سيرته الشخصية حافلة بالمنجزات والمآثر وحظيت بتقدير الكثيرين.. مؤيد اللامي..نجاح منقطع النظير في إعلاء شأن الصحافة والصحفيين

سيرته الشخصية حافلة بالمنجزات والمآثر وحظيت بتقدير الكثيرين.. مؤيد اللامي..نجاح منقطع النظير في إعلاء شأن الصحافة والصحفيين
آشور- حامد شهاب / كاتب وباحث إعلامي …
أن تكتب عن الأستاذ مؤيد اللامي ، الإنسان ، قبل أن تلج أقدامه عالم الصحافة ، وكيف وصل الى قمة هرمها ، فلابد وأنك تحتاج الى أن تغوص في أعماق هذه الشخصية، منذ بدايات شبابها الأولى ، يوم كان في مدينة العمارة ، مركز محافظة ميسان، وهناك أكمل دراسته في مراحلها الثلاث
.
أجل..كانت ميسان ، حالها حال محافظات العراق ، ذات الأرث التأريخي العريق ، مهد إنطلاقة إبداعات الشباب في الفكر والأدب والفن والفلسفة والعلوم الأخرى، وعلى أرضها بزغت العديد من شخصيات العراق وقاماته الثقافية المعطاء التي يفتخر بها تأريخ هذا البلد، الضارب بعيدا في أعماق حضارة موغلة في القدم،حيث كانت ميسان في عصور ما قبل التاريخ،مملكة، أضافت لسجلها الحضاري السومري، ما يرفع جبين كل عراقي الى السماء.
كانت شواطىء نهر دجلة في محافظة ميسان ومزارعها الخضراء والاندية الثقافية والرياضية في السبعينات وما بعدها ميدانا لنمو المواهب الشبابية وتفجر الطاقات الإبداعية،كل حسبما يراه يتوافق مع رغباته وطموحاته في الحياة، ويحاول كل واحد أن يشق له طريقا خاصا به ، وإن كانت سمات الحياة تكاد تكون متقاربة في أغلب تلك الإهتمامات.
لقد خلقت تلك الندوات والأمسيات الفنية والثقافية والانشطة الرياضية تجانسا في الرؤى والتوجهات المشتركة بين أغلب أبناء ميسان وشبابها ونخبها وناسها الطيبين، وكانت الجوانب الفنية والادبية والرياضية هي الطاغية، ومن لها القدح المعلى في التعبير عما يختلج في دواخل شبابها وناسها من آهات وآمال وتطلعات مشروعة..ولدى أغلب شباب ميسان علاقات مع الأوساط الفنية من خلال حضور تلك الأمسيات التي تقام في مختلف مدن ميسان وأقضيتها وقراها وأوساطها الشعبية..وما تناولته عن سيرة الأستاذ مؤيد اللامي منذ مرحلة شبابه في ميسان قبل أن يلج عالم الصحافة ، ومن ثم إستعراضي لمرحلة دخوله أبوابها في مراحل عمره الشبابي بمحافظة ميسان ، وأيام سنواته الأولى عندما إنتقل بعمله الإعلامي الى بغداد بداية الثمانينات، والصور الشخصية التي عرضتها عنه كانت جديدة تماما بنسبة 90 % .

سيرة لم يسرد سطورها أحد من قبل
بل أن تلك السيرة وصورها لم يتناولها كاتب أو باحث إعلامي من قبل ، إلا ماندر من بعض سطور كتبها زملاء رواد في النقابة ، وهو ما يشكل فخرا لي أنني كنت السباق في أن أضع بين يدي الآلاف من أبناء الأسرة الصحفية ومن نخبها وكفاءاتها ، ولكل مهتم بمعرفة مجريات تلك السيرة وأحداثها وما تحقق منها في صرح نقابتها المعطاء سجلا حافلا بالمآثر والذكريات الجميلة، ما يوفي الرجل حقه من الإهتمام..وأرى ككاتب وباحث إعلامي كانت لي محاولات سبقتها بإعداد الكثير من كتب السيرة عن رواد الصحافة ومخضرميها ومبدعيها وعن سيرة ساسة آخرين ، لا علاقة لهم بمهنة الصحافة ، بأن تلك المحاولة قد تشجع باحثين آخرين على ولوج أسرارها وعالمها، الذي لابد وان تكون هناك مجالات أخرى يمكن عرضها عن أحداث تلك السيرة من جوانب متعددة ، برغم أنني لم ترك لهم شيئا منها إلا وتناولته وهو شأن كتاب السيرة ومن لهم باع طويل في دخول عالمها، لمن يرغب أن تكون له بصمة فيها أن يكون الشاهد الأمين عند تناقل أحداث تلك السيرة.
