سفراء السعادة والوفاء تجربة تطوعية خيرية رائدة

سفراء السعادة والوفاء تجربة تطوعية خيرية رائدة
سفراء السعادة والوفاء تجربة تطوعية خيرية رائدة
وديع نوري الحنظل
في مثل هذه الايام من عام 2017، أي قبل ثلاث سنوات من الان تشرفت بالانضمام الى فريق سفراء السعادة والوفاء بدولة الامارات العربية الشقيقة، كان هذا التكريم مدعاة للفخر والاعتزاز مني شخصيا، ومن مجموعة الحنظل العالمية، التي ارأس مجلس ادارتها، وان هذا التكريم لم يمنح لي كمكافاة شخصية او مجاملة عابرة، وانما كونه يمنح في العادة لإصحاب الأدوار الفعالة والمشرفة في خدمة مجتمعاتهم، وتعزيز العلاقات مع ابناء جالياتهم المقيمين على ارض دولة الامارات العربية الشقيقة، فضلا عن دورهم في ترسيخ وتوثيق العلاقة بين بلدانهم الاصلية وبين الدولة المضيفة التي وفرت لهم الاقامة الطيبة والعيش الكريم.
ومن هذا المنطلق سعيت وما زلت اسعى، بتوفيق من الله واسناد من اخوتي واخواتي ابناء الجالية العراقية المقيمين على ارض دولة الامارات الذين تشرفت بتمثيلهم على اقامة اوثق الصلات معهم يجمعنا حب العراق والعمل على خدمته ورفع شانه كل من موقعه واختصاصه .
كان انضمامنا الى فريق سفراء السعادة والوفاء شيئا مميزا، كوننا اول شخصية عراقية يتم تسميتها في هذا الموقع الخيري التطوعي الرفيع، ممثلا لجاليتنا الكريمة المقيمة بدولة الامارات العربية وممثلا لبلدنا العزيز، عراقنا الحبيب.
ومن دواعي فخرنا واعتزازنا ما قمنا به من نشاط فور تسميتنا على طريق تعزيز الصلة المباشرة مع الجالية العراقية وتنظيم زيارات منتظمة لاماكن تواجدها بقصد الاطلاع على احتياجاتها وطلباتها والعمل على تذليلها بالتنسيق مع الجهات الاماراتية المختصة.
ونجحنا والحمد لله في هذا المجال بشهادة الجميع، وبذلك نكون قد وفينا بتعهداتنا التي اطلقناها في حفل تسميتنا بان لا يكون التكليف شرفيا وانما بابا واسعا مفتوحا للخير والعطاء لكل العراقيين المقيمين على ارض الامارات العربية الشقيقة كاسرة واحدة يجمعها حب العراق والعرفان للدولة المضيفة.
وكان الهدف من وراء تسمية سفراء السعادة بدولة الامارات العربية, وتأسيس وزارة للدولة بهذا العنوان، يتمثل بتعزيز القيم الايجابية وروح القيادة والريادة وتشجيع العمل التطوعي وتنمية الذات وصولا الى نهضة المجتمع من منطلق القول المأثور بان “السعادة لا تحتاج الى معجزات وانما تحتاج الى قلب متسامح، وطموح مشروع وايجابية مستمرة وقناعة واسعة وثقة بالله لا حدود لها “
وبهذه المنطلقات احتلت الامارات العربية المرتبة الاولى عربيا في مؤسسة السعادة العالمي، والمرتبة 21 في المستوى العالمي وكان معيار التقييم يعتمد على مستوى المعيشة والرضا بالحياة والناتج المحلي الاجمالي للفرد ومتوسط الاعمار ومستوى الصحة والدعم الاجتماعي.
لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك بان السعادة تقتضي وضع خطط وبرامج وطنية لتعزيز الايجابية لدى الفرد والمجتمع والشعور بالثقة بالمستقبل والامل الاكيد بالنجاح .
ومن هذا المنطلق سعينا ومازلنا نسعى لنقل هذه المفاهيم الحميدة الى بلدنا الحبيب عراق التاريخ والحضارة وارض العطاء والانبياء وعملنا في هذا السياق على انشاء صندوق ” تمكين” بالتعاون والتنسيق مع البنك المركزي وبتمويل من المصارف الخاصة من اجل المساهمة الفاعلة في دعم المبادرات المجتمعية وتشجيع ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتنشيط الدورة الاقتصادية في البلاد.
وكان من ابرز الانجازات المتحققة على هذا الطريق الطويل، وضمن برامج المسؤولية المجتمعية اعادة تأهيل 21 ساحة من ساحات عاصمتنا الحبيبة بغداد وقريبا ستكون ساحة الفردوس بحلتها الجديدة باكورة هذا المشروع النهضوي الحضاري الكبير. كما اطلقنا في هذا السياق حملة واسعة لتشجير اكثر من مليون شتلة في انحاء العراق تحت شعار” من اجل عراق اخضر”.
ومن اجل اعادة الحياة الى طبيعتها في مدينة الموصل المنكوبة بالارهاب الداعشي عملنا بعد تحريرها على تخصيص مبلغ مليار دينار لتغطية القروض الممنوحة لـ200 مشروع صغير بدون فائدة وبفترات سداد مناسبة وعملنا في اطار نشاطات صندوق ” تمكين” وحملة “اهلنا” التي يراسها فنان اليونسكو نصير شمه على تقديم المعونات لسكان الموصل النازحين، ومن بينها مئات الرحلات المدرسية والالاف من سلال الغذاء للعوائل المتعففة والكسوة لتلاميذ المدارس في الجانبين الايمن والايسر للمدينة .
ولم تقصر الجهود على الماديات فحسب وانما انصرفت الى النشاطات الفنية والثقافية المختلفة في مدينة الموصل، في اطار جهود اعادة الاستقرار التي تبنتها المنظمات الدولية المختصة.
كما نعمل بجد ومثابرة على انشاء مشروع المحطة للاعمال الريادية في مدينة الموصل، بتمويل من صندوق “تمكين” ليكون قاعدة لانطلاق شباب ام الربيعين نحو الطموح والامل والمستقبل المشرق وتحقيق الذات .




