المرأة الجميلة ..وعشق الرجل ذي السبعين عاما!!

المرأة الجميلة ..وعشق الرجل ذي السبعين عاما!!
المرأة الجميلة ..وعشق الرجل ذي السبعين عاما!!
كتب: حامد شهاب
قصة يرددها زملاؤنا الأعزاء هذه الأيام، وهم يشعرون في دواخلهم بالزهو والإرتياح ، كان من بينهم زميلنا الدكتور صباح ناهي ، وكذلك المتخصص في الأكلات الثقيلة (التشريب والقوزي على التمن وكباب حجي حسين وباقلة حمادة) الحاج حارث محمد فرج ، وآخرهم زميلنا الذي سحرته جنينات حديثة من حدائقها الغناء ومائها الفراتي الأصيل محمد الحديثي ، وهم يتحدثون عن إمرأة جميلة قالت بحق الرجال ممن يبلغ منهم السبعين من العمر ما لم تقله إمرأة ، في وصف يرقى الى ذائقتها وجمالها وسحر بلاغتها ، وما تتمناه كل إمرأة في أن يكون الرجل بتلك المواصفات ، كي يبقى فارس أحلامها، وهو من يروي ضمأها ، وتحلم بأن تخضر مزارع دنياها ، حتى تبدو الطبيعة جنة خضراء.. ويشعر الرجال بالزهو والكبرياء ، وبخاصة إذا ما توفر لهم : (الماء والخضراء والوجه الحسن)!!
كما أن هناك سمات أصبحت نادرة عند كثير من العراقيات اللواتي أضنتهن مصاعب الحياة وقهرها اللعين ، حتى بدين وكأنهن قد أكل عليهن الدهر وشرب، للأسف الشديد،وقد غلب الأسى واللوعة محياهن ، بالرغم من انهم في دواخلهن يحملن من سمات الجمال والفضيلة وحسن المعشر والإصالة وخدمة الرجال، ماتقدمه إمرأة على كوكب الأرض!!
ومما روته تلك الإمرأة الجميلة ، التي كما قيل تجاوزت الستين من العمر عن سؤال وجه اليها : ما الذي يستحق المغامرة من أجله أيتها المرأة الجميلة في حياتك هذه ؟ فأجابت بالقول:
شيئان أغامر من أجلهما في حياتي : وطن آمن مستقر أعيش فيه بسلام .. و(هو غير موجود في العراق)ولم تقله هي..ورجل تجاوز السبعين عاماً من عمره.. فالرجل الذي يتجاوز السبعين من العمر كما تقول يستحق المغامرة من أجله..
تمعنوا جيدا في روعة وصفها وسحر بلاغتها: فالرجل بعد السبعين من وجهة نظرها : بحر رجولة عميق ، يجب الحذر من أمواجه إن لم تجيدوا السباحة..وهو أيضاً كالقصيدة العصماء لا يفهمها إلا المتذوقين للجمال وسحر لغته الخلاب .
وتضيف بعبارات كلها رقة وبلاغة : الرجل بعد السبعين عاما لا يقاس عمره بالسنين والأعوام، فهو مثل النبتة ..كلما أغدقت عليه بالحب والإهتمام، ازدادت رجولته..وهو مع براءته وصدق مشاعره يجمع كل مراحل العمر في سلة واحدة.. وهنا لاتقصد (السلة الغذائية) ، لأن معاناة العراقيين منها ، طوال حياتهم ، بلغت حدودا لاتطاق..فالرجل في السبعين كما تقول تلك الحسناء : مجنون حين يحب، وطفل حين يبكي، وناضج عند المواقف الصعبة..جميل كالسلام، قوي كالحرب، رقِيق كالخيال، عاقِل كالمنطِق، مجنون كالتارِيخ وعظيم كمقاتل يدافع عن أرضه، وهو ورد على ورد على ورد، وهو نبع من الحنان .. هِو رجل إغريقي الهوى، فرعوني العشق، بابلي الإحساس، شامِي الشعور، عربي الشهامة والغيرة، وإن إِبتسم وجد ألف كوكب يدور حوله..هذا الرجل يحب بصدق ويعشق بجنون. .إنه كل ما تتمناه أي إمرأة..!! وهنا يصهل صوت ام كلثوم حين تردد : القلب يعشق كل جميل..أو الحب كده !!
