اليوم السادس .. فعاليات مهرجان سباق دلما

اليوم السادس .. فعاليات مهرجان سباق دلما
اليوم السادس في مهرجان سباق دلما الثالث 2019
ألعاب نارية ومسابقات شد حبل وجوائز قيمة على المسرح الرئيس
مباراة تحدي بين المقلوبة الأردنية والعصيدة السودانية والبرياني في دلما
الحرف اليدوية … مهنة وموهبة أتقن الإنسان بها الحياة
مهرجان دلما .. عندما يضحك الأطفال تبتسم الملائكة
أفراح دلما.. عيالة وآهال وحناء وذبائح وحفل لثلاثة أيام
العيالة والرزيف تنشر البهجة وتجذب الجمهور في مهرجان دلما
(ابو ظبي – آشور).. لليوم السادس على التوالي، يتوافد آلاف الزوار من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن خارجها، إلى السوق التراثية على شاطئ جزيرة دلما، في مهرجان سباق دلما الثالث 2019، الذي أُقيم في جزيرة دلما في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، وبرعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم منطقة الظفرة، وتنظيم لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، ودعم مختلف المؤسسات والجهات الرسمية في الدولة، وإقبال الآلاف من أبناء الجزيرة وسكان الإمارات والمشاركين من إمارات الدولة.
اكتظت القرية التراثية بجزيرة دلما في موقعها الجديد على شاطئ البحر مباشرة بالحشد الكبير من الزوار، واللافت أن عدد الزوار يتزايد يوماً بعد يوم مع حضور كبير للمواطنين، الذين يَشُعرون أن المهرجان هو عيد بالنسبة لهم، إذ تابعوا فعالياتها بكل حماسة وشغف.

وهنأ الطفل الإماراتي “نهيان” الفائز في مسابقة المحامل الشراعية، بإلقاءه قصيد قصيرة على المسرح الرئيس إذ قال “محمل سمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان بسباق دلما الثالث للمحامل الشراعية”.
وفي لفتة رائعة، نظمت إدارة المهرجان مسابقة شد حبل على المسرح شارك فيها عمال النظافة بالقرية التراثية ووزعت عليهم جوائز تذكارية، كما حولت الألعاب النارية سماء القرية التراثية إلى لوحة تشكيلية رائعة وأضاءت السماء بتشكيلات فنية بديعة، أعجبت الجمهور الذي تابعها في التاسعة مساء، وحرص على التقاط صور لها.
مباراة تحدي بين المقلوبة الأردنية والعصيدة السودانية والبرياني في دلما
استحوذت مسابقات الطبخ على اهتمام ومتابعة زوار مهرجان دلما التراثي، وتعددت المباريات بين الرجال والنساء لسكان الجزيرة والجاليات، واشتد التنافس بين المقلوبة الأردنية والكبة السورية والعصيدة السودانية والمحشي الفلسطيني إضافة إلى المجبوس والبرياني على طريقة أهل دلما.
في مسابقة الطبخ للجاليات شاركت الأردنية سوسن تاج الدين بعمل المقلوبة، وتؤكد أن الطعام الأردني له مذاقه الخاص ونكهته المحببة، مشيرة إلى أنها شاركت في مهرجانات سابقة، وتجيد أيضاً المنسف والمسخن.
أما مواطنتها أسيل محمد فاختارت المنسف الأردني الذي ترى أن له شهرة مدوية في العالم العربي، لذا حرصت على المشاركة به في المسابقة بأمل الفوز.
في المقابل، تنحاز السورية مريم شيركو للطعام السوري الذي ترى أنه يتميز بأنه صحي وطيب المذاق، منوهة بأنها شاركت في المهرجان بإعداد الكبة على الطريقة السورية.
وبالنسبة للسودانية خالدة قسم فهي تعتقد أن الطعام السوداني يستحق التعريف به وانتشاره بصورة أكبر في المجتمعات العربية، وحاولت أن تحسن تقديمه بإعداد اللقيمات والعصيدة والنعيمية.

