بمشاركة محلية وعربية وعالمية.. بدء العد التنازلي لعقد الدورة الرابعة لمهرجان 3 دقائق في 3 أيام السينمائي

بمشاركة محلية وعربية وعالمية.. بدء العد التنازلي لعقد الدورة الرابعة لمهرجان 3 دقائق في 3 أيام السينمائي
د. حكمت البيضاني : يحاول المهرجان إشاعة مناخ سينمائي ومنح الفرصة لالتقاء عشاق السينما مع صناعها
المهرجان بدأ يؤسس لإطاره الدولي بمنهجية ملموسة تتجلى معطياتها عبر المشاركة الواسعة للأفلام العالمية ومن مختلف المدارس والاتجاهات السينمائية
بينجامين كلارك: المهرجان منصة جيدة لإبراز قضايا حقوق الإنسان والافلام القصيرة أداة فاعلة لإيصالها إلى جمهور كبير
في عصر السوشيال ميديا ومن أجل إيصال الرسائل بفاعلية يجب أن تكون هذه الرسائل قصيرة وموجزة ومقنعة
كتب – عبد العليم البناء
على وقع عوالم السينما الساحرة والمدهشة تتواصل الاستعدادات والتحضيرات لعقد الدورة الرابعة من مهرجان (3دقائق في 3أيام السينمائي ) التي ستنطلق في الثالث من اذار المقبل وتستمر لغاية الخامس منه وتنظمه مؤسسة بغداد للسينما والفنون وهي مؤسسة غير ربحية ولا تتلقى تمويلاً حكومياً وبدأت أروقة وستوديوهات شركة مدينة الفن للسينما والتلفزيون التي يقام في رحابها المهرجان ترتدي حلتها البهيجة لاحتضانه وصناع السينما نجوما ومنتجين ومخرجين وفنيين ونقادا واعلاميين وفريق المهرجان الاداري والفني والتقني وعلى رأسهم مؤسس ومبدع المهرجان الدكتور حكمت البيضاني الذي يقود ويتابع أدق التفاصيل لانجاح هذه الدورة لتخرج بأبهى صورة شكلا ومضمونا..

وقال الدكتور حكمت البيضاني :” برغم أن انتاج الأفلام السينمائية الطويلة أو القصيرة يشكل أولوية لصناع الأفلام أو المهتمين بها والمتذوقين لها، إلا أن إقامة المهرجانات السينمائية يشكل هو الآخر ضرورة لابد منها لأجل عرض تلك الأفلام ضمن تظاهرة سينمائية احتفالية كبيرة وهذا جزء من الاستراتيجية التي يستند اليها مهرجان (3 في 3) عبر نسخته الرابعة “
وأضاف : ” ويحاول المهرجان إشاعة مناخ سينمائي ومنح الفرصة لالتقاء عشاق السينما مع صناعها روادهم وشبابهم لتبادل وجهات النظر حول المنجز السينمائي كلاسيكياً كان أم حداثوياً بوصفها إحدى غايات هذا المهرجان الذي بدأ يؤسس لإطاره الدولي بمنهجية ملموسة تتجلى معطياتها عبر المشاركة الواسعة للأفلام العالمية ومن مختلف المدارس والاتجاهات السينمائية العالمية كدلالة على تميز المهرجان وتحقيقه لسمعة جيدة في أوساط المهرجانات السينمائية فضلاً عن حضور بعض الشخصيات المعروفة باشتغالاتها السينمائية”
وأشار الى :” الحضور الذي بدأ يحققه المهرجان في بعض المحافل الدولية من خلال تميزه بثلاثيته الشهيرة (3 دقائق – 3 أيام – 3 جوائز – 3 حكام – الافتتاح في اليوم الثالث من الشهر الثالث “آذار”في الساعة الثالثة والابتداء بثلاث كلمات افتتاحية فقط لاتتجاوز أزمانها ال3 دقائق فقط) إن هذهِ المعطيات وغيرها التي بات ينتجها المهرجان سنويا ويصر عليها تعطي نوعاً من الدفق والحيوية للمشهد السينمائي العراقي الذي يعاني من ركود نسبي على صعيد الإنتاج والممارسة والاشتغال حيث ان هناك بعض الأفلام لاسيما العراقية منها تنتج خصيصاً لأجل المشاركة في هذهِ التظاهرة السينمائية علاوة على حرص إدارة مهرجان (3 في 3) على دعم وإنتاج هذهِ الفئة الشبابية كي يحفز بعض صناع الأفلام الشباب على المشاركة بتجاربهم البكر في هذا المهرجان الذي تقيمه مؤسسة غير ربحية ولا تتلقى تمويلاً حكومياً بل فقط تتبنى وتلتزم خطاً ثقافياً ومهنياً نبيلاً يصب في مصلحة السينما العراقية أولا واخيراً برغم كل ما يكتنف هذا المشروع السينمائي الواعد من عقبات وعراقيل بيروقراطية ومادية وبدنية ونفسية”.
