سنجار الى أين / الجزء الثالث

سنجار الى أين / الجزء الثالث
سنجار الى أين / الجزء الثالث
بقلم الباحث : سردار سنجاري
في ٣/٨/٢٠١٤ دخل ارهابيو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام ( داعش ) مدينة سنجار وارتكبو ابشع الجرائم بحق أهلها من مختلف المكونات وكل جعلو له سببًا لجرائمهم القذرة ولكن كان الايزيديين اكثر المكونات التي ارتكبت بحقهم الجرائم حيث تم إبادة مايزيد عن ٥٠٠٠ الآلاف شخص بين الرجال والنساء والعجز وحتى شمل الأطفال . ولم يكتفوا بتلك الجرائم البشعة فحسب بل تم سبي النساء والفتيات وتم بيعهم في سوق النخاسة في مدينة الموصل والرقة بطريقة غير إنسانية ولا اخلاقية وبعيدة كل البعد عن كل قيم الديانات السماوية ، مما تسبب في أزمة اجتماعية ونفسية كبيرة للعديد من هؤلاء النسوة القديسات وما تزال تلك الأزمات قائمة . واضطر غالبية أهالي سنجار للنزوح الى مناطق اقليم كردستان الآمنة مما حمل الفئة الارهابية داعش في شن هجوم شامل وموسع على كافة محاور الإقليم واستطاعوا ان يفرضوا سيطرتهم على مناطق سهل نينوى وبعض المناطق التي تشملها المادة ١٤٠ من الدستور العراقي وهي مناطق متنازع عليها بين اقليم كردستان والمركز ( بغداد ) ولكن قوات البيشمركة الكوردية تصدت للإرهابين واستطاعت بدماء شهداء الكورد ان يسترجعوا كافة المناطق التي سيطرت عليها الفئة الإجرامية داعش وكلف ذلك الإقليم مايقارب من ٣٠٠٠ ثلاثة الف شهيد وحوالي ١٦٠٠٠ سنةً عشر الف جريح . وبعد استعادة المدينة من قبل القوات الكوردية واجهت المدينة العديد من الأزمات الداخلية والإقليمية مما عقد وضع أهلها النازحين وتأخير عودتهم اليها . وهنا لابد لنا ان نقف عند هذه النقطة بوضوح . هناك العديد من الأسباب التي اجتمعت على تاخير عودة النازحين الى ديارهم أهمها :
– ما تسببت به القوى الإجرامية داعش من تدمير المدينة والنواحي والقرى التابعة لها وقد تم تدمير غالبية البنى التحتية للمدينة . وهذا بالتأكيد يحتاج الى تعاون دولي وعمل جاد من حكومة المركز وحكومة اقليم كوردستان للتعاون في اعادة إعمار المدينة والبنى التحتية لها ..
– تواجد قوات حزب العمال الكوردستاني التي شاركت في معارك تحرير المدينة ولكن بقائها بعد التحرير عقد الأمور حيث تدخلت بعض الدول الإقليمية في المدينة بحجة محاربة مقاتلي حزب العمال الكردستاني . وبالرغم من المناشدات المتكررة من قبل حكومة اقليم كردستان بان تعود قوات العمال الكردستاني الى مواقعها وترك المدينة ، الا انها رفضت كل تلك المناشدات وأصرت على البقاء كموقع استراتيجي لتحرك قواتها ضمن المثلث العراقي التركي السوري ، وهذا عقد فكرة العودة لان تلك القوات بدأت تدخل بالشؤون الإدارية واليومية لحياة المواطنين في المنطقة وتحاول جر العديد من الشباب السنجاريين الى صفوفها .
– تواجد قوات الحشد الشعبي الذي شارك في تحرير بعض النواحي التابعة ل سنجار مع قوات الجيش العراقي والتي تم بالتنسيق آنذاك مع حكومة اقليم كردستان . ولكن تلك القوات فرضت سيطرتها على المنطقة وأخذت باتباع سياسة العمال الكردستاني في كسب الشباب السنجاريين للالتحاق في صفوفهم والقتال معهم ضد داعش .
– التدخلات الإقليمية والحرب القائمة في سوريا والتي تعتبر الحدود الاستراتيجية لمدينة سنجار وتلك الحدود غالبيتها كانت تقع بيد داعش خارج سيطرة الجيش السوري النظامي مما سبب ارتباكا لدى الأهالي في العودة وتكرار ما حصل لهم .. وكذلك تواجد قوات سوريا الديمقراطية قسد في المنطقة والتي تحاول من خلال العمال الكردستاني ان يكون لها موطيء قدم في المنطقة وتكون صاحبة قرار في التحكم بالطرق التجارية مستفيدة من الموقع الاستراتيجي لسنجار والتي ربما يتم تحويل المدينة الى مخطط جغرافي جديد يستفاد منه قسد سياسيًا .
ومما يؤسف عليه انه لم يتم توضيح مستقبل المدينة بشفافية لاهلها سواء من قبل الحكومة المركزية او من قبل حكومة اقليم كوردستان . وهذا ما تسبب في تخبط القرارات المصيرية لاهالي سنجار في اتخاذ قرار العودة اليها او البقاء نازحين تحت رحمة وشفقة المنظمات الدولية . يتبع