الشباب.. الهدف والتمني

الشباب.. الهدف والتمني
الشباب الهدف والتمني .
د.خالد نعمة الجنابي
مما لاشك فيه أن الشباب يمثلون الأمل وطاقة البلد وحاضره ومستقبله ، وعليهم الاعتماد في إحداث التغيير والتطوير والازدهار ، و هم وسيلة النهوض بالتنمية. وللشباب قوة الارادة والحماسة ، فضلا عن أنهم يشكلون النسبة الأعلى في البلد فلكل ما تقدم نستطيع أن نقدر مدى حاجة المجتمع لهم لكن ما لاحظناه ولمسناه من خلال واقع الشباب أن كثيرا منهم لا يمتلك هدفا يسعى لتحقيقه وأنهم يعيشون حالة ضياع ؛ لأسباب كثيرة ومتداخلة ومتشعبة بعض منها ترتبط بذاتهم وأسرهم وتنشئتهم وتربيتهم ، وبعض اخر يتعلق بالدولة بمختلف مؤسساتها وعنوانيها ، وتشكل الأسباب المرتبطة بالدولة الجزء الأكبر .ومن الجدير بالذكر أن الإنسان الذي لا يمتلك هدفا يسعى لتحقيقه فهو يعيش في ضياع ؛ لإن الهدف للإنسان كملح الطعام فهو يجعل لحياته طعما وإثارة.لذا يجب على الشاب أن يضع لنفسه هدفا واقعيا يخطط لتحقيقه بشكل علمي مدروس على وفق مدد زمنية ويعمل جاهدا لتحقيقه بعد التوكل على الله وإمكاناته الذاتية ، وأن يترك الممارسات التي لا فائدة منها وتستنزف وقته وجهده وماله وتصرفه عن الانجاز الذي يخدمه وقد تسحبه تلك الممارسات للفشل والندم .كما أن السلطات في الدولة وبالأخص التشريعية والتنفيذية منها مسؤولة عن توجيه الشباب لوضع أهدافهم الخاصة من خلال توفير البيئة والفرص المناسبة لهم المتمثلة بالتربية والتعليم والعمل والبرامج والمبادرات التي تحثهم على التفكير والابداع بما ينميهم وينمي مجتمعهم . ومن المؤسف أن جل الشباب اليوم يهدر وقته بالانشغال باستخدام (الانترنت) على نحو غير مفيد ؛ مما أصبح يعرض أمنياته ومستقبله لمهب الريح.
في وقت نلاحظهم كثيرو التمني والتفكير بالسيارة الحديثة والبيت الفاره والزوجة الجميلة دونما سعي لتحقيق ذلك ، مع التسليم أن هذه التمنيات تشاطره بتحقيقها مؤسسات الدولة .
لكن إلى جانب ذلك وجدنا ما يبعث على ألأمل والتفاؤل ؛ وجود نخبة خيرة من شبابنا لديهم الإرادة الصلبة والعزيمة والهمة الكبيرة والثقافة الواعدة والمعرفة والأهداف الواضحة والواقعية التي خططوا لها ويسعون لتحقيقها تباعا ، ومثالا منهم العاملين في القطاع الخاص بأعمال معينة . لكن ما يقع على عاتق المؤسسات المعنية هو تشجيعهم وخلق فرص العمل المناسبة لبعضهم في القطاع العام أيضا الى جانب رعايتها لهم في القطاع الخاص ومكافحة المحسوبية والمنسوبية وانتشار الرشى ، وتوزيع الفرص بعدالة بينهم والاستفادة من كفاءاتهم وطاقاتهم الجبارة وخبراتهم المتطورة الواسعة واستغلالها بصورة صحيحة بما يحدث تغييرا واضحا وسريعا وينعكس على وضع البلد بالاتجاه الصحيح والتطور والتقدم الفاعل . وفي الختام ومن خلال قراءة متأنية لواقعنا الحالي أوجه الدعوة لشبابنا أن يضعوا أهدافا لحياتهم على وفق ما يريدون ، وأن يسعوا لتحقيقها اعتمادا على ذواتهم ولا يضيعوا سنوات من عمرهم الثمين ؛ انتظارا لفرص عمل توفرها الحكومة ؛ كون الاعتماد على الجانب الحكومي فقط أصبح – بكل صراحة – مضيعة للوقت نتيجة لواقع البلد الذي نعاني منه جميعا ولاحاجة بنا في هذه الزاوية أن نشخصه ؛ لأنه بات مشخصا ومعروفا للجميع .