عرض سيرة اللامي بطريقة البانوراما
وسيجد الأستاذ مؤيد اللامي أن من سجل أحداث هذه السيرة وعرض مآثره وفترات سنيه الأولى بهذه الطريقة البانورامية قد أضاف للرجل سجلا حافلا بما يسر الخواطر ويعد كنزا تأريخيا كتبت مضامينه بأحرف من نور ، ويكون قد منح الكثيرين من نخب الصحافة ومن مبدعيها أن وضعهم في صورة ربما كانت خافية على الكثيرين منهم، بل الغالبية العظمى من روادها ومبدعيها ، وقد توضحت لهم الكثير مما لم يكن يعرفونه بالتفصيل عن مسيرة الأستاذ مؤيد اللامي، حيث عاشرنا مجريات وأحداث تلك السيرة منذ عقود، وكانت علاقاتنا معه طيبة للغاية وفي أحسن أحوالها.
وقد تكونت لدينا رؤى وحالات تقييم لتلك المسيرة لم يتم سردها من قبل ، لا من الأستاذ مؤيد ولا من زملائه السابقين ، ممن عاشروه كل تلك السنوات، أو عملوا معه ضمن المحيط الإعلامي، بل ولم يكلف أحد منهم عناء جهده لكي يكشف جوانبها أمام زملاء المهنة، ربما لأن لم تتوفر لهم الجرأة على سرد احداثها.

إبعاد نقابة الصحفيين عن التوجهات السياسية والطائفية
وما لاحظناه طوال تلك المسرة، وبخاصة بعد عام 2003 وما بعدها،أن السيد اللامي قد أبعد نقابة الصحفيين عن كل توجهات ذات بعد سياسي أو طائفي،وبقيت تؤكد على مسارها في أن يتم تحقيق الوحدة الوطنية للعراقيين جميعا بمختلف إنتماءاتهم وتوجهاتهم وأنماط تفكيرهم الدينية او السياسية، كونها الحاضنة الأمينة لكل تلك التطلعات والأمنيات في وطن آمن مستقر موحد ومستقل يعيش فيه العراقيون جميعا تحت خيمته الكبرى..وأمنيتي أن أكون أعطيت تلك السيرة حقها من الإهتمام، وبخاصة في فصلها الأول الذي كرسته عن مسيرته الشخصية والإعلامية في مراحلها الأولى والتفصيلية اللاحقة في ميسان، ومن ثم بعد إنتقاله الى بغداد التاريخ والأمجاد، والتي تعد مصهرا لكل الطاقات والإبداعات في مختلف مجالاتها.
وما أن إعتلى السيد اللامي عرش مملكتها،حتى كانت له إسهامة كبرى في إعلاء شأن نقابة الصحفيين العراقيين، بأن أشاد لها صرحا معماريا حديثا آخر على نهر دجلة بمنطقة كرادة مريم ، حيث توفر للأسرة الصحفية مواقع عمرانية متقدمة وحديقة كبرى للإحتفالات والمهرجانات المتعددة تليق بمكانتهم، إضافة الى قدرتها على إستيعاب الأعداد الكبيرة من زملاء المهنة خلال فترات الإنتخابات أو المهرجانات التي تشهدها النقابة.
أما الفصل الثاني من هذا الكتاب فقد خصصته لإبراز دور ومكانة حضارة محافظة ميسان، منذ أن كانت مملكة غائرة في أعماق عصور ما قبل التاريخ، وكيف تشمخ الآن بين مدن العراق تقدما ونهوضا في عصرنا الحاضر، مدعما بالصور والوثائق قدر الإمكان.
وقد تناولت في الفصل الثاني أيضا السيرة الثقافية والأدبية والفنية لأغلب مبدعيها ، ومن كان لهم القدح المعلى في تأريخ تلك المحافظة ، وإسهامهم في عطاء العراق الإبداعي الزاخر بما يسر الخواطر ، عمن كانت لهم بصمات مؤثرة من رجالاتها ومبدعيها في تاريخها المعاصر، وكيف سجلوا بأحرف من نور صفحات مشرقة ستبقى منارة عز وكبرياء في شؤون الثقافة والفن والأدب على مدى قرون بعون الله.
وقد وجدت من المهم أن يكون الفصل الأول عن سيرة الأستاذ مؤيد اللامي منذ أيام شبابه الأولى في العمارة (ميسان) ، وكيف نشأ وترعرع هناك ، وآماله وهواياته وطموحاته ، ومن ثم قدومه لبغداد وعمله في الميدان الإعلامي، والأضواء التي سطعت بوجهه ، يوم تقلد فيما بعد هرمها الصحفي الكبير نقابة الصحفيين العراقيين ، ومن ثم يكون الفصل الثاني إستعراض لتاريخ ميسان، ومملكتها التي سطرت في تأريخها تاج الكبرياء العراقي منذ عصور ما قبل تاريخ وحاضرها الزاهي البهي.
ففي محافظة ميسان، وبين أجوائها التي تقترب من أجواء الريف وأحوال أهلها ، التي تقترب من أحوال مدن الوسط والجنوب ، وجد اللامي أن أجواء الفن والأدب والعلاقات الحميمة بين ناسها وشبابها وشيوخها ونخبها، هي من تنسج وشائج ومعالم تلك الشخصيات وطباعها ، وتجد أوجه التشابه يكاد يكون كبيرا بينها، برغم معالم الإختلاف بين أنماط السلوكيات المختلفة.
