الرئيس الأفغاني يغادر البلاد وطالبان على ابواب كابول

الرئيس الأفغاني يغادر البلاد وطالبان على ابواب كابول
(آشور- وكالات)..
غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني أفغانستان حيث حركة طالبان على وشك الإستيلاء على السلطة على ما أعلن نائب الرئيس السابق عبد الله عبد الله.
وقال عبد الله الذي يرئس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في مقطع مصور نشره عبر فيسبوك “الرئيس الأفغاني السابق غادر البلاد”.
ونقل موظفو السفارة الأميركية في كابول بشكل عاجل إلى مطار العاصمة الأفغانية حيث تم إرسال الآلاف من القوات الأميركية، وفق ما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن الأحد.
وصرح بلينكن لمحطة “إيه بي سي” التلفزيونية فيما وصلت طالبان إلى مداخل كابول “ننقل الرجال والنساء من سفارتنا إلى المطار. هذا هو سبب إرسال الرئيس (الأميركي جو بايدن) قوات مسلحة”.
وطلب الرئيس الأفغاني أشرف غني الأحد من قوات الأمن ضمان “سلامة جميع المواطنين” والحفاظ على النظام العام في كابول، في وقت بات مقاتلو طالبان على وشك الاستيلاء على السلطة في أفغانستان.
في ما يلي آخر التطورات في عمليات إجلاء الدبلوماسيين والرعايا الغربيين والمترجمين الأفغان من أفغانستان بينما تبدو كابول على وشك السقوط بيد حركة طالبان:
الولايات المتحدة
نقل موظفو السفارة الأميركية في كابول بشكل عاجل إلى مطار العاصمة الأفغانية حيث تم إرسال الآلاف من القوات الأميركية، وفق ما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن الأحد.
بريطانيا
أعلنت لندن إرسال نحو 600 جندي في الأيام المقبلة لإجلاء الرعايا البريطانيين من البلاد. وذكرت صحيفة صنداي تايمز نقلا عن مصادر حكومية أن المملكة المتحدة تنوي نقل سفيرها لوري بريستو وجميع موظفيها إلى خارج كابول خلال هذه العملية، من دون ابقاء وجود دبلوماسي في العاصمة الأفغانية.

ايطاليا
قررت إيطاليا إجلاء دبلوماسيها ورعاياها والمتعاونين معها من الأفغان بشكل عاجل من أفغانستان.
وأعلنت وزارة الدفاع الإيطالية أن أول طائرة عسكرية ستصل إلى كابول الأحد لبدء عملية الإجلاء “في مواجهة تدهور الأوضاع الأمنية في أفغانستان”. وقال وزير الدفاع لورنزو جويريني في البيان إنه قرر أيضا “تسريع نقل المتعاونين الأفغان إلى إيطاليا”.
كما سيتم إنشاء “جسر جوي تؤمنه رحلات جوية تجارية في 16 آب/أغسطس واعتبارا من اليوم التالي رحلات للقوات الجوية الإيطالية” لضمان “الإجلاء الإنساني لجميع الموظفين الأفغان في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية، باسرع ما يمكن”.
المانيا
أعلن وزير الخارجية الألماني في تغريدة على تويتر أن برلين نقلت الأحد موظفيها الدبلوماسيين في أفغانستان إلى مطار كابول قبل إجلائهم المقرر الاثنين بحسب مصدر في وزارة الدفاع الألمانية.
وعقد ماس الأحد اجتماعا طارئا لتنظيم عمليات إجلاء “موظفين ألمان وغيرهم من الأشخاص المعرضين للخطر”.
وقالت وزيرة الدفاع أنيغريت كرامب كارينباور السبت إن الجيش الألماني سيساعد في عمليات الإجلاء هذه، بينما ذكرت وزارة الدفاع أن عدد موظفي السفارة الذين ما زالوا موجودين في كابول أقل من مئة.
هولندا
قالت وزارة الخارجية الهولندية الأحد إن العاملين في السفارة في كابول تم إجلاؤهم الليلة الماضية ويعملون الآن من موقع قرب المطار في العاصمة الأفغانية.
