بيروت ..استمرار لصورة هوليوود السيئة عن العرب

بيروت ..استمرار لصورة هوليوود السيئة عن العرب
بيروت ..استمرار لصورة هوليوود السيئة عن العرب
(بغداد – آشور) نزار عبد الغفار السامرائي.. تستمر السينما الأمريكية في تقديم ما يسيء الى العرب بشكل عام والفلسطينيين على وجه الخصوص متماهية مع الدعاية الصهيونية التي تعمل على تبرير الجرائم التي ترتكبها بذرائع مختلفة. وعملت الدعاية الصهيونية عبر السينما الهوليوودية على مدى اجيال على رسم صورة ذهنية تقدم الفلسطيني العربي بشخصية الارهابي المستعد للقتل دون اي تردد ولأي سبب كان ، والذي لا يتردد في خيانة وتخريب البيت الذي يستضيفه ويأويه، لذلك كان لابد من مواجهته بالعنف والقوة لحماية “الأسرائيليين المساكين” الذين يريدون العيش بسلام في بلدهم وشعبهم. هذا ما يؤكد عليه فيلم “بيروت” منذ اللقطات الأولى له.
يتناول الفيلم الذي تدور احداثه اثناء سنوات الحرب الأهلية في لبنان عام 1982، حكاية دبلوماسي أمريكي يدعى ميسون “جون هام” يرعى طفلا فلسطينيا يدعى كريم ، تكتشف المخابرات الامريكية بمساعدة الموساد بأنه شقيق احد الفلسطينيين المشاركين في هجوم ميونخ عام 1972 ، ويطلبون التحقيق معه، وفي الوقت الذي يقيم الدبلوماسي الامريكي حفلا في بيته يقدم رجال الموساد لاستجواب كريم، عندها تهاجم مجموعة من الفلسطينيين المنزل لأخذ كريم قبل رجال المخابرات وعند مواجهتم رجال الامن تقتل زوجة جون هام، ما يدفعه لمغادرة لبنان.. ولكن بعد مرور 10 سنوات تستدعي المخابرات المركزية الدبلوماسي المتقاعد الى لبنان التي تعيش اجواء الحرب الأهلية من أجل إنقاذ حياة صديق قديم له يعمل كعميل للمخابرات وتختطفه مجموعة فلسطينية تطلب الدبلوماسي بالاسم ليتفاوض معها، ليكتشف بعدها ان المفاوض هو الطفل الذي رباه ويطلب تحرير أخيه الذي يشك بأختطافه من الموساد مقابل تحرير الرهينة الأمريكي.
وهكذا تجري الاحداث التي تسرد الصراع بين ثلاثة اطراف الامريكان والاسرائيليين والفلسطينيين، لنكتشف ان المخابرات الامريكية هي من تدير عمليات قذرة بالخفاء وتهادن الأسرائيليين الذين يرغبون بفرصة لغزو لبنان بذريعة ابعاد خطر الصواريخ الفلسطينية عن المدن الاسرائيلية !. وهو ما يحصل فعلا لاحقا .. ويعمل الفيلم جاهدا على تبرير الاحتلال الاسرئيلي للجنوب اللبناني واقتحام بيروت بتصوير الفلسطينيين هم من يسيطر على البلد ويعبثون به، فيما يتجاهل الدور الذي يقوم به رجال المخابرات الامريكية والموساد الذي يقدمهم بصيغة الأبطال الذين يعملون على التسلل لقتل الأخ الكبير عند اطلاق سراحه بعد تبادله مع المختطف الامريكي، رغم انهم بهذا لا يأبهون لحياة الامريكان الذين كانوا يجرون عملية التبادل، متجاوزين كلّ القيم الأخلاقية والأنسانية. ولكن من يأبه لحياة “ارهابي” فلسطيني.

لقد قدم الفيلم صورة مشوهة وبائسة للفلسطينيين، مقدما اياهم كأي مجموعة اجرامية تقتل وتختطف وتبتز الجميع من اجل المال والمتعة، متجاوزا كلّ ما يتعلق بقضيتهم، كما يقدم صورة بائسة لبيروت تلك المدينة الحضارية الرائعة على مدى التاريخ ليقدمها كذلك بصورة مشوهة كأنها مدينة عصابات متقاتلة ليس فيها الا الانقاض والسلاح ، وليس من واحة خضراء فيها الا السفارة الامريكية وملحقاتها. دون ان يوضح ماذا يفعل رجال المخابرات المركزية والموساد بعددهم الذي يبرزه الفيلم في مدينة مثل بيروت عام 1982.
الفيلم من إخراج براد أندرسون، وبطولة جون هام، وروزاموند بايك، ودين نوريس، ولاري باين. وتم تصويره في المغرب عام 2016 ، وعرض للمرة الاولى في 11 نيسان 2018.(انتهى)