في ذكرى مولدِه … صفاتٌ لا تبيد

في ذكرى مولدِه … صفاتٌ لا تبيد
في ذكرى مولدِه … صفاتٌ لا تبيد
بقلم / أ.محمد معين الكفارنة .
في هذا اليوم وُلد خير الورى ، وأفضل مَنْ وطئتْ قدماه الثرى ، فيه أنعمَ المولى الكريم على الوجود بخير موجود ، صاحب اللواء المعقود ، والحوض المورود ، والكوثر المشهود ، سيّدنا رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – الصلاة والسلام يا مَنْ أوجبَ اللهُ تعظيم حرماتك فقال :” إنّا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرةً وأصيلاً”.
لقد مدح اللهُ – سبحانه وتعالى- نبيّه الكريم في كتابه ، ومدح الخالق أفضل من مدح البشر ، زكّى عقله ” ما ضلّ صاحبكم وما غوى ” ، وزكّى بصره ” ما زاغ البصر وما طغى ” ، وزكّى لسانه ” وما ينطق عن الهوى ” ، وزكّى وحيه ” إن هو إلا وحي يوحى” ، وزكّى جليسه ” علّمه شديد القوى” ، وزكّى أخلاقه ” إنّك لعلى خلق عظيم ” ، وزكّى أهل بيته ” إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ” ، وزكّى رسالته ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ” ، وزكّى أمته فقال : ” كنتم خير أمة أخرجت للناس ” ، فيا أمة الهادي – عليه السلام – إنّ محبة الرسول ليستْ كلمات تُقال ، وإنّما هي اقتداءٌ وتطبيقٌ في الأفعال ، وإنَّ الاحتفال بذكرى مولده ليس مقتصرًا على يوم بعينه أو شهر بذاته بل ينبغي الاتّباع والاهتداء بكلّ يوم ، تقولُ : إنك محبٌّ للنبي وتقصّرُ في أداء الصلاة ، وتعصي والديك وتنهرهما ، وتشهد الزور ، وتكذب ، وترتكب الموبقات .

تقول إنك محبٌّ للنبي ولا توقر معلمك ، وتؤذي جيرانك ، وتغتاب الناس ، وتدخل في أعراضهم ، وتتمنى الشرَّ لهم ، وزوال النعم عنهم ، وتمشي بينهم بالنميمة ، وتحصي ألفًا في العدد على مسبحتك ، ولم تأتِ سنة واحدة من سنن النبي ! إنَّ الرسول – صلى الله عليه وسلم – الممثل الأعلى لكلّ مَنْ أراد أنْ يكون إنسانًا ، فهو المثال الذي يُحتذى به في التصرفات والأفعال والسلوك ، فلقد جعله اللهُ أسوةً حسنةً لمَنْ يريدُ رضوان الله ، قال تعالى : ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا”.
كيف لا ؟ وهو العاقب و الحاشر والماحي والمتوكل ، نبيُّ التوبة نبيُّ الرحمة نبيُّ الملحمة ، الشاهد ، المبشر ، النذير ، الداعي ، السراج ، المنير ، الصادق الأمين ، الفاتح ،الرحمة ،الخليل ،الحبيب ، الشفيع ،الأمي ، المزمل ،المدثر ، الشهيد ، النّور ، صلى الله عليك يا مَنْ نظمتَ الحياة بأسرها ، وأشرقتِ الربوع بنورِ منهجك القويم الوضّاء ، فلنقتدِ به يرحمنا ويرحمكم الله.