سنجار الى أين .. الجزء السادس

سنجار الى أين .. الجزء السادس
سنجار الى أين .. الجزء السادس
الباحث : سردار سنجاري
العودة الآمنة وشروطها
لا يخفي على احد ان غالبية أهالي سنجار الذين نزحوا من مدينتهم وقراهم لديهم الرغبة في العودة الى ديارهم وبالأخص هؤلاء الذين يعيشون في المخيمات منذ سنوات حيث لا حر الصيف الشديد يرحم ولا برد الشتاء القارص يرحم ، ناهيك عن الأزمات الاجتماعية التي تواجه العديد من العوائل في المخيمات ، وكذلك تفشي الأمراض الناقلة بسبب الأعداد الهائلة التي تعيش في موقع واحد . وهناك حالات وقعت وتسببت في وفيات كالحرائق و الفياضانات والعواصف .
عندما نتحدث عن العودة وجميع السنجاريين يتسألون عن الأسباب التي تمنعهم من العودة الى ديارهم رغم تحرير المدينة من داعش ..لابد لنا ان نبحث عن العوائق التي تمنع الأهالي من العودة وبراي تكمن تلك الأسباب بما يلي :
١- التدمير الكبير والشامل للمدينة اثر احتلالها من قبل داعش وتحريرها منهم والتي تسببت بتدمير ما يعادل ٨٠٪ من المدينة والقرى وال ٢٠٪ الباقية غير صالحة للسكن .
٢- وجود قوى ومليشيات متعددة غير نظامية تدخلت في الشؤون الإدارية والحياة اليومية للمواطنين وتسببت في مضايقات كبيرة وحوادث قتل واختطاف وابتزازات مالية ، مما حد من تفكير العديد من الأهالي بالعودة الى المدينة .
٣- الأزمة خلقت تجار حرب تتعامل بكافة أنواع الممنوعات ( تجارة الأسلحة – المخدرات – الاتجار بالبشر ) وهولاء اصبحوا قوة لا يستهان بها خارج القانون من كافة المكونات وقد تسببوا بمضايقات مؤكدة للأهالي وبالأخص القرى الحدودية التي يستغلها هؤلاء لتمكين تجاراتهم القذرة .
٤- فقدان البنية التحتية للعيش الآمن والكريم .
٥- التدخلات الإقليمية والدولية في شؤون المدينة ولاسيما تركيا التي تحاول من خلال حجة محاربة حزب العمال الكوردستاني تضيق الخناق على النظام السوري حيث تعتبر سنجار احد اهم المنافذ الحدودية التي من شانها ربط سوريا بالعراق وإقليم كردستان وبالتالي ايران . وهذا لن يكون من صالح تركيا مستقبلًا وعليه العمل على عزل كورد العراق عن كورد روژ ئافا سوريا .
٦- التحركات الدولية وبالأخص الأوروبية للعمل على تحديد هوية المدينة وتحويلها الى مناطق نفوذ يحكما الايزيديين بأنفسهم مع توفير الحماية الدولية لتلك المنطقة . وان اختلفنا في تسمية المنطقة عن إمارة ايزيدخان او لواء ايزيدخان او اقليم ايزيدخان فان العمل عليه يتم وهذا ان تاخر فان المشروع قائم وبراي الشخصي ومن خلال دراساتي المتواصلة للأوضاع السياسية في المنطقة والتحولات السياسية فان المنطقة وبالأخص الشرق سوف يشهد قيام دويلات صغيرة متعددة في المستقبل .
٧- النزاعات العشائرية في تسمية الموالين الذين وقفوا مع تنظيم داعش وكيفية محاسبتهم وطرق التواصل الى اتفاق فيما يخص تواجدهم مع اهاليهم في المنطقة . وهذه من الأسباب التي وضعت حكومة الإقليم في موقف صعب حيث ان بعض أفراد العشائر الكوردية بجانب عدد كبير من العشائر العربية المحيطة ب سنجار انتموا للتنظيم الارهابي ومارسوا القتل والحرق والتدمير بحق العديد من ابناء وأهالي المدينة .مما صعب على حكومة الإقليم اتخاذ قرار بعودة السكان الى مناطقهم خشية الانتقام .
٨- النزاع بين الإقليم والمركز حول تطبيق المادة ١٤٠ من الدستور العراقي مما جعل المدينة تقف بين الأرض والسماء لا تعلم هل هي تابعة اداريا للمركز أم الاقلبم وكل الجهتين تنصلًا من المسؤولية بحجة ضعف الإمكانيات المادية التي تحتاجها المدينة لإعادة إعمارها . ولم يعمل اي من الجهتين بشكل جاد لتنظيم مؤتمرات جادة لإعادة إعمار المدينة وجلب المستثمرين او العمل على وضع خطة مستقبلية لإعادة الاعمار تتناسب مع مستلزمات المدينة وأهاليها . وكل المؤامرات التي أقيمت كانت مجرد مؤتمرات لتعريف معاناة أهالي سنجار لا غير ..
٩- ماتزال قرار تعويضات السنجاريين المتضررين تحت قيد الدراسة ولم تتقدم اي خطوة الى الأمام وهذه من الأسباب التي تطرح في جلسات السنجاريين عن كيفية العودة وهم لا يملكون ما يمكنهم العودة به وتعمير منازلهم المتضررة والعودة الى الحياة الطبيعية ..
١٠- الانتقال من الحياة البسيطة الى حياة المدنية المتطورة التي جعلت نسبة كبيرة من شباب سنجار يفكرون بالاستقرار النهائي في المدن التي نزحوا اليها والبعض منهم التحق بالجامعات واكمل دراساته والبعض الآخر افتتح مشروعا تجاريا يسترزق من خلاله . ناهيك عن التمدن الثقافي والفكري الذي جعل العديد من الشباب في ان لا مستقبل لديهم في منطقة لا تملك ابسط وسائل التطور الذاتي والتقدم العلمي . بالإضافة الى الصراعات المستقبلية التي يمكن ان تواجهها المدينة والمنطقة وتفقدهم كل احلامهم وطموحاتهم .