سنجار الى أين / الجزء الثاني

سنجار الى أين / الجزء الثاني
سنجار الى أين / الجزء الثاني
بقلم الباحث : سردار سنجاري
لقد عانت سنجار عبر تاريخها الحديث الكثير من الأزمات وفقدت الكثير من العوامل التطوير والتقدم الذي شهده العراق في الثمانينات من القرن الماضي ، وذلك لأسباب عديدة أهمها الانتماء القومي الصادق الكوردي ونضالهم الداؤوب من اجل العدالة والمساواة التي كانوا يشعرون بانها غير متساوية مع باقي مكونات الشعب العراقي وان الحكومات العراقية المتتالية تعتبرهم جزء من الثورات الكوردية المتعاقبة وبسبب موقعهم الجغرافي الذي يبعد عن مكان احداث الثورة الكوردية وقضاء تابع لإدارة محافظة تابعة لحكومة المركز وعليه تم معاقبة هذا القضاء بأبشع أنواع الأساليب الإدارية والأمنية وفرض عليهم الكثير من التبعيات التي جعلت أهاليها تضطر الى مغادرتها واللجوء الى الأماكن الأكثر أمنًا وتطورا . فكانت الهجرة الأولى الى محافظة دهوك في بداية السبعينات من القرن الماضي ، حيث استوطنت العديد من العوائل السنجارية في هذه المحافظة وأقضيتها ومازال يعيشون فيها .. وكذلك تم تهجير العديد من سكان المدينة بعد انتهاء ثورة أيلول المجيدة التي قادها الزعيم الكوردي الخالد الملا مصطفى البارزاني سنة ١٩٧٤ الى العديد من المدن الجنوبية والأقضية الجنوبية في العراق عقابًا لوقوف أهالي سنجار مع القضية الكوردية وانتمائهم للحزب الديمقراطي الكردستاني .. وهذه الأحداث بالتأكيد خلقت الكثير من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية في المدينة حيث شعر أهاليها بان لا أمان عليهم فيها وان موقعهم الجغرافي لن يخدمهم في السعي لتحقيق طموحهم القومي وان الأحداث الدولية التي مر بها العراق منذ انتهاء ثورة أيلول حتى الحرب العراقية الإيرانية واجتياح الكويت والحصار الذي فرض على العراق إبان تحرير الكويت حتى سقوط النظام العراقي الصدامي ، كانت جميعها عوامل سلبية عليهم وان التعامل مع تلك الأحداث يحتاج الى العديد من الخطوات التي افتقدتها المدينة فوقعت كارثة اجتياحها من داعش سنة ٢٠١٤ … يتبع