سيرته الشبابية في محافظة ميسان
كان اللامي يعيش وسط حاضرة مدينة العمارة الزاخرة بالكثير من الشخصيات المبدعة من مختلف أقضية ميسان ونواحيها وقراها ، حيث تسمع أصوات وألحان الحزن وقد طبعت أفئدتهم وسلوكهم اليومي ، وهي تخيم على عشق أهلها للحياة ، وللتعبير عما يعانونه في دواخلهم من آهات وآلام ، مقابل حالات أخرى من الفرح والسرور ، هي من نسجت معالم ورؤى وأمنيات شخصيات أغلب شباب تلك الأيام ، وقد راح كثيرون منهم يبحث عن مساحة أكبر للإنتشار خارج محافظته ، فكانت بغداد في الأغلب قبلة أؤلئك الطامحين بالوصول الى أعالي المجد.
كانت أجواء التربية والتعليم وإنتشار الوعي السياسي والثقافي بين أوساط ميسان في السبعينات والثمانينات هي في أحسن أحوالها ، برغم صعوبات العيش وبساطة الأحوال.
وكانت المنابر الثقافية والرياضية والفنية ملهما لكثير من الشباب في ركوب موجة الإبداع، ويشكل التنافس بينهم زادا معرفيا لزيادة وعيهم وثقافتهم، فبزغت عناوين أدبية وثقافية وفنية تفخر بها الساحة الثقافية ، وقد أنارت عقول المبدعين، وتشكل الطبيعة الساحرة ومياهها وأجواؤها رافدا لتنشيط الإبداع في مختلف فنون المعرفة والأدب والثقافة والفن.
مواهب الشباب إنطلقت نحو بغداد
وكانت تلك المواهب والتطلعات وهي من شجعتهم للرحيل الى بغداد ، ليجدوا فيها ضالتهم ، لكي ينهلوا من عبقها ، ومن رومانسية أجوائها الساحرة ، كونها تعد مرتعا خصبا لكي ينالوا حظهم من تسليط الأضواء على مبدعيها.
كانت بغداد ، وشارع الرشيد وباب المعظم وأجواء أبو نؤاس والأعظمية ومناطق الباب الشرقي والكرادة رافدا يتقاطر عليها مبدعو العراق من مختلف المحافظات ، تتزامن مع معالم التطور المذهل في السبعينات والثمانينات،هي الصورة المثالية في مخيلتهم، التي يتمنى الكثيرون أن يحطوا رحالهم اليها لينالوا من أجوائها الساحرة ومن تأريخها المجيد، ما يشكل معالم فخر وإعتزاز للغالبية الساحقة من شباب الوسط والجنوب،وحتى أقرانهم من بقية محافظات العراق الأخرى التي كانت تزخر بهم مدن بغداد منذ الأربعينات والخمسينات وما بعدها.
ومن محافظة ميسان كانت إنطلاقة الشاب مؤيد اللامي الى بغداد نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، التي عدت العهد الذهبي للعراق ولبغداد ، موطن كل نخب الثقافة ومبدعيها ، حيث ترعرع فيها أغلب ساسة البلد وشخصياته الثقافية والفنية المحترمة من مختلف محافظات العراق ، وكان لكل واحد منهم إسهامة في تأريخها وبصمة دالة يذكرها العراقيون بالفخر والإعتزاز.
لقد وجد الشاب الميساني الطموح مؤيد اللامي ، وهو الذي ولج ميدان الفنون في ريعان شبابه بمدينته العمارة،وجد في تلك الرحلات التي زار بها بغداد ، بعد أن أقام فيها ضالته، في أنها فتحت أمامه أبواب الولوج الى ميدان الصحافة والثقافة والأضواء التي تشكل طموحا لكل من ينال حظا من المكانة والقيمة الإعتبارية في عاصمته بغداد ، معقل الثقافة والأدب والفلسفة والفن ، وهي الأرض الخصبة لأن يجد الكثيرون فيها ضالتهم لتحقيق طموحاتهم المشروعة في حياة أكثر رقيا واكثر قدرة عن التعبير عما يختلج في دواخلهم من أمنيات.
كان مؤيد اللامي ، في ريعان عمره الذهبي في الثلاثينات، وكأي شاب ميساني، أو من مختلف محافظات الوسط والجنوب ، يحمل كل عنفوان ميسان ورجالتها ، الذين يفتخرون بأن أصول وحضارة محافظتهم تمتد الى آلاف السنين ، يوم كانت ميسان
مملكة ميسان تربعت على عرش التاريخ العراقي
مملكة عراقية تربعت على عرش التاريخ العراقي ، وقد كتبت بأحرف من نور تاريخها المرصع بما يرفع الرأس فخرا ومنازل رفيعة وعلوا في مراتب القيم والعطاء الشامخ ، فكانت لها إسهامة فاعلة وكبيرة في تاريخ بلاد النهرين،في عصور ماقبل التاريخ، يشار لها بالبنان.
