حماده المطرود يبكي ” جبار أبو شعر النگرو “…!

حماده المطرود يبكي ” جبار أبو شعر النگرو “…!
حماده المطرود
يبكي ” جبار أبو شعر النگرو “…!
بمحاذاةِ سوق ” عريّبة “
كان حماده المطرود يفترشُ التراب
ينامُ عاريا
يمضغُ آلامه بسخريةٍ
يتهكمُ بالمّارةِ
والأشياء
والعمرِ
يضحكُ بفمٍ يعجُ بالتبغِ ؛
يتوارى مثلَ ديكٍ رومي
بعزلةٍ تمدهُ بالغناء
والوصلِ !
يُنددُ بالافنديةِ
المزهوينَ بأغطيةٍ تلفهم كالأكفان
يُُحيلُ غرورهم نكدِ
يسمعُ ارتباك عوراتهم
بفطنةِ دبِ ..!
لا يوقظهُ من سباتهِ
إلا آذان صوت أجش
بحامع موسى الكاظمِ ؛
لكنَ حماده يصطبحُ
بالتحرشِ بالنسوان
المنهمرات مثل القطى بسوق ” عريبّة “
يتودد عِطرهُنَ
يكنزهُ
لليلهِ الثقيل كاللحدِ ..؛
غادرتهُ الناس
والخلان
والآمالَ
والضوءِ..!
لكنهُ ولِهٌ بجبار ابو ” شعر النگرو “
يمرُ بظلهِ
مثلَ سحابةٍ
يُلهمهُ بعض وجود
يقرأ عليهِ أشعارا
وكلماتٌ تنزعُ منه عقله
وتدفعهُ للارتجاف والعويل
والرقصِ ؛
وحينَ ينتهي من عويله ، صراخهُ
والرقصِ
” يبوس ” جبار ” أبو شعر النگرو “
ألفَ ” بوسةٍ وبوسة ” ويقولُ :
” ألف رحمة على روح أمك زاجيه عضيدي جبار
بس أنت الشريف بالقطاع ” …!
وما عرف حماده
قصةَ صاحبهِ ، وليس له شأنٌ بالتفاصيل
وما قالَ له أحدٌ
بغيبةِ جبار ” ابو شعر النگرو “
حينَ داهمت الغربان
” گهوة عباس الكوتاوي ” بأجنحةٍ سودِ
ليطيرَ ملفوفا بالنعيقِ ..؛
قالت إمراةٌ بالسوقِ : أويلي عليك جبار أبو شعر النگرو ” لك داد وين صفا بيك الدهر ” !
وحماده بسمعِ ثعلبٍ
كالمأخوذِ يُصغي ؛
تحسسَ التراب
مسحَ وجههُ المدغوم بالضيم
والجوع
والحرمان
واشعار مؤنسهِ
والفقدِ ؛
لطمَ صدره
” وعاط ” كالثكلى
” ولك خوية جبار ليش تعوفني الوَحدّي “
” أويلي يا حلو الاطباع بعدك ماكو ونيس
ابوحشتي يهمني “..!
آنها ، طار السوق
والنسوان
والاشياء
والعطرِ
وطار حماده بغفلةٍ
بترابِ وحشتهِ
مزحوما بالصدى
والصراخ
والعُريِ
ولى هائما بالفلوات
عاريا
يندبُ حظهُ العاثرِ….
قالَ مؤذنِ الجامع بتندرِ : ” خطية حماده إتسودن وبلعته الدنيا بسوالفها ، مسكين ” !
لكنَ حلوات سوق ” عريّبة ” لطمنَ بحرقةٍ
على نهودهن القافزات للآفاق
فوق تراب حماده
الملتاع بضياعِ ” جبار ابو شعر النگرو “
يُرددنَ أهزوجةَ الحرمان والكبتِ :
ليش تغيب يالمحبوب
وانت بالگلب مرسوم وصلك ” …