من جانبها، اختارت رشا سويلم إعداد المحشي على الطريقة الفلسطينية إلى جانب اللحم، مشيرة إلى أن المحشي رغم صعوبته إلا أنه يحظى بشعبية كبيرة ومذاق طيب.
وفيما يتعلق بالطعام الإماراتي، يفاخر سيف عبد الرحيم الحمادي بأنه يجيد إعداد البرياني بالهامور، لافتاً إلى أن سر تميزه في الطبخ، يعود إلى حرصه على تنظيف السمك جيداً ووصفته السرية في وضع البهارات، وأيضاً اليد المدربة التي تطبخ رغم أنها المشاركة الأولى له في المهرجان.
ويضيف أنه تعلم طبخ السمك خلال رحلاته البحرية مع والده النوخذة، مشيراً إلى أن أهالي الجزيرة يتناولون سمك الكنعد بصورة أساسية ومن بعده الهامور، وهناك أيضاً زريدي، الجش، شعري والخباط.
في المقابل، راهن على عيسى الحمادي بثقة على فوزه وهو يطبخ “تحت خباط” معلناً التحدي “في الميدان ياحميدان، والطباخ الماهر يعرف نفسه جيداً” رافضاً الاكتفاء بأعداد السمك، منوهاً بأنه يجيد إعداد اللقيمات والمجبوس والبثيث والعصيدة.
الأكثر من ذلك أنه يعترف أنه يطبخ في البيت أيضاً رغم وجود أم العيال وتميزها في الطبخ، قائلاً إن المعروف في كل العالم أن الرجال أمهر من النساء في الطهي وأفضل الشيفات من الرجال.
ويرى علي عبد الله الحمادي أن ما يميز الطباخ الماهر عن غيره هو البهارات التي يستخدمها من حيث النوعية والكمية والمهارة في توقيت وضعها وانتقائها، مفضلاً استخدام اللومي في الطهي، ومقدما “تحت خباط” لجمهور المهرجان لكي يحكم عليه.

الحرف اليدوية … مهنة وموهبة أتقن الإنسان بها الحياة
تتشابك سعف النخيل مع خوصها لتصنع السفرة والسدو، وتتغزل أصابع النساء مع الخيوط ليزيين “التلي” أطراف الأثواب، يجلسن متقاربات، يطربن بالمواويل القديمة، ويدندنَّ ألحاناً لا يعرفها إلا أهل جزيرة دلما، وأصابعهن تغزل وتتغزل بالخيوط لتخرج تحفة فنية جديدة.
لم تفتأ لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي من التذكير بهذه الحرف، الحرف اليدوية التراثية، التي فتح أباءنا والأجداد أعينهم عليها، وتلمسوها في حلهم وترحالهم، وكانت لهم البيت والمستقر.
فمهرجان سباق دلما الثالث 2019 أفسح المجال للكثير من النسوة لممارسة الحرف اليدوية، بركن خاص بهن، بل وجعله وسط السوق التراثية، ليغدو قِبلة السوق وبوصلة الزائر إليه، وليرى الكثير من الأدوات المنزلية، والأثواب وتزيينها، تُعمل بالطرق الأولى التي اعتادت أمهاتنا العمل بها.

بعض هذه الحرف التي ما زالت بعض النسوة يمارسنها، بل ويعلمنها لبناتهن حفاظاً عليها من الاندثار وسط هذا التطور الصناعي الحاصل، إذ قالت المشاركات بهذه الحرف: “اعتمد ابن الإمارات على بيئته التي يعيش فيها مستفيداً من المواد الأولية الموجودة، وقادراً على تحويل هذه المواد للأشكال التي تناسبه، معتمداً على حاجاته الأساسية، وفكره وآلاته البسيطة، فكان يقوم باستخدام كل ما يتاح له في سبيل تسهيل أمور الحياة”.
إن استمرار ممارسة الحرف اليدوية التقليدية يمنع زوالها، وما تعمله المشاركات بالمساحات المخصصة لهن، يُعرف الجيل الجديد، إن التاريخ ليس حجر فقط، وإنما مهنة وموهبة حباها الله للإنسان، ليتقن الحياة ويبتكر كل ما يمكنه أن يسهل حياته، في ظل الظروف المعيشية التي كانت يحياها.
