بعد منحه إجازة التأسيس.. المؤتمر الوطني العراقي يعقد المؤتمر العام الأول ويجدد ثقته بالمهندس آراس حبيب كريم

بعد منحه إجازة التأسيس.. المؤتمر الوطني العراقي يعقد المؤتمر العام الأول ويجدد ثقته بالمهندس آراس حبيب كريم
(آشور)..برئاسة الأمين العام للمؤتمر الوطني العراقي المهندس آراس حبيب كريم وقيادات المؤتمر متمثلةً بالسادة: نوري البدران، هاني إدريس، حسنين المعلى، ليث شبّر، خالد اليعقوبي وإبراهيم الصميدعي. عُقد المؤتمر العام الأول لحزب المؤتمر الوطني العراقي، الثلاثاء 24/10/2017 على قاعة بغداد في نادي الصيد. وذلك بعد منحهِ إجازة التأسيس المرقمة (55) لعام 2017.
أفتُتح المؤتمر بتلاوة آيّ من الذكر الحكيم، تبعتها وقفة حداد وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق ، ثم عزف النشيد الوطني العراقي إيذاناً ببدء أعمال المؤتمر.
حضر المؤتمر شخصيات سياسية وإجتماعية وإعلامية، من ضمنهم أعضاء مجلس نواب، سفراء و ممثلي البعثات الدبلوماسية، وممثلي النقابات والإتحادات، ومحافظ البصرة أسعد العيداني، إضافة إلى منتسبي حزب المؤتمرالوطني.
وقال الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني العراقي المهندس آراس حبيب كريم في نص كلمته ” نجتمع اليوم في مؤتمرنا هذا والعراق يمر بمرحلة التحولات الكبرى والتي سترسم مستقبله للخمسين سنة القادمة. المؤتمر الوطني ومنذ تأسيسه كمؤتمر جامع لكل القوى السياسية التي تمثل العراق في زمن الدكتاتورية، عمل كمظلة سياسية توفر الحماية للجميع وتمنح فرص العمل السياسي لهم”.
“إن إنطلاقة حزبنا “حزب المؤتمر الوطني العراقي” إنما تمثل أملاً طالما راودنا بإمكانية تحقيق كل ما كنا حلمنا به وتمنيناه لهذا الشعب المضحي والمكافح. واليوم نجده وبرغم كل ما يمكن تأشيره من ملاحظات قد تحول إلى واقع ملموس. فالمسيرة تمضي نحو العمل والبناء في إطارعملية سياسية نشارك ونشترك فيها جميعاً من خلال التنافس الديمقراطي عبر الإنتخابات ومن خلال صناديق الإقتراع، مبيناً “أننا نرى أن العملية الديمقراطية ليست هدفاً بحد ذاتها بقدر ما هي وسيلة لتحقيق بناء الدولة المدنية والمرهونة بعدالة إجتماعية ترتكز على نهضة إقتصادية شاملة”.
وأضاف الأمين العام “لو تم الإلتزام بما أتفق عليه في إطار المؤتمر الوطني منذ البداية لتجنب العراق الكثير من الأزمات التي مر بها ووفرنا الكثير من الوقت المهدور والثروات الضائعة”.
“فمؤتمركم اليوم لا يمثل بداية العمل السياسي لتيار سياسي واعد في العراق وإنما يمثل بداية إنطلاق مرحلة سياسية جديدة يقودها جيل سياسي جديد سيكون متصالح مع نفسه ومع شعبه”.
وتابع السيد حبيب “أيها الأصدقاء إننا نرى أن العمل السياسي اليوم بات أكثر صعوبة سواء لجهة طريقة وأسلوب التنافس الديمقراطي من خلال الأحزاب أو من خلال ما يرتبط من رؤى لكيفية بناء الدولة في ظل نظامنا الديمقراطي الذي يعتمد مبدأ الفصل بين السلطات طبقاً للدستور الذي توافقنا عليه جميعا وصوت عليه العراقيون بأغلبية كبيرة”.