وجماعتنا من زملاء الإعلام القدامى فرحين كما يبدو بكهذا أوصاف ، وبخاصة ان من بينهم شعراء ورجال بلاغة وكتبوا روايات والفوا كتبا ومقالات ..وراحت شواربهم تتبلل بقطرات الندا وقلوبهم وقد أخضر زرعها ، وكأنهم يعيشون عصرهم الذهبي ، كما يحلو للكثيرين أن يوصفوا مرحلة الرجل في السبعين عاما ..وكما أشادت به تلك المرأة الجميلة..كما يدعون.. لكن بعضهم ، وهم قلة، متيقن انه كما يبدو قد طبق عليه (الحظر) وهو يعيش حالة حصار ، وكأنه يعيش (عقوبات دولية) قد ضيقت على حياته ، بعد إن وضع جسده في ثلاجة ، وأغلق على نفسه الباب ، على طريقة المثل الشعبي : (الباب اللي يجي منه الريح سده وإستريح) ، وكتب على ذكرياته وآماله وطموحاته: للحفظ فقط!!

وقد علقت شخصيا على هذه القصة بالقول :
إنها في الغالب ( دعاية إنتخابية مبكرة) ..فالرجل عندما يصل عمر السبعين ، يتوقع أن يقترب منه الرفيق الأعلى ويخطف عمره في زمن قصير، ولهذا يسارع في إظهار قوته وجبروته ، لكي يبرز قواه أمام المرأة ويظهر لها إنه في كامل طاقته ، ولهذا فهو يرضي غرورها ، ويداعب أحلامها وغرورها ، عندما يسقيها رحيقا طيب المذاق ..وهو يدرك أن الرفيق الأعلى قد يرسل اليه ملك الموت في أية لحظة ، لكي يردد معه شعار: لا الله الا الله محمد رسول الله .. وهناك يأتيه ناكر ونكير ويقدم لهما سيرته الشخصية ، وتروح أعضاءه تشهد عليه وتعترف بما إرتكبه منذ ان كان طفلا حتى آخر مقال كتبه او إمرأة لهث وراءها ، وهو يتلعثم لايدري من حرك كل تلك الأعضاء لتقص ما كل ما فعله بحياته وأمام رب السموات ، الذي يراقب المشهد عن كثب!!
وهناك يحلم الرجل بأنه اذا كانت أعماله صالحة فالحوريات بإنتظاره ، وجنات الخلد يسرح ويمرح فيها ويعيش سعادة حور العين، والكواعب أترابا، حين يتراقصن أمامه كالمها وغزلان الجزيرة ، ليشبعن نهمه مما يتمنى من رحيق تلك الجنات ومائها العذب الزلال، وقد يعيش مرحلة ( حريم السلطان) مع الجواري والفاتنات !!
أما إذا كانت بطاقته الموحدة غير معرفة وجواز سفره كان (باطلا) لاسمح الله فقد يذهب الى ما لايحمد عقباه، وهناك (قد يشبع قنادر عتيقة ) ، ويلقى به في نار جهنم ، ويحشر مع الظلمة والفاسدين ومرتكبي المعاصي ، ومن وكلوا أنفسهم ( بدلاء) عن رب السموات، ويدخل معهم جماعات السلاح المنفلت وقتلة البشر بلا ذنب إرتكبوه ، وآكلي السحت الحرام . وهو لايفيده هناك إن كان من الإطار أو التيار، أو جماعة الدهن الحر أو لبن أربيل أو كباب السليمانية.. ولا أمة عربية واحدة ..ولا وطن حر وشعب تعيس ..وهناك لاتوجد حكومات لكي يتم تشكيلها : فالله وحده هو الحاكم بأمره ، وليس له معاونين أو نواب، ولا يسمح بوجود رئيس وزراء أو رئيس جمهورية او رئيس برلمان ، وليس هناك ديمقراطية أو دكتاتورية .. فالله هو الواحد الأحد الذي يمارس جبروته وسلطانه..وهو يعلو ولا يعلى عليه .. لكن لديه ملائكة يقدمون له الولاء والطاعة .. وكل شخصيات الرئاسات الثلاث أو الأربع تتقدم في الحساب على بقية خلق الله ، ومآلهم ومصيرهم ( معروف) ، لأنهم هم المسؤولون عن رعية البشر، وفيما اذا كانوا مارسوا الظلم والاضطهاد والقمع على شعوبهم أو وفروا لهم حياة هانئة رغيدة العيش!!
هذا غيض من فيض مما سيؤول اليه مصير المتأخرين في العمر، كما قدمنا نماذج بسيطة مما ينتظر البشر في الآخرة، وما يواجههم (البعض) من أهوال، إذا كانوا ممن غضب الله عليهم، (والعياذ بالله) ، على شاكلة ما إرتكبه ساستنا من موبقات..كما إن بعض العراقيين الخارجين عن القانون والأخلاق والأعراف الموجبة وممن سلبوا ونهبوا وتعدوا على كرامات البشر ، قد يواجهون في (السيطرات) التي أعدت لهم ، مقولة : ( إطبك على صفحة) ..عندها يقول ياستار ..يارب سترك ..وهناك لاينفع مال ولا بنون..إلا من أتى الله بقلب سليم!!