كانت أجواء الطبيعة الميسانية الريفية ساحرة بكل معاني الكلمة وصوت مبدعيها الشجي ، يكاد يقطع أوصال القلوب من حدة ما تختزنه تلك الأفئدة من معالم الحزن، ومن آهات طبعت سمات شخصياتهم، وهم يجدون في سحنة الحزن وموسيقاها مآلهم في أنها تعبر عن خلجاتهم ونوع الحياة التي يعيشون فصولها، وهي تجمع بين آهات الحزن وآمال الفرح التي تداعب مخيلتهم.
أغلب مدن ميسان كانت تزخر بكل معالم الخضرة ومياه دجلة وأهوارها ، التي ترتادها مختلف أنواع الطيور الجميلة التي تحط عند شواطيء نهرها ، أو بين شواطيء أهوارها التي تعد مساحاتها بعشرات الإلوف من الكيلو مترات ، والسمك الذي يعد أحد ثروات تلك المحافظة والقصب الذي يغطي أغلب تلك المساحات الخضراء.
كما أن طبيعة ميسان الخضراء وأرضها الزراعية الخصبة،وأهوارها المترمية الأطراف ،ما يشكل رمزا للجمال وللخصوبة المعرفية والثقافية ، وهي تزهو بألق تأريخها ، وأمجاد عشائرها التي تزخر بهم ميسان وتفاخر بأنسابها وإنتسابهم لها.
بل أن عشائر أهلها تفتخر وتتفاخر بين العشائر الأخرى على أن لهم مواقف وطنية مشرفة في صفحات التاريخ العراقي قديمه وحديثه، ومنهم عشيرته (بني لام) الضاربة جذورها في أعماق تاريخ العرب قبل الإسلام وبعده ، ولهم قيمهم وأصولهم وأعرافهم ومضايف شيوخهم ورموزهم الكثيرين ، وهم يستذكرون من خلالها وكل عشائر العراق ،أنهم أحفاد أؤلئك الأجداد الذين حفلت بهم سارية ميسان ، بين مدن العراق ومحافظاته المختلفة عبر القرون.
وقد وجدنا أنه من دواعي إستذكار مسيرة أحد من كانت لها إسهامة في تأريخها ، ألا وهو السيد مؤيد اللامي الذي أوصلته الأقدار الى منصب رفيع، وهو نقيب الصحفيين العراقيين ومن ثم رئيس إتحاد الصحفيين العرب ونائب رئيس الاتحاد العالمي للصحافة ، لكي نسبر أغوار مراحل شباب اللامي وسني عمره في بداياتها الأولى ، لنتعرف على الكثير مما لم يأت على ذكره أحد من قبل ، لنضع كل مهتم بسيرته في تلك الأمنيات والطموحات التي كانت تجول في عقله وتفكيره، وهي من أوصلته الى تلك المكانة المرموقة التي يحسدها عليه الكثيرون، وهي من شكلت عالمه المليء بالمفاخر والإنجازات مما يفخر به، لما حققه للأسرة الصحفية من منجزات ومسيرة شامخة بالعطاء والكبرياء..
أجل..هي مسيرة مكللة بالغار، وبما يرفع الرأس ، وقد سطر الأستاذ مؤيد اللامي في سجلها الطويل ما يشكل علامة بارزة ستذكرها الأجيال الصحفية بالفخر والإعتزاز ، بأنها هي شكلت خارطة طريق لمن يتولى المسؤولية بعده ، من أن تلك المسيرة تحتاج الى رجال يرتقون الى مستوى الآمال والتطلعات وعظمة المهمة ، وبخاصة إذا كان أبطالها ورجالاتها نخبا صحفية وثقافية متمرسة ، وتحتاج لمن يتصدر مشهدها الإعلامي ، أن يكون بارعا في إدارة دفة سفينتها، لكي يوصلها الى شواطيء الأمان.
بدايات إنطلاقة مؤيد اللامي بمحافظة ميسان
منذ أن قدم الشاب المتألق حيوية وإندفاعا مؤيد عزيز اللامي من محافظة ميسان الى بغداد نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ، حتى وجد في تلك الرحلات التي زار بها بغداد بعد أن أقام فيها ، أنها فتحت أمامه أبواب الولوج الى ميدان الظهور من خلال ولوجه عالم الصحافة والثقافة المتنوعة منذ نعومة أظفاره.
أجل .. كان مؤيد اللامي ، وهو مايزال شابا يحمل كل عنفوان ميسان ورجالاتها الذين يفتخرون بأن أصول وحضارة محافظتهم تمتد الى آلاف من السنين ، يوم كانت ميسان مملكة عراقية تربعت على عرش التاريخ العراقي المرصع بما يرفع الرأس فخرا ومنازل رفيعة وعلوا في مراتب القيم والعطاء الشامخ ، فكانت لها إسهامة فاعلة وكبيرة في تاريخ بلاد النهرين، يشار لها بالبنان.