تتملس أمنة علي جسام من جزيرة دلما سعف النخيل في أيديها، وطوعتها لتصبح ألين من العجين، لتصنع السفرة التي كان سكان الجزيرة يأكلون عليها، وتشير بأصابعها إلى السدو الذي صنعته وكان غطاء الطعام للخضار وفاكهة، ليمنع عنها الجفاف أو العفن.
هي أدوات بسيطة، لكن ما تغزله أيدي النساء يجعل من ” تلّي بوادل” أو ” تلّي بتول”، أشرطة مزركشة بخيوط ملونة أبيض وأحمر، وخيوط فضيّة متداخلة، تزيين الأثواب الإماراتية التراثية،، كما تستخدم (الكوجة) في عمل التلّي، للتطريز، الكوجة قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس، وبهما حلقتان على إحدى القواعد لتثبيت وسادة دائرية تلف عليها خيوط الذهب والفضة للقيام بعملية التطريز.
أما سكينة علي صقر من جزيرة دلما فتحاول نقل هذه الحرفة إلى بناتها، فترى أن الاستمرارية، ليس للربح، وإنما لحفظ التراث، ولحمايته من الإهمال والاندثار، فالمهرجان أعطى للمشتركات فرصة لتسويق منتجاتنا وبيعها، إذ يرغب الجميع في الحصول على هدايا تذكارية لعائلته وأصدقائه وأحياناً كثيرة لمنزله، وبذلك حافظ المهرجان على استمرارية هذه الحرف.
وتابعت القول: نعمل من خلال هذا المهرجان؛ وكافة فعالياتنا ومهرجاناتنا التراثية، على إعادة إظهار هذه الحرف وحمايتها وجعلها في أولوية اهتماماتنا، لِما تجسده في نفوس الإماراتيين بخاصة، فعديد العائلات الإماراتية ارتبط اسمها ببعض هذه الحرف التقليدية.
بهزة رأس وحسرة، أشارت عائشة إبراهيم جمعة من جزيرة دلما إلى أن الحرف اليدوية التقليدية تعاني تحديات كبيرة تواجهها وتعيق مسيرتها في ظل التطور الصناعي السريع للمنتجات المصنعة آلياً والمنفتحة على العالم، كما أن معظم الحرف اليدوية خصوصاً حرفة الخياطة والتطريز قاربت على الاندثار في ظل انتعاش الأسواق بمحال الخياطة والتطريز الآلي.

مهرجان دلما .. عندما يضحك الأطفال تبتسم الملائكة
لم تكد النغمات الأولى من موسيقا المسرح تصل الآذان، إلا وكانت وجوه وأجساد الأطفال تتجه إليها، فالموسيقى تجذبهم، كما جوائز كثيرة تنتظرهم.
للأطفال سحرهم الخاص، فرغم شغبهم المستمر، وضحاكاتم الصاخبة، إلا أنهم خَلقوا جواً من الألفة في مهرجان سباق دلما الثالث 2019، وصنعوا الفرح مع قهقاتهم وحركاتهم.
فالأطفال، في المهرجان، أرادوا إطالة أيامه، كما ترى ميثا 10 أعوام، فالعيد بالنسبة لهم يبدأ حينما يصعد المذيع على المسرح، ويبدأ بتوزيع الجوائز، “وليت المهرجان أطول من ذلك”.
فيما البهجة، حسب عفراء 9 أعوام، تبدأ عندما تمزج أصابعها ألواناً صارخة ولوحاتٍ ساخرة على أرض المهرجان، في قرية الطفل.
الأطفال في مهرجان سباق دلما الثالث 2019 استمتعوا بالتراث وشربوا التاريخ ولعبوا بأدواتٍ لعب بها الأجداد، لا غريب بين إيديهم، فمن يفهم الأطفال، يعيش ليفرحهم، وهو ما تفعله لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، بأن تحول الرمال بين أيديهم إلى لوحات طفولية، والألوان رسمات وابتسامات، والجوائز إلى هداية صغيرة لتبقى تذكارات وذكريات في ذاكرتهم.
