المملكة المتحدة تدشِّن أسبوع المناخ بمدينة نيويورك بسلسلة من الالتزامات المناخية الطموحة

المملكة المتحدة تدشِّن أسبوع المناخ بمدينة نيويورك بسلسلة من الالتزامات المناخية الطموحة
• انضمام 22 منطقة، و452 مدينة، و1,128 شركة، و549 جامعة، و45 من أكبر المستثمرين إلى حملة “السباق إلى الصفر” (Race to Zero)، وهي الحملة العالمية الهادفة للوصول إلى عالم خالٍ من الكربون، والتي تشارك فيها أيضاً مؤسستا فيسبوك وفورد.
• الحكومة البريطانية تؤسس مجلس قمة العمل المناخي 26 المعني بانتقال الطاقة، والذي سيجمع القيادات السياسية والمالية والفنية في قطاع الطاقة العالمي، لتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة
• استثمار 50 مليون جنيه إسترليني من تمويل الحكومة البريطانية في برنامج جديد لابتكار الطاقة النظيفة، والذي يهدف إلى دعم التكنولوجيا النظيفة المبتكرة في البلدان النامية
(بغداد – آشور).. أعلن رئيس قمة العمل المناخي 26، وزير الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية، ألوك شارما، عن سلسلة من الالتزامات المناخية الجديدة عند انطلاق أسبوع المناخ بمدينة نيويورك يوم الإثنين (21 سبتمبر)، والذي يتزامن انعقاده مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقد أكد الوزير شارما بأن شركات كبرى جديدة قد انضمت إلى حملة السباق إلى الصفر لتسريع الالتزامات بتحقيق صفر الكربون التي قطعتها على نفسها كلٌ من الشركات والمدن والمناطق والمستثمرين، بما في ذلك شركة فورد، التي كانت أول شركة أمريكية لصناعة السيارات تنضم إلى الحملة؛ وشركة لافارج هولسيم LafargeHolcim، أكبر شركة إسمنت في العالم؛ وشركة التواصل الاجتماعي العالمية فيسبوك. ويتضح من قرار هذه الجهات حجم الزخم الواضح وراء التحول نحو الاقتصاد الخالي من الكربون.
كما تحدث السيد شارما في اجتماع خاص يوم الاثنين، إلى جانب قادة يمثلون حكومات ومنظمات دولية وشركات الطاقة، حول التعاون في مجال الطاقة النظيفة خلال العقد المقبل.
وقد أعلن السيد شارما تأسيس “مجلس قمة العمل المناخي 26 المعني بانتقال الطاقة” بُغية حشد جهود قيادات السياسة والتمويل والتكنولوجيا في قطاع الطاقة لتسريع الانتقال من الفحم إلى مصادر الطاقة المتجددة في البلدان النامية.
سوف تترأس المملكة المتحدة المجلس جنباً إلى جنب مع الرئيس المشارك داميلولا أوغونبيي، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالطاقة المستدامة للجميع. وسيعمل الأعضاء معاً في دفع التحول إلى الطاقة الخضراء قبل قمة العمل المناخي 26.
ويتزامن تأسيس المجلس مع إعلان الحكومة البريطانية عن استثمار بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني في برنامج جديد لابتكار الطاقة النظيفة في إطار التمويل البريطاني الدولي لمشاريع المناخ.
من شأن هذا التمويل أن يساعد البلدان النامية في الحصول على تقنيات الطاقة النظيفة المبتكرة بشكل أسرع لتعزيز النمو النظيف، مع التركيز على قطاعات رئيسية مثل الصناعة والتبريد والطاقة الذكية والتخزين.
قال ألوك شارما، رئيس قمة العمل المناخي 26، وزير الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية:
“يؤثر تغير المناخ على كل فرد منا، ولكل واحد منا دورٌ يقوم به لمناصرة العمل المناخي قبل انعقاد قمة العمل المناخي 26.
“من خلال المجلس المعني بانتقال الطاقة، والتزامات المملكة المتحدة الطموحة بتمويل مشاريع المناخ، آمل أن أقود مسيرة الانتقال إلى طاقات أنظف، وإنني لأحثّ جميع الشركات والمدن والمناطق على الانضمام إلى تحالف السباق إلى الصفر.”
وقالت داميلولا أوغونبيي، الرئيس التنفيذي والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للطاقة المستدامة للجميع:
“لا يمكننا الوفاء بوعد اتفاقية باريس أو الهدف 7 من أهداف التنمية المستدامة – أي توفير طاقة حديثة ومستمرة ومستدامة وبأسعار معقولة للجميع – بدون الانتقال إلى الطاقة النظيفة دون استثناء أحد. فاليوم، هناك ما يناهز 800 مليون شخص في العالم يعيشون دون كهرباء، ومن واجبنا سدّ هذه الثغرات بحلولٍ متجددة وفعالة وميسورة التكلفة.
“سيلعب مجلس قمة العمل المناخي 26 المعني بانتقال الطاقة دوراً رائداً في دعم تخلي بلدان كثيرة عن استعمال الوقود الأحفوري وإطلاق العنان لانتقال ناجح ومزدهر ومنصف إلى طاقة نظيفة فيما تتعافي بشكل أفضل من الوباء العالمي. وسيسبق قمة العمل المناخي 26، حوار الأمم المتحدة رفيع المستوى حول الطاقة بهدف دعم هذه الرؤية، بما في ذلك من خلال اتفاقيات الطاقة والشراكات متعددة الأطراف التي تهدف إلى تسريع وتحقيق التحول العالمي للطاقة.”