أجواء الطبيعة الريفية الساحرة في محافظة ميسان أو مدينة العمارة التي تطل على نهر دجلة ، كما يراها مؤيد اللامي أنها كانت ملهمة له ، تزخر بكل معالم الخضرة والعلاقات المتينة بين ناسها وشبابها ، وتلك المياه التي تحتضن مختلف أنواع الطيور في مرابعها،حيث الاراضي الزراعية ، وحيث زرقة مياه نهر دجلة وطول إمتداده وسط تلك المحافظة حتى وجد فيها الكثيرون مآلهم ، في أنها رمز للجمال وللخصوبة المعرفية والثقافية ، تزهو بألق تأريخها ، وأمجاد عشائرها التي تزخر بهم ميسان، على أن لهم مواقف وطنية مشرفة في صفحات التاريخ العراقي قديمه وحديثه، وهم يشعرون بالفخر والإعتزاز لأنهم أحفاد أؤلئك الأجداد الذين حفلت بهم سارية ميسان ، بين مدن العراق ومحافظاته المختلفة.
ولعه بالموسيقى وهيامه بأجواء الحزن التي كانت تكتسح أغلب قلوب العراقيين ، وبخاصة ممن هم محسوبون على جنوب العراق ووسطه ، أن نيران الحب التي كانت تسري في قلوب هؤلاء الشباب، الذين ما إن سطع نجمهم الشبابي حتى حاولوا الخروج من فلك مدينتهم.
بغداد قبلة طموحات شباب الوسط والجنوب
لقد وجد الكثيرون من شباب محافظات ذلك الزمان في بغداد قبلتهم التي تتوق اليها القلوب توقا وهياما ، على أمل البحث عن حياة أكثر شمولا وأكثر قدرة على التعبير عن تطلعاتهم وما تختبيء في دواخلهم من آلام وآمال مشروعة، ليجدوا لهم مكانا يرتقي بتطلعاتهم الى حيث تستقر الأنفس وتجد لها ميدانا رحبا لتحقيق الامنيات ، وكان هذا حال أغلب شباب محافظات العراق الذين هم من رفدوها بابداعهم ونتاجاتهم.
كان الشاب الطموح مؤيد اللامي في بدايات سنيه الأولى يتمنى في قرارة نفسه ربما أن يكون الفن وسيلة تعبير وجداني عما يختلج في دواخله من أمان وتطلعات ، لكنه ما إن عمل مراسلا لإحدى إذاعات بغداد وبعض صحفها من ميسان، حتي وجد أن طريق شهرته عبر الصحافة تفوق ما كان يصبوا اليه من خلال آلته الموسيقية، حتي وإن تعلق قلبه بها ووجدها أنها الصديق الأكثر قربا من آهاته ، وما تعبر عنها خلجاته الرومانسية ، وكانت الصحافة هي ملاذه الاخير في نهابة المطاف.
كانت هناك مجموعة من الآمال والأمنيات تختزن في قلب اللامي سبقت إقدامه للاستقرار في بغداد، وهي التي أغرته بفتونها وجمالها الساحر الآخاذ في السبعينات ومنتصف الثمانينات، حتي ودع ميسان وودع الكثير من زملائه ورفاق دربه الذين كان يأنس بهم وهم يرتاحون اليه، عندما تداعب أصابعه أوتار آلته الموسيقية المشحونة بكل ما يحيل القلوب الى لظى تلتهب حروف كلماتها ونيرانها المحرقة لتشعل الأفئدة والقلوب فتحيلها أشلاء ممزقة ، بالرغم من أن شباب ميسان وهبه الله من قدرة تحمل كبيرة على مواجهة الشدائد والمحن وآلام الزمن وتحديات الحياة.
مؤيد اللامي ، كانت لديه مجموعة هوايات ، كأي شاب قدم الى الدنيا بداية الستينات، وكان العراق يعيش في تلك المرحلة عهده الذهبي من المكانة والشعور بالكبرياء من أن رجالات ذلك الزمان تزرع بين جنبات شبابها كل عنفوان الشباب والرجولة والشعور بالانتماء الوطني العراقي.
كان ولعه بالموسيقى قد شغل إهتمامه في بدايات شبابه الأولى ، بالرغم من أنه سعى لأن تكون الصحافة أحد أهم إنطلاقته الشبابية ، وكان للفن عالمه السحري الطاغي ، وهو من يشكل أهم علامة دالة في حياة أهالي نيسان وشعبها ، ومع هذا فقد عمل في مجالات إعلامية متعددة في ميسان، كانت هي من أطلقت عنانه نحو ركوب موجة الصحافة ، وإستغل وجود العديد من الصحف ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون العراقية ببغداد في الثمانينات ويكون مراسلا لها، ليجد فيها ضالته في العمل الإعلامي، وهي من شجعته الى أن يتخذ من الصحافة وعالم الإعلام ميدان شهرته الى عالمها الجديد، وكان له ما اراد، حيث يتربع اليوم على رش مملكة الصحافة وسلطتها الرابعة بلا منازع.
شباب مبدعون يبحثون عن الأضواء في الق بغداد الثقافي
وجد مؤيد اللامي حاله حال الكثيرين من مبدعي ميسان ومن معظم نخب الوسط والجنوب ، وحتى من بقية محافظات العراق، أن وجودهم في بغداد ومعالم زهوها وأجوائها الرائعة ما يمنحهم المزيد من تسليط الاضواء على إنجازاتهم وهواياتهم،وفيها تزدهر الصحافة والاذاعة والتلفزيون، وتجد رجالت السياسة وقد حفت بهم بغداد من مختلف المشارب والإنتماءات السياسية.