وأكد البيضاني “إن التقاليد السينمائية التي يؤسس ويدعو لها مهرجان (3 في 3) تحاكي وتضاهي الأطر العامة لبروتوكولات المهرجانات السينمائية الدولية برغم تباين وتفاوت الإمكانات وهو ما يجعل هذا المهرجان مصدر فخر لكل سينمائي عراقي وللثقافة السينمائية العراقية”.

وعن الجديد الذي شتشهده الدورة الرابعة قال رئيس المهرجان الدطكتور حكمت البيضاني” “الشيء اللافت في نسخة هذا العام هو مشاركة مكتب حقوق الانسان (هيومن رايتس) التابع للأمم المتحدة في العراق ضمن فعاليات المهرجان بمسابقة خاصة بأفلام تحاكي مبادئ حقوق الانسان وضمن الضوابط الخاصة بالمهرجان واشتراطاته وسوف تقوم لجنة التحكيم الخاصة بالمهرجان باختيار الفائزين بمسابقة المهرجان الخاصة وكذلك بمسابقة حقوق الانسان.
واوضح البيضاني أن” لجنة تحكيم المهرجان تكونت هذا العام من اسماء مرموقة ومعروفة بعطاءاتها وبحضورها الابداعي الكبير عربيا ودوليا وتضم الفنان انتشال التميمي مدير مهرجان الجونة السينمائي والموسيقار العراقي العالمي نصير شمة والنمساوية آسلي كيسلال في حين تكونت لجنة الفرز والاختيار من الناقد السينمائي علاء المفرجي والدكتور ماجد الربيعي والمؤرخ السينمائي مهدي عباس وتولت فحص ومشاهدة (877 ) فيلما من مختلف انحاء العالم فضلا عن العراق وبلغ عدد الافلام من امريكا 114 فيلما وايران 90 فيلما والهند 84 فيلما وفرنسا 60 فيلما وبريطانيا 44 فيلما وايطاليا 40 فيلما والمانيا 26وروسيا 23 فيلما واسبانيا 20 فيلما فضلا عن افلام اخرى من كندا وتركيا ومصر والامارات والمغرب والبحرين ولبنان في حين شارك 34 فيلما من العراق وتقدم للمشاركة في مسابقة حقوق الانسان 20 فيلما عراقيا”.

وقال بينجامين كلارك من مكتب حقوق الانسان التابع ليونامي في العراق في معرض حديثه عن مشاركة المكطتب في الدورة الرابعة لمهرجان (3 دقائق في 3أيام السينمائي):”الأفلام القصيرة هي طريقة ممتازة لإبراز القضايا التي تهم أي مواطن عراقي، بما في ذلك حقوق الأقليات وحقوق الإنسان بشكل عام.ففي عصر السوشيال ميديا ومن أجل إيصال الرسائل بفاعلية يجب أن تكون هذه الرسائل قصيرة وموجزة ومقنعة”.
وأوضح كلارك:”مكتب حقوق الإنسان، الذي هو جزء من بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ، لديه تفويض بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2421 الصادر في تموز 2018 لـ ” تعزيز المساءلة وحماية حقوق الإنسان”. كما يعطي الأولوية للمصالحة الوطنية والمجتمعية.ويبحث المكتب حقوق الإنسان دائمًا عن طرق فاعلة لإبراز أولويات حقوق الإنسان في العراق من خلال طرق تحدث التغيير الإيجابي. ويشمل ذلك تعزيز المساواة ومكافحة التمييز ضد الأقليات”.
وأشار الى أن “الدورة الرابعة من مهرجان (3دقائق في ثلاثة أيام) السينمائي الذي تنظمه مؤسسة بغداد للسينما والفنون برئاسة الدكتور حكمت البيضاني بين الثالث والخامس من آذار مارس 2019 تشهد اقامة مسابقة لتحديد أفضل الأفلام القصيرة عن حقوق الأقليات وحقوق الإنسان بشكل عام في العراق. وهو مايحصل للمرة الاولى. وقد خصص مكتب حقوق الانسان ثلاثة منح للافلام الفائزة التي ستختارها لجنة تحكيم المهرجان”.
