في أولى حلقات الجولة الثانية من “شاعر المليون”.. اللجنة تؤهل أول الشعراء إلى الجولة الثالثة وتمنح الشاعر الكويتي محمد الخطيمي الخالدي 45 درجة

في أولى حلقات الجولة الثانية من “شاعر المليون”.. اللجنة تؤهل أول الشعراء إلى الجولة الثالثة وتمنح الشاعر الكويتي محمد الخطيمي الخالدي 45 درجة
(آشور)..في ليلة شعرية حاسمة عاشها شعراء وجمهور مسابقة “شاعر المليون”، إنطلقت مساء الثلاثاء، أولى حلقات المرحلة الثانية من برنامج “شاعر المليون” في موسمه الثامن، الذي تنطمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، في إطار استراتيجيتها الثقافية الهادفة لصون التراث وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي.
وشهدت الحلقة التاسعة حضور كل من وصاحب السمو الملكي الأمير والشاعر سعود بن محمد العبدالله الفيصل، الشيخ ذياب بن طحنون بن محمد آل نهيان، والشيخ والشاعر محمد بن سلطان بن حمدان آل نهيان، والشيخ هزاع بن خليفة بن سلطان آل نهيان، ومعالي اللواء ركن طيّار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وسعادة عيسى المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج، وعدد من الضيوف وممثلين عن وسائل الإعلام المحلية والعربية.
وبدأت الحلقة بالإعلان عن المتأهل الـ 24 من المرحلة الأولى، وهو الشاعر الكويتي مبارك الفعم الرشيدي الذي حصل على 73% من تصويت الجمهور، لينضم إلى زميليه الشاعر الأردني صالح الصخري، والشاعر السوري مهنا الشمري اللذين سبقاه في التأهل من الحلقة الثامنة من خلال لجنة التحكيم المكونة من النقاد الدكتور غسان الحسن، وسلطان العميمي، وحمد السعيد.
ولتنتهي بذلك الجولة الأولى من البرنامج الذي تبث حلقاته على الهواء مباشرة من مسرح “شاطئ الراحة” عبر قناة الإمارات وقناة بينونة، وذلك بتأهل 24 شاعراً، منهم: خمسة شعراء من الإمارات هم: سالم بن كدح الراشدي، علي سالم الهاملي، حمد المزروعي، عبيد بن خصيف الكعبي، وبتول آل علي، وتسعة شعراء من السعودية هم: راشد بين قطيما المري، متعب الشراري، فواز الزناتي العنزي، مشاري سرهيد الرشيدي، مشعل العنزي، محمد العنزي، تهاني التميمي، نجم جزاع الأسلمي، صالح العنزي، وشاعرين من سلطمة عمان هما: حسن المعمري ونبهان الصلتي، وثلاثة شعراء من الكويت هم: أحمد بن شمروخ المطيري ومحمد الخطيمي الخالدي ومبارك الفعم الرشيدي، كما تأهل شاعران من سوريا هما: عبدالله الطائي ومهنا الماضي الشمري، ومن اليمن مانع الهميمي، ومن العراق زايد الضيف التميمي، ومن الأردن صالح الصخري.
وبعد إعلان النتيجة من قبل المقدمين أسمهان النقبي وحسين العامري تعرّف الجمهور الحاضر في المسرح على الشعراء الستة الذين بدأت معهم ثاني جولات المسابقة، بمشاركة الشاعرين السعوديين صالح العنزي وراشد بن قطيما المري، والإماراتي علي سالم الهاملي من الإمارات، والسوري عبدالله الطائي، والكويتي محمد الخطيمي الخالدي، وإلى جانبهم اليمني مانع الهميمي.
وألقى الشعراء الست المشاركين قصائدهم خلال الحلقة، بالإضافة إلى مجاراة أربعة أبيات للشاعر محمد بن سعيد الرقراقي المزروعي، حيث أشار أعضاء لجنة التحكيم إلى أن الجولة الثانية تستوجب من الشعراء أن يكونوا أكثر حزماً، خاصة وأن المنافسة كبيرة بين الشعراء، وبالتالي على المتنافسين اختيار قصائدهم بعناية، والتركيز في المجاراة، لأن الدرجات ستوضع على هذين المحورين، إلى جانب الحضور والإلقاء.