بل وأيقن مؤيد اللامي أنه لمن يلج بغداد بكل عنفوانها الشامخ أن تتاح له فرص الظهور الاعلامي الذي ليس بمقدور محافظات بعيدة عن بغداد أن توفر له الكثير مما يراه من معالم تقدم المدن ورفاهية أهلها، وما يحصلون عليه من وظائف وامتيازات ، في حين أن البقاء ضمن محافظاتهم يدخلهم في متاهات النسيان وربما العزلة وعدم البروز في أن يرى أحلامه وقد تحقق الكثير منها.
حقا أن شباب المحافظات الذين يعدون نخب العراق المتالقة في مختلف المجالات هم من لهم السطوة في التأثير والمكانة، وكان أغلبهم شعراءا وكتاب رواية أو قصة أو فنانين محترفين في مختلف شؤون الفن وكبار شخصياته ممن لديهم خبرات في ميدان السياسة والثقافة والوعي والكتابة الصحفية وهم من أصبحوا يشكلون الغالبية العظمى ممن تحفل بهم العاصمة بغداد، التي تحولت بوجودهم الكثيف الى خلية نخل وطاقات شبابية أتقنت مهن الإبداع وأصبحت لها مواقع مهمة في دوائر الدولة وصنع القرار، وفيها وجد اللامي أن بغداد قد وفرت له تلك الأمنيات حتى أقام فيها ، مع الكثيرين ممن شباب محافظات العراق الذين هالهم جمال بغداد وسحرها الخلاب وعطائها الذي يفوق كل وصف.
نقابة الصحفيين محطة اللامي الأولى ببغداد
وما أن إنتمى اللامي الى نقابة الصحفيين في الثمانينات ، حتى وجد فيها فرصته لأن يكون أحد أعضائها المتميزين ، ولهذا ما إن مضت بضع سنوات على إنتمائه اليها حتى حصل على عضوية مجلس النقابة ومن ثم نائبا للنقيب ، فكانت أفضل ميدان له سهل عليه الكثير مما كان يحلم به من أمنيات. وحين تولى مهام نقيب الصحفيين العراقيين بعد عام ٢٠٠٣ كان مؤيد اللامي يركز كل إهتماماته على خدمة الأسرة الصحفية وإعلاء شان نقابة الصحفيين، وعمل الرجل في كل تلك المراحل التي تولى قيادة النقابة للاهتمام بالجانب الإنساني لمن يرى أنه يستحق العون ، وبحاجة ماسة لأن يرفع عن كاهله أعباء الحياة.
كان الرجل بحق كريم النفس مع الكثيرين منهم، وأصبحت لديه صلات واسعة مع الوسط الصحفي والثقافي ، وهم الذين ثمنوا مبادراته الانسانية والتفاتته الكريمة الى معاناتهم ، فوجدوا فيه الأخ والمسؤول الذي لايترك مناسبة للتخفيف عن أحوال زملائه إلا وكان الرجل في المقدمة ، ويخرج كل من ناشده وهو مرفوع الرأس، يدعو الباري بأن يمن عليه بالصحة والعافية والتوفيق الدائم.
إكتسب مؤيد اللامي نجاحا منقطع النظير من زملاء المهنة الذين يعبرون له في كل مناسبة عن تقديرهم العالي لمواقفه الوطنية والانسانية النبيلة ، وهو الوحيد ربما من بين كل رؤساء النقابات والإتحادات العراقية من بقي قريبا من كل هذا الجمع الكبير الذي ينضوي تحت لواء نقابته، وهم يزيدون عن عشرين ألف صحفي وإعلامي وكثير منهم كفاءات ونخب صحفية وأساتذة إعلام وصحافة ومن كل صنوف الثقافة ومراكز بحوثها.
كان الكثيرون من رجالات الأسرة الصحفية في حالة رضا عما حققه الرجل للنقابة من منجزات ، إلا ربما عدد قليل لايتجاوزون عدد أصابع اليدين ممن وجدوا في نجاحاته في كل مواقعه الصحفية عراقيا وعربيا ودوليا ما يحول دون تحقيق آمالهم بأن يحظوا بالمكانة نفسها ، لكنهم أيقنوا بعد طول إنتظار أن الرجل ليس بالإمكان أن يغطى أحد سطوع شمسه بغربال.
قوة الشخصية ..من سمات شخصية اللامي الأولى
وقد شخصت في مقال لي بموقع كتابات في الأول من أيلول 2022 سمات الشخصية القيادية التي يتمتع بها السيد مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين ورئيس إتحاد الصحفيين العرب ونائب رئيس إتحاد الصحافة الدولي بعنوان: (مؤيد اللامي..قوة الشخصية أكسبته مهارات القيادة وتحقيق النجاحات الكبرى).