وفقا لبنجامين كلارك، “مهرجان 3 × 3 للأفلام القصيرة هو حدث مميز في العراق. وكان توحيد الجهود مع منظمي هذا المهرجان وتقديم المنح السينمائية لأفضل ثلاثة أفلام متعلقة بحقوق الإنسان والأقليات، وسيلة جيدة لتشجيع صانعي الأفلام الشباب والمحترفين. كما أنها وسيلة جيدة لتشجيع العراقيين على ممارسة حقهم في حرية التعبير، وهو حق قمعته داعش. هناك ملايين من العراقيين لديهم قصص ليروونها، بما في ذلك أفراد الأقليات الدينية والعرقية في العراق وكذلك السنة والشيعة. لا تقتصر مخاوف حقوق الإنسان على الفظائع التي ارتكبتها داعش. لا تزال الأقليات الدينية تواجه التمييز في العراق. لا تزال النساء والفتيات يقتلن على أيدي أقاربهن فيما يسمى “جرائم الشرف”. يستمر العديد من العراقيين في تحمل المصاعب بما في ذلك الحرمان من الحقوق الأساسية مثل حرية التنقل، والحق في التعليم، والتحرر من سوء المعاملة والتعذيب.
وأكد:”سيتم استخدام الأفلام أيضا للدعم سواء داخل العراق أو على المستوى الدولي.كما تتيح لنا عملية صناعة الأفلام التعرف على الحياة الثقافية في العراق والقيود المفروضة على حرية التعبير.ويود مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) أن يهنئ جميع الذين ساهموا بنصوص وأفلام لمهرجان الأفلام القصيرة 3 × 3″.فالأفلام القصيرة هي طريقة ممتازة لإبراز القضايا التي تهم أي مواطن عراقي، بما في ذلك حقوق الأقليات وحقوق الإنسان بشكل عام.
السيد بنجامين كلارك ، ممثل مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، الذي تحدث إلينا عن هدف دعم إنتاج الأفلام العراقية التي تسلط الضوء على حقوق الإنسان المكفولة بموجب الاتفاقات الدولية التي وقعها العراق. المهرجان 3 × 3 هو منصة جيدة لإبراز قضايا حقوق الإنسان.
“في عصر السوشيال ميديا، يريد الناس شيئًا مقنعًا يمكنهم مشاهدته بسرعة. يمكن للأفلام القصيرة أن تكون أداة فاعلة لإيصال رسائل حقوق الإنسان إلى جمهور كبير. وهذا أحد الأسباب وراء اختيار الأفلام القصيرة لتقديم الفكرة و قوانين حقوق الإنسان والأقليات “، قال كلارك.
وقال “نريد التسويق لحرية التعبير وصناعة السينما في العراق من خلال هذه المنافسة”.
“سيتبع المهرجان عرض أفلام رائدة في عدة مدن عراقية مثل البصرة والموصل وأربيل وكركوك. وستقوم الأمم المتحدة بعرض قسم من هذه الافلام على المستوى الدولي لإلقاء الضوء على القضايا المحيطة بالأقليات وحقوق الإنسان. مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في جنيف لديه اهتمام خاص حيث كان الراعي لستة من هذه الأفلام “.
“لا يوجد حدود للطريقة التي يمكن بها تعزيز حقوق الإنسان. إن مكتب حقوق الإنسان منفتح دائماً لأفكار أو اقتراحات جديدة بشأن سبل تعزيز حقوق الإنسان في العراق”. قال السيد بنجامين كلارك.
وعن التعاون مع صناعة السينما العراقية، قال السيد كلارك: “المهرجانات السينمائية في العراق، بما في ذلك المهرجانات التي تنظمها مدينة الفن ومديرها الدكتور حكمت البيضاني، تعرض الإنجازات السينمائية للعراقيين الذين كرسوا أنفسهم للفنون. كرس الدكتور حكمت معظم حياته لقطاع السينما العراقية، حيث أن عدد صانعي الأفلام الشباب الذين يعملون معه في مجموعة واسعة من المشاريع يدل على صناعة السينما والتلفزيون النابضة بالحياة في العراق.
أضاف بنجامين كلارك، من مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في العراق: “عندما يتمكن المواطنون من تحويل فكرة إلى فيلم دون تدخل من قبل الدولة، فإن هذا مؤشر على أنهم يعيشون في بلد يحترم ويصون الحق في حرية التعبير و الحق في الثقافة “.(انتهى)