لم تخلي كل تلك القوات نقاطها حتى اليوم في هذه البقاع الجغرافية على عكس المناطق المهددة من قبل العدوان التركي، و قد صرّح وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يوم أمس الاثنين بأن القوات الأمريكية ستبقى في حقول النفط الموجودة بشرق الفرات ما يعني منع دمشق من استعادة تلك الحقول في المرحلة القريبة المقبلة على الأقل.
قاعدة التنف الحدودية بين سوريا و العراق ما تزال موجودة رغم أنها وجدت بحجة القضاء على تنظيم داعش، و رغم عدم وجود مركز ثقل استراتيجي للتنظيم الإرهابي في تلك المنطقة بعد قضاء الجيش السوري عليه في البادية السورية إلا أنّ هناك الكثير من الجيوب الموجودة لإرهابييه ضمن ما يسمى بمنطقة الخمسة وخمسين كيلو متراً الواقعة تحت الحماية الأمريكية كما أنّ الحجة بوجودها باتت تبدو بحسب كثير من المراقبين أنها متمثلة بالهدف الأمريكي بقطع طريق التواصل البري السوري العراقي و التحليلات تقول أنّ الأمريكي غير قادر على تحقيق هذا الهدف بعد افتتاح معبر البوكمال – القائم كما أنه لا يحارب تنظيم داعش بل يحميه و الهجمات التي تشنها الخلايا الإرهابية التابعة للتنظيم انطلاقاً من منطقة الـ55 كيلومتراً دليل على ذلك.
بالنسبة للقوات الأمريكية تبدو قاعدة التنف أكبر و أكثر قاعدة من حيث الأهمية إلا أنّ الأمريكي يُبقي عليها حتى اليوم و آلاف المدنيين المهددين بالموت يقبعون تحت ظلم قواته و الميليشيات الإرهابية التابعة له كقوات ما يسمى بأحمد العبدو و مغاوير الثورة.(انتهى)
