سنجار الى أين / الجزء الرابع

سنجار الى أين / الجزء الرابع
سنجار الى أين / الجزء الرابع
أسباب السقوط
لا نريد الخوض بالتفاصيل الدقيقة التي أدت الى سقوط مدينة سنجار وضواحيها بيد تنظيم الكفر والظلام داعش لانها معقدة ومؤلمة والجميع يتحمل مسؤوليتها . ولكننا سوف نتحدث عن بعض تلك الأسباب والتي تتلخص في رأي بما يلي :
– تهميش المدينة منذ سقوط النظام العراقي السابق سنة ٢٠٠٣ حتى سقوطها بيد داعش ٢٠١٤ . وهذه الفترة الزمنية كانت كفيلة بان يتم الاهتمام بهذه المدينة وتطويرها والاهتمام بموقعها الجغرافي والسكاني .
– الحزب الديمقراطي الكردستاني الحزب الأكبر والأكثر شعبية في سنجار الذي كان يمثل غالبية أهالي سنجار لم يوفق في اختيار الشخصيات القيادية الحزبية لإدارة المدينة بما يتناسب مع تركيبتها الاجتماعية والدينية والعرقية . عندما اعتمد على شخصيات من خارج مدينة سنجار في قيادة المدينة مما جعل هناك فجوة كبيرة بين أهالي سنجار والمسؤولين الحزبين الذين لم يكونوا على دراية بالمنطقة وتركيبتها الاثنية والعرقية والتعامل مع مكوناتها بما يتناسب مع معتقداتهم الدينية او الاجتماعية . .
– عدم الاهتمام بالمكون الديني الايزيدي كما هو مطلوب الذي يشكل النسبة الأكبر من سكان المنطقة سواء من قبل الحكومة العراقية التي انشغلت بالفساد وعدم الاهتمام بشؤون البلاد والتي كانت السبب الأكبر والأهم في سقوط ثلثي العراق بيد داعش ، او من قبل حكومة اقليم كردستان التي لم تعطي الاهتمام الإداري الكافي بالمنطقة عامة واقتصرت مهامها على تعزيز القوى الحزبية من اجل كسب النفوذ لصالح الأحزاب لا غير .. وكان يفترض الأخذ بالمخاوف التي تواجهها المنطقة بشكل اكثر جدية واكثر مسؤولية وبالأخص بعد انتشار داعش في مناطق كثيرة من سوريا وجميعها تعتبر مناطق تماس مع المنطقة التي يتواجد فيها الايزيديين وتشكل خطرا عليهم . وعليه كان يجب الأخذ بمخاوف الايزيديين وتسليحهم وتدريبهم او تشكيل قوة عسكرية من شبابهم لحماية مناطقهم .
– تجارة الأسلحة التي انتشرت في المنطقة والتي أصبحت تجارة مربحة حيث تم بيع أعداد كبيرة من السلاح الذي كان من الممكن حماية القرى النائية والتي تقع بالتماس مع الحدود السورية الى الطرف السوري الذي كان يدفع أموال مضاعفة لتلك الأسلحة من قبل موالين لتنظيم داعش . وهذا يبدو كان من ضمن مخطط داعش لتجريد المنطقة من الأسلحة كي لا يصادف مقاومة في حال هجومه وسيطرته عليها .
– تاخير تنفيذ المادة ١٤٠ من الدستور العراقي والتي تشمل المناطق المتنازع عليها ومنها سنجار . وهذه ولدت نوع من الشعور بعدم الارتياح لدى ابناء المدينة بانهم اصبحوا مجرد ورقة للتلاعب بمصيرهم من دون اي تقدم في تنفيذ المادة التي تقرر مصير منطقتهم دستوريًا . وهنا لابد ان نكون منصفين بان التقصير لم يكون من قبل حكومة اقليم كوردستان بل من المركز حيث لم يفي المركز بوعوده بخصوص اجراء استفتاء لتلك المناطق وتقرير مصيرها بالرغم من الدعوات المتتالية من قبل حكومة اقليم كوردستان لتنفيذ المادة ١٤٠ .
هذه بعض الأسباب التي أدت الى سقوط مدينة سنجار خلال ساعات بيد قوات الكفر والظلام داعش والتي أدت الى ارتكاب جرائم بشعة امتدادًا لمجموعة جرائم ارتكبها التنظيم الكافر بحق باقي ابناء العراق وسوريا كجريمة سبايكر الذي راح ضحيتها ١٧٠٠ شاب بدم بارد والعديد من المجازر بحق المكون السني عدا ما اقترفه التنظيم الكافر بحق الأخوة المسيحين والشبك في سهل نينوى من قتل وتشريد وسبي . يتبع