وأشرت في هذا المقال الى أن واحدة من السمات الأساسية التي إستطاع الأستاذ مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين من خلالها تحقيق كل تلك النجاحات ، طوال عشرين عاما من العمل النقابي المضني ، هي قوة شخصيته القيادية وقدرتها على فرض نفسها ، كقيادة جامعة لكل التوجهات والآمال والرغبات التي تتوافق مع أماني وتطلعات الأسرة الصحفية ، في سعيها لأن تبقى في الأعالي ، مشاعل نور تتوهج وتضيء سماء الإبداع ، وآفاقه الرحبة ، الى حيث ترنو آمال الأجيال العراقية أن تكون.
وأشرت في المقال الى أن شخصية الأستاذ مؤيد اللامي حظيت بحب وإحترام وتقدير عشرات الآلاف من كواكب الصحافة ونخبها ومنتسبيها ، وهم يشعرون بفخر وإعتزاز كبيرين ، أنه على رأس أكبر نقابة عراقية مهنية ، هي نقابة الصحفيين ، من تحظى بإحترام وتقدير كبيرين من الرئاسات الأربع ، ومن قيادات من كل المؤسسات العراقية ، سواء كانت إعلامية أم في سلطة قرار أو دوائر بحثية أو اقتصادية أو مالية ، ويحظى السيد اللامي على الدوام بإشادة كل تلك القيادات السياسية والثقافية والعلمية والمعرفية،عراقيا وعربيا ودوليا،ولديه معها علاقات وطيدة على أكثر من صعيد.
وأوضحت أن قوة الشخصية هي السمة الأساسية التي يركز عليها علماء النفس والإجتماع، لكي تضفي على بقية سمات الشخصية الأخرى سمات الشخصية القيادية ، ومنها قدرة السيد مؤيد اللامي على إقامة علاقات وصلات واسعة مع نخب الصحافة وجمهورها ورموزها الأساسية ، إضافة الى إلمامه بمتطلبات وحاجات من تكفل بقيادتهم وهم نخب عليا وكفاءات صحفية وثقافية ، تحتاج الى شخصية رصينة واثقة من نفسها ومن قدراتها على الإستجابة لطموحاتها وتحقيق ما تصبو اليه من آمال وتطلعات.
ومما يعزز ما أشرت اليه في هذا المقال هو أن السيد مؤيد اللامي كان هو المثل الأعلى لكل تلك النخب التي أحبته ووجدت فيه ما يعلي شأنها ومقامها،وهو الذي حصد إعجاب منظمات صحفية عربية ودولية ، وكسب سمعة فريدة في ساحاتها وأنشطتها.
مواقع ومهام تقلدها اللامي في نقابة الصحفيين
لقد كان رئيسا لإتحاد الصحفيين العرب ونائبا لرئيس الإتحاد الدولي للصحفيين ، ما يعزز مكانة الرجل ويضفي عليها صفة الشمولية والإنتشار، من حيث رقعة إتساع من يتحكم بقرارها ولديه سلطة القرار في رسم ستراتيجيتها ومعالم قيادتها ونهوضها ، لكي تكون بمراتب عليا أمام ملايين من قطاعات الرأي العام العراقي والعربي والدولي، وهو يشد أنظارها عندما يجمع كل تلك السمات القيادية ، وهو من يقود سفينة صاحبة الجلالة ومنابر إعلامها ومحطاتها الفضائية الى بر الأمان.
وقد أوضحت في المقال أن من أهم سمات شخصية الأستاذ مؤيد اللامي التي أهلته لكل تلك المواقع إهتمامه بالجوانب الإنسانية للآلاف من منتسبي الكوادر الإعلامية ورعاية أحوالهم في الظروف الصعبة ، وبخاصة في هذا الظرف العصيب الذي ثقلت فيه على الكثيرين سبل المعيشة ، فكان المبادر على الدوام ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لمن تقطعت بهم سبل الحياة .
وكيف لا وهو راعي الأسرة الصحفية ومن تعول عليه أن يكون قائدها في الملمات، وهو من يرفع عن الكثيرين غائلة العوز والفاقة والحرمان،وبخاصة عوائل شهداء الصحافة أو من كبار السن من متقاعديها. ومع هذا فإن اهتمام السيد مؤيد اللامي بنخب الصحافة ونجومها اللامعة لم ينقطع ، فكان على الدوام مثالا للخلق العربي الأصيل ولمد يد العون لزملائه ، وكيف لا وهو إبن محافظة ميسان، التي كانت موئل الحضارة والتمدن في عصور غابرة من التاريخ ..
ميسان التي تخرجت منها كبار الشخصيات الثقافية والإعلامية والأدبية والسياسية، وهي تتفاخر مع محافظتي ذي قار والبصرة ، بأنها من أكثر مدن الجنوب، من سجلت نجاحات باهرة في ميادين الإبداع الثقافي والفني والعلمي ، وإنجازات رجالاتها وشخصياتها المبدعة تحظى بتقدير عربي وعالمي، على أكثر من صعيد.