وأعلنت هولندا الجمعة عن إعادة مترجمين أفغان يعملون أو عملوا معها. وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع لفرانس برس الاحد بانه ارسلت “طائرة عسكرية لاعادة الموظفين والمترجمين وعائلاتهم الى الوطن”.
وقال وزير الدفاع أنك بيليفيلد إن جميع المترجمين الفوريين “الموجودين على القائمة” سيكونون قادرين على التقدم بطلب للحصول على اللجوء في هولندا، حسبما أفادت قناة “إن أو إس” الحكومية.
فرنسا
قالت الرئاسة الفرنسية إن فرنسا “تبذل حاليا كل ما في وسعها لضمان أمن الفرنسيين” الذين ما زالوا في أفغانستان.
وقال الاليزيه لوكالة فرانس برس إن “الاولوية الفورية والمطلقة في الساعات المقبلة هي أمن الفرنسيين الذين تم استدعاؤهم لمغادرة افغانستان فضلا عن افراد القوات الفرنسية والافغانية”.
واضاف أن “هذه العمليات التي تشمل مئات الأشخاص نفذت في الأسابيع الأخيرة وما زالت مستمرة”، مشيرا إلى أن “فرنسا هي واحدة من الدول القليلة التي حافظت على الأرض على القدرة على حماية الأفغان الذين عملوا في الجيش الفرنسي وكذلك الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان والفنانين والشخصيات الأفغانية المهددة”.
كندا
أغلقت كندا موقتا سفارتها في كابول وأجلت الموظفين فيها في وقت بات مقاتلو حركة طالبان على مشارف العاصمة الأفغانية على ما أعلنت وزارة الخارجية الكندية الأحد.
وقالت السلطات الكندية في بيان “تقرر تعليق النشاطات الدبلوماسية في كابول موقتا” موضحة أن هذه النشاطات ستعاود عندما “يسمح الوضع بضمان الخدمات المناسبة والسلامة المؤاتية لموظفينا”.
روسيا
أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية لوكالة الأنباء انترفاكس الأحد أن موسكو لا تعتزم إخلاء سفارتها في كابول. وقال المسؤول زامير زابولوف “لا إجلاء مرتقبا”، مشيراً إلى أنه “على تواصل مباشر” مع السفير الروسي في كابول وأن المتعاونين معه يواصلون العمل “بهدوء” في السفارة.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن المسؤول تأكيده أن روسيا من الدول التي حصلت على ضمانات من جانب طالبان بشأن أمن سفاراتها. وقال “حصلنا على ضمانات منذ فترة”، مشيرا إلى أن “روسيا لم تكن (الدولة) الوحيدة التي حصلت عليها
وأعلنت وكالة أسوشيتد برس أن مفاوضي طالبان يتجهون إلى القصر الرئاسي تحضيرا “لنقل” السلطة، كما وعد وزير الداخلية الأفغاني بـ”انتقال سلمي للسلطة إلى حكومة انتقالية”
وأكد وزير الداخلية الأفغاني عبد الستار ميرزا كوال الأحد أن “انتقالاً سلمياً للسطة إلى حكومة انتقالية” سيجري في أفغانستان، حيث بات مقاتلو طالبان على وشك الاستيلاء الكامل على السلطة في البلاد.
وقالت وزارة الداخلية الأفغانية يوم الأحد إن حركة طالبان بدأت دخول العاصمة كابول من جميع الجهات.
وقال مسؤول أمريكي إن الأعضاء “الرئيسيين” في الفريق الأمريكي يباشرون عملهم من مطار كابول في حين ذكر مسؤول بحلف شمال الأطلسي أن عددا من موظفي الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى مكان أكثر أمنا في العاصمة.
وأشار قيادي بطالبان في الدوحة إلى أن الحركة أمرت مقاتليها بالإحجام عن العنف والسماح بالعبور الآمن لكل من يرغب في المغادرة وأنها تطلب من النساء التوجه إلى مناطق آمنة.
وباتت حركة طالبان الأحد على وشك الاستيلاء الكامل على السلطة في أفغانستان بعد هجوم خاطف باشرته في أيار/مايو، ولم يتبق أمامها سوى السيطرة على العاصمة كابول المعزولة والمحاصرة.