وأعلنت لجنة التحكيم عن تأهل الشاعر الكويتي محمد الخطيمي الخالدي بحصوله على 45 درجة، ليكون بذلك أول الشعراء المتأهلين للمرحلة الثالثة من البرنامج، فيما ينتظر بقية شعراء الأمسية وهم (صالح العنزي، وعبدالله الطائي، ومانع الهميمي، راشد بن قطيما المري، وعلي سالم الهاملي)، إلى الحلقة القادمة التي يعلن خلالها عن فوز المتأهلين بتصويت الجمهور.
الخالدي مع “خواتيم المصير”
وألقى الشاعر الكويتي محمد الخطيمي الخالدي قصيدة تميزت بجزالة النص الوجداني بما فيه من إبداع وثقافة دينية، حيث قال الشاعر:
يممت وجهي للحيا والديم والطهر الغزير واستلهمت نفسي سما محرابها واسرارها
ساعة تجلّت بالرجا بردان أرجف مستجير ليت الفرج خيم على بيبانها واسوارها
ان كان لشيمه وطن في وجه كفي بستخير وأنا خزيزة غايتي على جبين احرارها
جيت بشعور المغترب ما للمنافي من سفير استاحشتني ظلمتي واستوقدتني نارها
نجدين والطرقي عرف درب البصير امن الضرير ناس تعزف أوتارها ناس سجود او تارها
أشار الناقد حمد السعيد إلى جزالة النص الوجداني بما فيه من إبداع وثقافة دينية، كما أشار إلى طرق الحداء الذي يخدم أي شاعر في الإلقاء، ولفت الناقد إلى ما في النص من صور مبتكرة هي من صنع الشاعر، وإلى المحسنات البديعية التي برزت في البيت (نجدين والطرقي عرف درب البصير امن الضرير/ ناس تعزف أوتارها ناس سجود او تارها).
ومن حانبه أكد د. غسان الحسن أن النص جميل بالرغم من أن الفكرة ليست من المبتكرات، ومع ذلك زينها الشاعر بما لديه من مقدرة شعرية منذ المطلع (يممت وجهي للحيا والديم والطهر الغزير/ واستلهمت نفسي سما محرابها واسرارها)، والشاعر يستلهم ذلك من النص القرآني، بوصف من يذهب إلى اليمين أو إلى اليسار والذي تقابله الآية (وهديناه النجدين)، وتحديداً سورة “فصّلت”، حيث “فصلت” اسم الآية، و”فصلت” المعاني وشروحها، كل ذلك جعل الشاعر يأتي بشعر لطيف، وبنص فيه مقابلات كبيرة تمثلت في الطباق المضاعف اللافت كما في البيت (يممت وجهي للحيا والديم والطهر الغزير/ واستلهمت نفسي سما محرابها واسراره)، والذي يقرع أذن المتلقي بما فيه من لفتة جمالية.
وأشار د. الحسن إلى ما في البيت (يا ذنب يا كبر الخطأ بعيون حيين الضمير/ هذي معاني فصّلت بآياتها وأنوارها)، حيث تقدير حجم الذنب مسألة نسبية، فالذنب الصغير هو من الكبائر بالنسبة للبعض، والكبائر لا تعني شيئاً بالنسبة لآخرين. ومما أعجب الناقد البيت الذي وصفه بالروعة (عزاه يا طرسٍ طوى صدر فرشته من حصير/ علق رجاه بغيمة أبطى شحيح أمطارها)، والبيت الذي انتهي فيه الشاعر بصورة من اللآية (إذا زلزلت الأرض زلزالها).
فيما ذكّرت القصيدة الناقد سلطان العميمي بما يكتبه الزاهدون من حيث الصور الشعرية الممتدة، كما في البيت (وأقول يالله رحمتك أكبر من اليوم العسير/ لا زلزلة زلزالها وابدت خفي اخبارها)، من ناحية أخرى وصف القصيدة بأنها جزلة ومتينة، وبناؤها مميز، أما الانتقال من بيت إلى آخر فكان سلساً. لافتاً إلى جمال البيت (ان كان لشيمه وطن في وجه كفي بستخير/وأنا خزيزة غايتي على جبين احرارها).