توظيف الإعلام في المجال التربوي.

توظيف الإعلام في المجال التربوي.
توظيف الإعلام في المجال التربوي.
د. خالد نعمة الجنابي
أصبح للإعلام اليوم الدور والتأثير الأكبر في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها ؛ لما له من تأثير فعال في الرأي العام وتوجيه نمط الصورة الذهنية لدى الشعوب ؛ ولهذا بدأت تُرصد له موازنات صخمة توازي ذلك الدور والتأثير ؛ بدأت الدول المتطورة تسخرالإعلام لخدمة شعوبها ومؤسساتها ومنها المؤسسات التربوية والتعليمية والصحية وقطاعات أخرى . وهنا نود أن نركز على كيفية توظيف الإعلام بشكل منهجي وعلمي مدروس في خدمة المجال التربوي والتعليمي ، الذي نلحظ ونلمس – للأسف الشديد – وجود ضعف واضح فيهما واعتماد الوسائل التقليدية في التربية والتعليم التي يكاد تأثيرها يتلاشى ازاء التطورات التكنولوجية ووسائل الاتصال والتواصل الحديثة التي باتت تشغل الطلبة وتسرق وقتهم وجهدهم وحتى فكرهم . وأمام هذا التحدي المتمثل بتطور التكنولوجيا مقابل ضمور الوسائل التربوية والتعليمية وطرائق التدريس التقليدية ، يمكن الاستفادة من الإعلام ووسائل الاتصال والتواصل في تطوير العملية التربوية والتعليمية والتأثير الإيجابي في أفكار الطلبة وسلوكياتهم وجعلهم أكثر تفاعلا وعطاء وحبا للدراسة وإقبالا إليها ، وتأتي في مقدمة تلك الوسائل الناجعة ، استخدام الإعلانات التربوية القصيرة بشكل احترافي ومنهجي بطرائق متنوعة ؛ لتنمية السلوك البناء للطالب وتشجيعه على التميز والتفوق ، فيمكن تضمين تلك الاعلانات موضوعات تظهر الطالب المتفوق في المجتمع بصورة انسانٍ راقٍ متميز عن بقية الطلبة وقدوة للاخرين ، فضلا عن تصوير المدرسة بأنها مكان لكل شيء جميل وأنه كبستان يثمر غدا كل أنواع الفواكه الطيبة التي تديم الصحة في أجسادنا وتمنحنا عقلا راجحا و مستقبلا فاضلا ؛ بما يجعل الطلبة يحبون المدرسة ويقبلون إليها طوعا . وتجميل صورة الامتحانات وخاصة النهائية ، وتخفيف القلق الناتج منها من خلال إعداد إعلانات تربوية تسبقها توضح للطلبة وأولياء أمورهم أهميتها ،وكيفية التعامل معها علميا ونفسيا واجتماعيا وبيان أثر الامتحانات في تحديدها لوظائفهم المستقبلية ودورهم في الحياة . كما يمكن استخدام أعمال درامية هادفة مدعومة من وزارة التربية توجه الضوء إلى حياة الطلبة المتفوقين وعوائلهم وكفاحهما من أجل بلوغ التفوق . وفي مقابل ذلك إظهار نتائج الامتناع عن التواصل مع الدراسة والتسرب المدرسي المنتهيان بفشل الطالب الحتمي واثار فشله السلبية ؛ بما يعطي الطلبة جرعة منشطة للتواصل مع المدرسة والتفوق فيها . وكذلك يمكن انتاج مسلسلات وأفلام كارتونية تناسب أطفال الرياض والصفوف الابتدائية الأولى بلغة وعروض مميزة تساعد في تكوين انطباع ايجابي عن الروضة والمدرسة ؛ من ثم يكون ذلك حافزا لهم للالتحاق والاجتهاد. إن الإعلام هو علم وفن يمكن الاستفادة منه بشكل كبير في أي مجال وخاصة في المجال التربوي إذا خُطط لذلك بشكل علمي صحيح ، وذلك سيسهم اسهاما فعالا في هذا المجال . وتأسيسا على ما تقدم نجد أنه صار لازما السعي والاهتمام بالإعلام التربوي ووسائله المتعددة التي تسهم في تربية أجيالنا وتنشئتها بطريقة حضارية ومتطورة خاصة أن دور المؤسسة الإعلامية لايقل أهمية عن دور المؤسسة التربوية في غرس القيم النبيلة وروح المثابرة والنجاح والاجتهاد لدى ابنائنا الطلبة . ومن هنا يتطلب من وزارة التربية الاهتمام البالغ بالجانب الإعلامي بشكل أفضل وأنسب من خلال الاستعانة بخبراء وأكاديميين في الإعلام والعلاقات العامة يضعون خططا ناجعة تضمن إحداث تطوير في المجال التربوي والتعليمي وإجراء تغييرات جذرية على الخطط الإعلامية الحالية التي نراها من خلال ملاحظتنا الشخصية أنها غير مواكبة للتطورات الحديثة ولاتلبي الحاجة الفعلية للواقع الذي نعيشه في وقتنا الحاضر . وكذلك يمكن توظيف الجهد الاعلامي التربوي لتشجيع الملاكات التعليمية والتربوية على الإبداع والتميز مع إبراز مكانة ودور المدرسة والمعلم ورسالتهما في التربية والتعليم إضافة إلى الاستفادة من الاعلام في تزويد الرأي العام بالبرامج والمشروعات التربوية والتعليمية التي تبين المسؤولية الجماعية في الجانب التربوي.