يوسف 13 عام، يعرف أن المهرجان أيام معدودات، لكنه يعيش ساعات الفرح القليلة فيه، وكأنها لا تنتهي، فهو “وايد جميل”.
أما نهيان 12 عام، فيقف متصلباً أمام خشبة المسرح، بتحدي رجولي، يؤكد أن الجائزة التالية له، فعقدة الجبين التي ربطها فوق عينيه، تشير إلى إصراره وحبه للفوز، “نحن عيال زايد، لازم نفوز” تلك العبارة أنهى بها كلامه، قبل صعوده للمسرح وفوزه بالجائزة.

أفراح دلما.. عيالة وآهال وحناء وذبائح وحفل لثلاثة أيام
يتذكر يوسف الحمادي أن الناس زمان كانوا يعرفون بعضهم جيداً من عيشهم معاً في البحر، عكس أهل البر تماماً، وفي الأعراس كانت “الحريم” تساعدن بعضهن، ويتبرع الشباب بإحضار ما تجود به أنفسهم مساعدة لأهل العروسين في لمحة تكاتف وتعاون كبيرة.
ويضيف الحمادي أن بعضهم كان يتطوع باحضار كراتين ماء و”عيش” أرز، ومؤونه تكفي لتعبئة البيت بالكامل، كانت التكلفة بسيطة والكل يشارك فيها، أما الآن فالأفراح تقام في الفنادق وتتكلف مصاريف كثيرة، ويطال الغلاء والديون العروسين.
زمان – بحسب الحمادي- “كنا نساعد في شراء وإعداد الذبائح “ونسوي” أكل لثلاثة أيام، اليوم في الفندق نصف ساعة، زمان كان الأكل من كل بيت، الكل يشارك في الطعام والأمنيات بحياة سعيدة، والفائض من الطعام يوزع على البيوت والجيران، من عيش وسكر وطحين ولقيمات.
ويلفت إلى أن طقوس الحناء الجميلة أصبحت لا تمارس اليوم، مؤكداً أن زمان كان فيه بركة في المعيشة بفضل تقارب وتكاتف الناس وبساطتهم.
ويقارن يوسف بين الشبكة “الذهب” زمان والآن “زمان كانت الشبكة تشتريها أم العروس بعد أن يعطيها العريس 10 آلاف أو 20 ألف درهم وينتقون الشبكة مع الأقارب، أما الحين فالشبكة لا تقل تكلفتها عن 150 أو 200 درهم”.
ويضيف: زمان العرس أسبوع بأكمله، والتكاليف قليلة ولكنها تسعد الجميع، وتجعل الفرح يعم كل أرجاء الفريج أو المنطقة، أما الآن فحفل الزفاف يستمر فقط من الساعة السابعة إلى الثانية عشرة في منتصف الليل، أي خمس ساعات فقط ويذهب كل واحد لحاله.
من جانبه، يوضح عارف ابراهيم الصالحي أنه عند إعلان العرس أو الارتباط كان الناس يتجمعون بالطبل يقرعونه ويغنون ويسيرون من مكان لآخر حتى يعرف الجميع أن هناك عرساً، وتستمر الطبول من العصر وحتى بعد صلاة العشاء وكانوا يسمونها فن العيالة البحرية.
وبحسب الصالحي، كان الأهالي لا يكتفون بذلك فيغنون الآهال، ويتفنن الأهالي بترديد مقاماتها التي تتراوح بين 30 و40 مقاماً ويستمر الغناء والشدو من بعد صلاة العشاء وحتى الفجر لمدد قد تصل إلى أربعة أيام متواصلة.
فيما يشير عبد الحميد جاسم الحمادي إلى أن الإعلان عن العرس يتم بعدة طرق، إذ تدور مجموعة على البيوت، بينما تذهب مجموعة أخرى إلى المساجد، يعلمون الناس بعد صلاتي العصر والعشاء.
