العتبه جزاز

العتبه جزاز
العتبه جزاز
كتب: سعد محسن خليل
في بداية السبعينيات من القرن الماضي اتحفتنا المطربة المصرية ليلى نظمي باغنيتها الغريبة العجيبة وهي تتغندج وتنطق كلماتها وتقول ” العتبه جزاز والسلم نايلو في نايلو ” وبعد البحث والتقصي عن مفردات ومعاني هذه الكلمات اتضح انها ترمز الى جمال المرأة وحيويتها قبل الزواج وقيامها بغسل جسمها وازالة كل الزوائد حتى ليتبين للناظر لجسمها وكأنه اصبح كالزجاج من شدة الجمال ٠٠ والزجاج يدل على النعومة والصفاء ٠٠ وعلى الرغم من اني شعرت بالخجل وانا اتعرف على معنى هذه الاغنية الشعبية المصرية التي تتغنى بها كل النسوة لكني شعرت بالخجل ايضا وانا اقرأ معاني هذه الاغنية وقد تجسدت في خيالي افعال بعض الساسة العراقيين الذين يبدوان كلمات ومفردات هذه الاغنية قد استهوتهم وهم يستعدون للمشاركة في الانتخابات النيابية التي حتما ستكون حاسمه لتحديد مستقبل العراق بعد سلسلة النكبات التي حصلت منذ عام ٢٠٠٣
فالمرشح للفوز بهذه الانتخابات بدأ وقبل حلولها يغسل نفسه من ادران الماضي ويسعى الى دخول الحمام والاغتسال لتبدو صورته كالزجاج من شدة النظافة متناسيا ان الزجاج انواع ففيه المزجج وفيه العادي
وفيه الحصين المصمم ضد الرصاص لكن حتما افضلها الزجاج المظلل كونه يستر عورات الشخص داخل سيارته ” والعاقل يفتهم ٠٠ فيا اخوتي في الوطن والانسانية الزجاج لايحمي المغفلين لانه شفاف ومعرض للكسر

فكونوا سامحكم الله وغفر معاصيكم شفافين في تعاملكم مع الاحداث
واتركوا الركض وراء السراب والسباحة عكس التيار وتمثلوا بالقادة العظام في تصرفاتكم فتراثنا مليء بالاحداث التي تحمل عبر وملاحم في حب الوطن والدفاع عنه ومن القصص التي يفتخر بها كل عراقي ومازالت اصداها مسجلة ضمن وثائق العز والمجد لاولئك القادة العظام قصة الحوار الذي دار بين رئيس الوزراء في زمن النظام الملكي ياسين الهاشمي مع احد اعضاء مجلس النواب العراقي قائلا له ” انت رئيس وزراء العراق ولاتعرف تنطق اسم العراق صحيحا في اللغة العربية فانت تضم عين العراق ” ضمة على العين ” كلما نطقته والصحيح هو كسره ” فقال له الهاشمي ” انا اعرف ذلك الخطأ اللغوي لكني اتعمد ضم عين العراق لا كسرها لان العراق اعظم من ان تُكسر عينه …” بهذه المعاني النبيلة كان القادة يتغنون بحب العراق وليس باغنية ” العتبة جزاز والسلم نايلو في نايلو ” او رقصني يا ” كدع ” وعلى سبيل المستقبل الواعد ” زغردي يا انشراح “