سنجار الى اين .. الجزء الثامن والأخير

سنجار الى اين .. الجزء الثامن والأخير
سنجار الى اين .. الجزء الثامن والأخير
الباحث : سردار سنجاري
العودة وشروطها
تحدثنا في الحزء السابع عن شرطين هامين من شروط العودة وهم ( العودة الآمنة – ترتيب البيت السنجاري ) وفي هذا الحزء نكمل الشروط الأخرى التي نجدها هامة وأساسية لعودة النازحين الى ديارهم .
٣- البنية التحية والتعويضات : الجميع يعلم ان سنجار وضواحيها تعتبر اليوم منطقة منكوبة حسب الأعراف الدولية وأصبحت غير مؤهلة للسكن والعيش الكريم منذ احتلالها من قبل الفئة الضالة داعش وحتى تحريرها والمعارك الشرسة التي شهدتها المدينة والمنطقة خلال تواجد داعش فيها ، تسبب في أضرار كبيرة مادية قد تحتاج الى فترات زمنية وتكاتف الجهود الدولية لعودة تعميرها وتاهيلها للسكن . والتأخير في وضع برنامج للمدينة وتأهيلها اعتقد يعود بالدرجة الأولى الى التأخير في تطبيق المادة ١٤٠ ، ناهيك عن الوضع الأمني الذي تحدثنا فيه في الجزء السابع والذي يعد شرطا أساسيا للتأهيل والتعمير ومن دونه لا تستطيع اي شركات استثمارية المجازفة والدخول في مشاريع غير مؤمنة امنيا .
اما ما يخص التعويضات فهذا حق مشروع لكل عايلة فقدت منزلها او احد أفرادها او ممتلكاتها ومشاريعها الصناعية او الزراعية او غيرها . وعلى ممثلي المدينة في البرلمان العراقي العمل الجاد لاثارة هذا الملف دون تلكأ او تاخير وعدم الأخذ بالظروف الحالية التي يمر بها العراق لان اي تاخير لهذه القضية قد يأخر عودة الناس فترات طويلة . والتعويض يجب ان يكون على مراحل وضمن آلية محددة تمنح المتضررين اما تعويضات مالية او أراضي حسب نوع الضرر الذي وقع بالمتضرر .
٤- تامين ما تطلبه المدينة من وسائل مدنية حديثة وتوفير فرص العمل للشباب ووضع خطة اقتصادية تنقل المدينة من وضعها البسيط الذي كانت عليه الى مدينة هامة وذلك أخذ بالنظر الى موقعها الجغرافي وتنوع المكونات العرقية والدينية فيها . وهذه المدينة التي عانت الكثير من التهميش خلال فترات الحكومات العراقية المتتالية والتي ساهمت في هجرة العديد من ابنائها لخارج العراق وكذلك انتقال غالبية سكانها خلال فترات زمنية الى مدينة الموصل ودهوك وبغداد واربيل.
ان عودة النازحين لديارهم يجب ان يؤخذ باحترام واهمية من قبل كافة المسؤولين والمعنيين بالأمر ، وهذا حق مشروع لأي مواطن تعرضت منطقته الى الكوارث سواء البيئية او اعمال العنف او الحملات العسكرية كالحروب والاحتلال . وعليه نطالب كل الجهات المعنية بأخذ كل تفاصيل أهالي المدينة بجدية وان يجدوا الحلول التي تمكنهم من العيش الكريم وتوفير فرص العمل وان يكونوا هم في افضلية العمال والكسبة للظروف القاسية التي يمرون فيها . وكذلك تامين وسائل التعليم المجاني للنازحين من المدينة والتعليم الجامعي من اجل بناء جيل واعي ومدرك لواجباته باتجاه مدينته مستقلًا . وكذلك على الحكومة العراقية أخذ ما يتوجب عليها من واجبات بخصوص تنفيذ المادة ١٤٠ دون تلكأ او تاخير وحل كافة الخلافات الداخلية مع اقليم كردستان بروح وطنية وان الكورد هم مكون أساسي في هذا الوطن والوطن الذي بناه كل المكونات وقاتل من اجل كرامته واستقلاله وقدمت كل المكونات والشعوب العراقية باختلاف مسمياتها ودياناتها وطوائفها الآلاف من الشهداء لاجل ان ينعموا بالكرامة والعدالة والمساواة والعيش الكريم .
في نهاية بحثنا هذا الذي تطرق الى العديد من النقاط الهامة بما يخص سنجار ومكوناتها وكيفية معالجة ما تسببت فيه قوى الكفر والظلام داعش في تمزيق الصف السنجاري . نتمنى ان تعود الكلمة الطيبة والتسامح والاخاء بين كافة المكونات كما كانت عليه وان لا ننظر الى فترة زمنية سوداء في تاريخنا إنما علينا النظر الى الفضاء المنير الذي ربط تاريخنا معا عبر الآلاف السنين وكان تاريخا مشرفا و مكان اعتزاز الدول المحيطة بنا ..