“من هنا أود التأكيد أمام حضراتكم أن مسيرتنا نحو الغد لا بد أن ترتبط بما حلمنا به في الماضي وما يمكن أن نجسده في المستقبل. فحين آمنا بأهمية التغيير كنا ندرك أن بلادنا العظيمة تحتاج قيادة سياسية ترتقي إلى مستوى عمقها التاريخي والحضاري وقادرة على مواجهة التحديات القادمة. ولعلنا جميعاً نعلم أن أبرز ما يمكن ان يواجهنا من تحديات تتمثل في الإقتصاد والتنمية خصوصا في حقبة ما بعد النفط. ففي عالمنا اليوم حيث نحن جزء لا يتجزأ منه بدأت دول عديدة تفكر بشكل جدي في البحث عن بدائل لتقدمها الإقتصادي.
وإستطرد المهندس آراس “بما أن العراق يملك قدرات عظيمة تفوق ما للنفط من أهمية فإن كل ما نحتاج إليه هو كيفية إستثمار هذه القدرات عبر تخطيط علمي سليم. لكي ينجح العراق كدولة عليه أن ينجح كوطن، فالوطن العراقي بحاجة الى إعادة تعريف من قبل أبنائه، العراق كوطن يجب ان ملاذ آمن لأبنائه قبل أي مهمة أخرى من مهام الوطن.”العراق محكوم بجغرافيته أولاً وثانياً وثالثاً، ومتى ما تصالحنا مع هذه الجغرافية وفمهنا بعمق تضاريسها عندها سينطلق العملاق العراقي من جبال كردستان الى أهوار الجنوب”.
“أيها الإخوة والأخوات ، يجب أن نمتلك رؤية شاملة لكل العراق وأن نفكر بنفس الطريقة التي يفكر بها إبن البصرة وأربيل والموصل وبغداد، عندها نكون قد وضعنا أقدامنا على أول خطوة في طريق الألف ميل للنهوض العراق ، كأنسان وكوطن ودولة”.
“على مدى ١٠٠ عام من مسيرة العراق الحديث لم يكن هناك مشاريع إستراتيجية واحدة ربطت مصالح أبناء العراق فيما بينهم ورسخت أقدام الجميع في هذا الوطن، فليس لدينا مشروع واحد يراه إبن السليمانية وإبن البصرة على أنه مشروعه ومصدر رفاهيته وإستقراره.. وليس هناك مشروع واحد ربط إبن الرمادي وإبن النجف، كل التركيز كان منصب على كيفية حكم هذا الشعب وليس على كيف نربط مصالح الشعب فيما بينهم”.
“في كل خطوة نقوم بها الآن علينا أن نحسب نتائجها للعشر سنوات القادمة، فلنغادر إسلوب الإرتجال وردات الفعل ولندخل عالم التخطيط المتوسط والبعيد المدى، فالحزب السياسي الذي لا يجيد التخطيط لنفسه كيف سيكون قادراً على التخطيط للناس والدولة والوطن”
وأشار مؤكداً “نحن في المؤتمر لن نقول الكلام السياسي التقليدي وهو ان أيدينا ممدودة للجميع. وإنما سنقول للجميع إننا نعمل فقط مع من يؤمن بالدولة المدنية للعراق والذين يمؤنون برفاهية الإنسان العراقي وتوفير دولة ناجحه له. سوف نكون مع أصحاب المشاريع وليس مع أصحاب الشعارات “.
“في الإنتخابات القادمة ستكون هناك مفاجئات كثيرة لان وعي الشارع وتأثير الجيل الشبابي الجديد سيكون هو الحاسم في صناديق الإقتراع وستولد كيانات جديدة وتنقرض كيانات قديمة، والذي يفهم هذه الحقيقة سيحجز مقعده في المستقبل السياسي للعراق”.