لقد تمنينا في مقالات عدة أن يحتل اللامي اعلى مراتب هرم السلطة والقرار، وكانت أمنياتنا أن يكون وزيرا للثقافة ، لكن نظام المحاصصة وتقاتل رجالات السياسة على الوزارات وكراسي الحكم هو من حرم اللامي من أن يتقلد هذا لمنصب الذي لم يحصل عليه أي من نخب الصحافة وعمالقة أدبائها منذ عام 2003 حتى الآن.

معاناة شباب المحافظات عند القدوم الى بغداد
لم يكن دخول المؤسسات الإعلامية بالنسبة للشباب من نخب المحافظات العراقية أمرا سهلا للعمل في الميدان الإعلامي ببغداد ، لكون الماسكين بمؤسسات الإعلام والمهيمنين عليها أنذاك في السبعينات والثمانينات أغلبهم من بغداد وممن أقاموا فيها فترات طويلة، حتى وإن قدموا من المحافظات.
كانت الطاقات الشبابية التي تأتي من المحافظات تكلف بمهام بسيطة في أقسام المؤسسات الإعلامية، ويدخلون في الأغلب فترات تدريب طويلة تمتد لسنتين أو ثلاث أحيانا لكي يدخلوا صلب العمل الإعلامي في التحرير وفي مهام ثانوية ، الى أن يمضي هؤلاء الشباب فترات تدريبهم، وعندما يثبت البعض منهم كفاءة ، يمكن لمدراء التحرير أو سكرتارية التحرير أن تختار للعمل ضمن أقسامها ممن عملوا في مهام إعلامية مثل مندوب أو مراسل من محافظته أو محر بسيط أو فني ، ومن ثم إن أثبت قدرة على إدارة العمل الإعلامي فيكون بمقدوره أن يلج مهام التحرير ، بعد إن إستفاد من خبرات زملائه مما عمل معهم في أقسام التحرير والأقسام الفنية والثقافية.
وهكذا كان حال أغلب الوافدين من شباب المحافظات ممن دخلوا ميدان الإعلام ، ومن أن توفرت لهم ظروف عمل وتدريب سبقتها حتى أصبح بإمكانهم أن يدخلوا الأضواء أو من أبوابها الخلفية ، بعد أن أثبت الكثيرون منهم أنهم أهل للمهمة الصحفية ، وقد حققوا نجاحات في عملهم منحتهم الأفضلية في أن يتم تثبيتهم في أقسامهم ، سواء عن طريق التوظيفي الفعلي أو عن طريق المكافأة ، وهو المجال الأكثر إستخداما في العمل الإعلامي قبل سنوات، ويكاد التوظيف بمؤسسات إعلامية في أدنى درجاته إلا بعد مضي ما يقرب من عشر سنوات على عمله في تلك المؤسسات أو الدوائر الإعلامية.وربما لم يكن حظ اللامي وكل زملائنا من أبناء المحافظات ممن حاولوا العمل في المجال الإعلامي ببغداد،ولو لم يعمل السيد اللامي لسنوت مراسلا لأكثر من جهة إعلامية ، وبخاصة لدائرة الإذاعة والتلفزيون ، لما سمح له بالدخول في العمل الإعلامي ببغداد مباشرة.
ومن حسن حظ السيد مؤيد اللامي أنه أتقن مهنته في الصحافة والإذاعة والتلفزيون في فترات قياسية تمكن من خلالها من إكتساب الخبرة الصحفية التي أهلته لدخول ميدان الإعلام ببغداد ، حتى راح يتقدم بمجال عمله الإعلامي بسرعة ، ويصل لدرجة مدير تحرير ، ومن ثم مارس العمل المهني في نقابة الصحفيين، وهو الذي إنتمى لها منذ سنوات، ووصل الى درجة عضو مجلس في النقابة ومن ثم نائبا أول للنقيب الى أن تمكن من الحصول على أعلى منصب في النقابة وهو فوزه في إنتخابات النقابة وقد أهلته الأصوات الأعلى التي حصل عليها بعد عام 2003 ليكون على راس هرم النقابة نقيبا لها ، وقد أثبت قدرة قيادية ومسؤولية مهنية طوال عمله نقيبا في نقابة الصحفيين ، وحظي بدعم كبير من الأسرة الصحفية ، بعد أن وجدوا لديه الكفاءة والقدرة القيادية في التعبير عن آمال وطموحات الأسرة الصحفية ، وبقي خلال فترة ثإني عشر عاما في قمة هرمها، وهو يواصل المحنة بنجاحات ساحقة وحقق مكاسب للأسرة الصحفية، وفرت له الدعم الواسع للبقاء في منصبه لاكثر من ثلاث دورات.
وما أردنا أن نتوصل اليه أن النخب الصحفية الشبابية التي قدمت من المحافظات الى بغداد هي من كان لها القدح المعلى في أنها إحتلت مواقع مهمة في قيادة مؤسسات إعلامية كثيرة ، وتربع البعض على هرمها في الثمانينات وما بعدها ، وهم يعدون رقما صعبا في المعادلة الصحفية والثقافية في بغداد وخارجها، بعد أن أثبتوا أن لديهم مواهب وقدرات كفاءة أهلتهم لتولي أرفع المناصب في الدوائر الإعلامية بمختلف أشكالها ومضامين عملها.