وفيما يتعلق بالوليمة الرئيسة، فكان الإهالي يتكفلون بها ويحضرون العصائر والذبائح، ويساعدون العروسان بهدايا ومنح عينية ومادية، وعادة يكون موسم الأعراس بداية من شهر أكتوبر للهروب من حرارة الصيف، وكان لا يوجد خيم لذلك كان الأهالي يفرشون في المجالس.
أما الآن – بحسب الحمادي- فالأفراح تقام في صالة الأعراس، ويفضل أكثر الأهالي أن يعرسون في أبوظبي.
الفرح أو العرس زمان كان يبدأ من الأربعاء إلى ليلة الجمعة، ويقام الفرح في بيت العريس، ولكن الحريم معزولين عن الرجال، وكان أمام المسجد هو الذي يعقد القران، أما الآن فيقوم بهذه المهمة المأذون.
ويشير إلى أن ليلة الحناء كانت تقام قبل العرس بيومين، والعرس يقتصر على ليلة الحناء والزفاف، أما الآن فهناك حفل للخطوبة وحفل للملكة أو عقد القران وحفل للحناء وحفل للدخلة أو الزفاف.
ومن وجهة نظر الحمادي فإن الأفراح زمان كانت أفضل والتكلفة أقل، زمان كان الفرح لا يكلف 50 ألف درهم، والمهر مابين 10آلاف و20 ألف درهم، أما الآن فأقل عرس يتكلف 500 ألف جنيه.
ويضيف “كان الأهالي زمان يقيمون أعراس الأشقاء أو أولاد العم في يوم واحد مراعاة للتكاليف، والآن بفضل دعم الشيوخ أصبح هناك أعراساً جماعية”.
وبالنسبة للأعياد، يؤكد عبد الحميد الحمادي أن المجتمع في دلما مازال متمسكاً بعاداته ومنها زيارة الأهل والجيران بعد صلاة العيد وتبدأ المسيرة من البيت الأقرب إلى المسجد، مروراً بكل البيوت، ومازالت تلك العادات موجودة “نسير بالسيارات وممكن أن نمدد الزيارات للعصر أو اليوم الثاني،ولكن الزيارات كانت زمان ثلاثة أيام أما الآن فتستمر ليوم واحد فقط بسبب الأعمال والمشاغل، ولكن الأبناء مازالوا محافظين على التقاليد التي نحرص على أن نغرسها في نفوسهم.
العيالة والرزيف تنشر البهجة وتجذب الجمهور في مهرجان دلما
على إيقاعات وأنغام وحركات العيالة البحرية وشدو الرزيف يعيش ضيوف مهرجان ليوا التراثي ساعات من المتعة والرقي متابعين ومنبهرين ومتفاعلين مع أعضاء الفرقة الفنون الشعبية التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي.
وتقدم الفرقة فنون العيالة البحرية والبرية والحربية والهبان وفن الليوا، ويشير سلطان خلفان حليس رئيس الفرقة إلى أن العيالة البحرية تختلف عن العيالة البرية في الكلمات بحسب اختلاف البيئة، ويكمن الاختلاف في طريقة الرزيف ومسك العصا، منوهاً بأن العيالة البرية يقصد بها عيالة العين.
ويقول حليس إن الفرقة تقدم أيضاً فن النوبان ولكنها لم تقدمها في الدورة الحالية للمهرجان.
ويعرب الفنان الإماراتي عن سعادته بالإقبال الهائل الذي يحظى به المهرجان في الدورة الحالية، والذي يفوق العام الماضي، مضيفاً إنها أكبر مشاركة وأكبر عدد من الزوار وأكبر تفاعل، ما يسعد الجميع ويزيد من تفاعل أعضاء الفرقة وتفانيهم في أداء فنونهم.
ويؤكد حليس على ضرورة تعليم الأجيال الجديدة فنون التراث للتمسك بالجذور والحرص على الهوية وترسيخ الانتماء والولاء، مناشداً الجهات المسؤولة إعداد برامج لتعليم النشء الفنون الشعبية حتى لا تندثر.