وتابع الأمين العام “أيتها الأخوات أيها الإخوة لا يفوتني في هذه المناسبة أن أشير إلى ما حققه العراقيون من خلال شبابهم في جبهات القتال من الجيش والحشد الشعبي والشرطة والعشائر حين هزموا تنظيم داعش الإرهابي وطردوه من كل الأرض العراقية عبر إنتصارات أشاد بها الجميع وأثارت إنتباه العالم. وإنسجاماً مع ذلك نتطلع بكل إخلاص ومحبة إلى حسم الخلافات السياسية على مستوى العلاقة بين المركز والإقليم بما يضمن إستمرار وحدتنا الوطنية في ظل دولة فيدرالية حدد مساراتها الدستور الذي توافقنا عليه جميعاً. كما نتطلع إلى الإنتهاء من القضايا الخلافية الأخرى بين الكتل السياسية على طريق طي صفحة المحاصصة والشروع ببناء عملية سياسية عابرة للكتل والانتماءات الفرعية. وهذا ما يتفق عليه الجميع وقد ساندته المرجعية الدينية الشريفة التي أثببت في كل مواقفها أنها صمام الأمان الحقيقي لهذه البلاد”.
“إن الإنتهاء من ذلك يعد المقدمة الأولى الصحيحة لمباشرتنا بخطط البناء والإستثمار وإعادة الإعمار والإستفادة مما نملكه من قدرات وطاقات. فمن المهم اليوم الإستفادة من وقوف العالم معنا سواء على مستوى الإشقاء العرب أو الأصدقاء من الدول الإسلامية وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية في إيران او الدول الكبرى والإتحاد الاوربي”.
وختاماً “أقول أن المؤتمر الوطني العراقي إذ يستذكر المؤسس الأب والملهم والمعلم الراحل الكبير الدكتور أحمد الجلبي مع قرب الذكرى الثانية لوفاته فإنه ينطلق بمسيرة متجددة على صعيد الواقع الحالي محلياً وإقليمياً ودولياً”.
“وما هي التصاميم التي يطغى عليها اللون الأبيض وتحيط بشعار المؤتمر الوطني العراقي سوى دليل للسلام الذي نتبناه ونتمناه مع الكثير من المحبة لوطننا الكبير”.
تلى ذلك كلمة للدكتور ليث شبّر والتي إستعرض فيها بعض الإنجازات التي ساهم فيها الأمين العام للمؤتمر الوطني كدعم مشروع البيت العراقي للإبداع، دعم منظمات المجتمع المدني ، دعم الطلبة المتفوقين، رعاية مؤتمر تيدكس في البصرة، تغطية إحتياجات النازحين، رعاية بطولة العالم للكيك بوكسنغ والموي تاي، رعاية النشاطات الرياضية الهادفة، إفتتاح ملعب حي الأمانة الرياضي، دعم السينما والفنانيين، دعم الإقتصاد و إقامة مؤتمر الإقتصاد العراقي في لندن، إضافة إلى دعم المرأة و تأسيس منظمة المرأة العراقية .
فيما شهد المؤتمر بعد ذلك إنتخاب للقيادات والكوادر التي ستقود العمل السياسي للمرحلة القادمة، والمصادقة على وثائق البرنامج السياسي والنظام الداخلي بالإجماع، وإنتخاب القيادات السياسية في جميع المستويات التي حددها النظام الداخلي والمصادقة عليها من قبل الهيئة العامة.
تلى ذلك إنتخاب الأمين العام للمؤتمر الوطني العراقي ، والذي فاز فيه السيد آراس حبيب محمد كريم و بإجماع المصوتين ثم تم إنتخاب أعضاء الأمانة العامة.
هذا وقد جرت وقائع جلسات المؤتمر العام في ظل مناخ ديمقراطي حر بما يحقق مبدأ الشفافية وتعزيز الديمقراطية في العمل السياسي.
فيما أختتم المؤتمر العام بعقد المؤتمر الصحفي، تلى فيه المتحدث بإسم الهيئة العامة للمؤتمر السيد “خالد اليعقوبي” البيان الختامي، والذي أكد فيه على أن المؤتمر العام قد جاء إستجابة لمطالب وإشتراطات الظروف الوطنية والإقليمية والعالمية، وما تفرزه من تغيرات وتحديات، إضافة للمتغير الذاتي في حياة المؤتمر الوطني العراقي.
وأضاف أن “المؤتمر الوطني العراق منفتح على كل الأحزاب والقوى السياسية التي تؤمن بالدولة المدنية وأن حزب المؤتمر الوطني هو جامع لكل اطياف الشعب”.