كما قالت باتريشيا إسبينوزا، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ:
“لقد التزم المشاركون في حملة السباق إلى الصفر ببناء ذلك المستقبل وبتحقيق أهداف محددة، وسوف يكونون مسؤولين عن الوفاء بتلك الوعود. العالم لا يحتمل أن نخذله. ولا يمكن لهذه الحملة أن تتحوّل إلى عذر يتيح للدول تأجيل العمل حتى موعد لاحق. بل الأمر هنا يتعلق بالحاجة إلى المزيد من الطموح المناخي والعمل المناخي الآن – في عام 2020.”
حان الوقت الآن لتسريع الانتقال إلى مصادر طاقة أكثر نظافة
إننا نعيش لحظات حرجة بالنسبة لمستقبل كوكبنا. حيث درجات الحرارة ترتفع، والعواصف تشتد، والمحاصيل لا تُنتج في جميع أنحاء العالم.
وخلال فترة 14 شهراً التي تسبق انعقاد قمة الأمم المتحدة المقبلة للعمل المناخي 26، يتوجب علينا أن نرفع سقف الطموح في العمل المناخي في أنحاء العالم لحماية كوكبنا.
إذ يعد تسريع الانتقال للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة جزءاً أساسياً في هذه المعضلة. ففي الوقت الحالي، وعلى الرغم من الانخفاض السريع في تكلفة مصادر الطاقة المتجددة لتصبح رخيصة مقارنة بتكلفة الفحم والغاز في معظم البلدان، إلا أن أكثر من 50 دولة لا تزال تخطط لإنشاء محطات جديدة تعمل بالفحم. ووفقاً لكل من وكالة الطاقة الدولية والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، تحقيق أهداف اتفاقية باريس يتطلب أن تكون عملية الانتقال العالمي إلى مصادر الطاقة النظيفة أسرع بأربع إلى ست مرات من الوقت الحالي. وبحسب مركز الأبحاث Carbon Tracker، فإن التخلي عن الفحم يتطلب أن يزداد ثلاثة أضعاف، بحيث يتم الاستغناء عن وحدة فحم يومياً حتى عام 2040.
سوف تحشد المملكة المتحدة الدول وبنوك التنمية والمستثمرين وقطاع الطاقة والمجتمع المدني معاً لضمان أن يتمكن كل بلد من الحصول على الاستثمار والمساعدة من أجل توسيع نطاق الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بسرعة أكبر لكي نستطيع التخلص تدريجيا من استخدام الفحم على الصعيد العالمي.
إلا أنّه غالباً ما تواجه الدول النامية عقبات في توسيع قدراتها للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مثل ارتفاع تكاليف رأس المال، وصعوبة الحصول على التمويل، بالإضافة إلى عدم توفر الدعم في الجوانب الفنية للانتقال إلى الطاقة النظيفة.
ولهذا السبب، وجنباً إلى جنب مع قيادات السياسة والتمويل والتكنولوجيا في قطاع الطاقة العالمي، أسسنا مجلس قمة العمل المناخي 26 المعني بانتقال الطاقة. ورئيس قمة العمل المناخي 26 البريطاني، ألوك شارما، سوف يرأس هذا المجلس إلى جانب الرئيس المشارك داميلولا أوغونبيي، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالطاقة المستدامة. سيسخر المجلس الصلاحية متعددة الأطراف للدعوة إلى الاجتماعات وخبرات قطاع الطاقة لإيجاد حلول بشكل أسرع، وذلك لدفع عملية الانتقال إلى الطاقة النظيفة في البلدان النامية.
بالإضافة إلى ذلك، تخصص المملكة المتحدة 50 مليون جنيه إسترليني من الاستثمار الدولي من أجل تمويل برنامج جديد لابتكار الطاقة النظيفة. فمن شأن هذا التمويل أن يعمل على تسريع تقنيات الطاقة النظيفة المبتكرة، مثل تخزين الطاقة، في الدول النامية.
إن تسريع الانتقال إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة ليس مفيداً للبيئة فحسب، بل إنه مفيد أيضاً للوظائف والنمو. فقد انخفضت تكاليف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بنسبة 13% في عام 2018 – وقريباً سيكون من الأرخص في جميع الدول إنشاء محطات جديدة للطاقة المتجددة بدلاً من الاستمرار في تشغيل محطات الفحم الحالية. وكما أظهرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في وقت سابق من هذا العام، إن زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة من شأنه أن يرفع عدد الوظائف في القطاع إلى 42 مليوناً بحلول عام 2050، أي بمعدل أربعة أضعاف مما هو عليه اليوم.
إن الحجج المؤيدة للانتقال إلى الطاقة النظيفة واضحة. فعند التوقف عن استخدام طاقة الفحم الملوثة وتسريع الانتقال إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، يمكننا تقليل الانبعاثات ودعم الانتعاش الاقتصادي الأخضر القادر على الصمود في وجه تغير المناخ. هذه نقطة تحوّل حاسمة لكوكبنا، وليس لدينا وقت نضيعه.