وذكر أنه عمل مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة على إعداد مسابقة “ورشة الأجيال” لجمعيات الفنون الشعبية في أنحاء الدولة من أبوظبي والفجيرة، وكان هناك اجتهاد وحرص على تعليم الشباب الحرف اليدوية والفنون التراثية، ولكن كل هذا توقف في السنة الماضية ولا يعرف السبب، متمنياً عودتها لأن المشروع كان ناجحاً بكل المقاييس.
ويناشد حليس الجهات المسؤولة بتنظيم مهرجان على مستوى الدولة للفنون الشعبية، استثماراً للتفاعل الكبير من جانب الزوار والأجانب الذين يبهرهم التراث الإماراتي ويحرصون على مشاهدته ومعرفة جوهره وجذوره.
ويؤكد أن الإعلام عليه دور كبير في تعريف الناس بالفنون الشعبية والحفاظ على التراث والفلكلور
وأوضح أن الفرقة تمارس العمل بحب وهواية لأن أعضاءها البالغ عددهم 25 فناناً موظفين في جهات مختلفة ويحصلون على إجازات للمشاركة في المهرجانات والأحداث الوطنية والتراثية، وبحسب قوله” التراث مغروس فينا”.
وأضاف أنه يمارس الفنون الشعبية منذ عام 1983، وتعلمها في جمعية أم القيوين للفنون الشعبية، منوهاً بأن هناك فرقاً للفنون الشعبية في إمارات الدولة كافة، وعلى سبيل المثال يوجد في رأس الخيمة الفنون البحرية وعندهم فرق الحبوس والشحوح، وفي الفجيرة ودبا الفجيرة هناك فن الدان والفنون البحرية ولكل فن طريقته وممارسيه ويختلف ذلك بتعدد البيئات البرية والبحرية.
وفيما يتعلق بالمشاركات الدولية، يذكر أن الفرقة شاركت في مهرجان قيرغيزستان والمغرب الذي تتواجد فيه على مدار ثماني سنوات، كما تحرص فرقة أم القيوين للفنون الشعبية على المشاركة في المحافل والمهرجانات التراثية والوطنية في الدولة.
ويتذكر أنه شارك في مهرجانات بالسعودية وخاصة مهرجان الجنادرية، ويحرص على التواجد في مهرجان “الموروث” السنوي في الكويت، ويتذكر أن المسؤولين هناك على أعلى مستوى كانوا يشاهدون عروض الفرقة ويبدون إعجابهم بها.
من جانب آخر ، يشير رئيس الفرقة إلى أن الفنون الشعبية في الإمارات راسخة ثابتة، مضيفاً إن فن الحربية تطور ودخل عليه الموسيقى والعود.
ويقول حليس إن فن العيالة يقدم عادة في الأفراح في كل مناطق الدولة، مشيراً إلى أن العيالة البحرية تقدم في الأعراس بدءاً من العصر وحتى بعد صلاة العشاء وكان الأهالي يشاركون فيها من دون مقابل إكراماً لأهل العروسين، فيتجمع الشياب ويبدأون في نشر البهجة والمتعة بين الأهالي والجيران.
أما فن الآهال فموعده بعد صلاة العشاء، حيث يتفنن الشواب بالترنم بالمقامات التي يفوق عددها الثلاثين مقاماً، ويظلون متجمعين حتى الفجر.
وأشار إلى أن فن العيالة يستخدم فيه طبلة “دبل الرأس الكبير” ومعها 3 طبول أخرى نطلق عليها ” التخامير”، وتستخدم أيضاً الطاسات مع الدفوف “الأصماع” أو الطار.
فن الليوا متأثر بأفريقيا، وتستخدم فيه الطبول الأفريقية، وينطبق نفس الأمر على فن النوبان.
وبالنسبة للعيالة البرية في الإمارات فهي قريبة من الفنون الشعبية السعودية، إذ يتشابه الرزيف والطريقة، كما أن كلمات الفنون البحرية أغلبها من السعودية وبالتحديد فهي كلمات نجدية.
انتهى،،