صراخ بصوت مقام النهاوند ….

صراخ بصوت مقام النهاوند ….
صراخ بصوت مقام النهاوند ….
صباح محسن
ببغداد
تتشابهُ الأصوات
بدرجةِ الراست دو
نفسُ القبلات ، بلا همسات
او وقع لهاث ؛
والضجيج
نفسهُ ، يتقفى ظلال بؤس الثورات ؛
والآلامُ
هي هي ، لاتتبدل
تتصاعد بتوافقٍ مع العثرات
والموانع
تتسعُ ، تتكيف تصنعُ عشا للظلمات !
ببغداد
تتبدلُ الأهواء
والرغبات
تصطفي الناس لعزلتها
أوقاتا ثملةً
تُغيّبُ وجودها بالانكفاء !
ببغداد
تزدهرُ المقامات
كُلٌ ببستتهِ يزهو باستطالةٍ
تتلمسُ الفلوات
تُغادرُ أحيائها
ملاذاتها
وتلكَ الامكنةُ المأهولة بالنزوات !
لكنها مدينةٌ
تصطفي سُمارُها
وتنكفيءُ بورعٍ لسلطانِ جموحها
مجونها
بحنكةِ صوفي يزدري الوجود بالصلوات ..!
ببغدادَ
تتفاقمُ المقاهي
تتوالد
بدخانٍ
وضياع ؛
تنهمكُ مزهوةً بالثرثرات !
والازقة بدلّت غموضها
قنوطها
تمنعها
لتُبيحَ سِرهُا للغرباء ..!
ببغدادَ
تتوارى الشواهد
مدحورةً بالغياب
مخلّفةً غبار ذكرى ملفوفةً بالصبوات…؛
ببغدادَ
تنحسرُ الأصواتَ
تذوي
تتيّبس
تختنقُ ؛
تئِنُ بثقلِ خرسٍ
تِلكَ المقاماتُ
العجمُ
والكُرد
والصبا
وغنجُ البيات
والنهاوند صلدٌ لا يلتفتُ للنكبات…
ببغدادَ
لا تنشغلُ الأصوات بالانشقاقِ
ولا بتلكَ النغمات النشاز ….!
إنها معضلة
تيهٌ
غرابة ٌ
أن تجولَ بأزقةٍ لا تحفل جدرانها
بصدى المقامات …!