وسيطر المتمردون الأحد على مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان دون أن يواجهوا أي مقاومة، بعد ساعات من استيلائهم على مزار شريف، رابع أكبر مدينة أفغانية وكبرى مدن شمال البلاد.
وقال أحمد والي، وهو من سكّان جلال آباد، لوكالة فرانس برس “استيقظنا هذا الصباح (ووجدنا) أعلام طالبان البيضاء في كلّ أنحاء المدينة. إنّهم في المدينة. دخلوا من دون قتال”.
وتمكنت طالبان التي بدأت هجومها في أيار/مايو مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأميركية والأجنبية، من السيطرة خلال عشرة أيام فقط على غالبية البلاد ووصلت إلى مشارف كابول، وهي الآن محاصرة بالكامل.
لا يزال هناك عدد من المدن الصغيرة تحت سيطرة الحكومة، لكنها متفرقة ومعزولة عن العاصمة وليست لديها اهمية استراتيجية كبيرة.
وتبدو الهزيمة كاملة للقوات الأفغانية رغم إنفاق الولايات المتحدة مئات مليارات الدولارات عليها منذ عقدين، ولحكومة الرئيس أشرف غني.
وقال غني السبت إنّ “إعادة تعبئة قوّاتنا الأمنية والدفاعية على رأس أولوياتنا”. لكن رسالته لم تلق أي استجابة، ولا خيار أمامه سوى الاستسلام والاستقالة، أو مواصلة النضال لإنقاذ كابول لقاء التسبب بإراقة الدماء.
وأعلن بدء مشاورات قال إنها “تتقدّم سريعاً” داخل الحكومة مع المسؤولين السياسيين والشركاء الدوليين لإيجاد “حل سياسي يضمن توفير السلام والاستقرار للشعب الأفغاني”.
وأعلن القصر الجمهوري مساءً أنّ “الحكومة ستشكّل وفداً في وقت قريب، وسيكون جاهزاً للتفاوض”.
خوف وغضب
وإزاء انهيار الجيش الأفغاني، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن السبت رفع عديد القوات الأميركية المرسلة إلى مطار كابول للمشاركة في إجلاء طاقم السفارة ومدنيين أفغان تعاملوا مع الولايات المتحدة إلى خمسة آلاف عنصر.
ويقدر البنتاغون بحوالى 30 ألفا عدد الأشخاص الذين يتحتم إجلاؤهم بحلول 31 آب/أغسطس، مع انتهاء المهلة التي حددها بايدن لاستكمال الانسحاب من هذا البلد.
وحلّقت مروحيات ذهابا وإيابا في كابول السبت بين المطار الدولي والمجمع الدبلوماسي الأميركي في المنطقة الخضراء الخاضعة لإجراءات حماية مشددة.
وتلقى موظفو السفارة الأميركية أوامر بإتلاف أو إحراق الوثائق الحساسة والرموز التي يمكن أن تستخدمها طالبان “لأغراض دعائية”.
كذلك، أعلنت دول أوروبية هي بريطانيا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا والجمهورية التشيكية، الجمعة تقليص وجودها في أفغانستان إلى الحدّ الأدنى، وباشرت برامجا لنقل موظفيها الأفغان.
وحذر الرئيس الأميركي حركة طالبان من عرقلة هذه المهمة متوعدا بـ”رد عسكري أميركي سريع وقوي” إذا ما هاجمت مصالح أميركية.
لكنه دافع أيضا عن قراره إنهاء 20 عاما من الحرب، وهي الأطول للولايات المتحدة، والتي شنت في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 للإطاحة بنظام طالبان بسبب رفضه تسليم زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
وقال بايدن في بيان السبت إنّ “عاماً أو خمسة أعوام إضافية من الوجود العسكري الأميركي لن تُحدث أي فارق إذا كان الجيش الأفغاني غير قادر أو غير عازم على الدفاع عن بلده”.
وتابع “أنا رابع رئيس يتولى المنصب في ظل وجود قوات أميركية في أفغانستان”، مؤكدا “لن أورّث هذه الحرب إلى رئيس خامس”.
وفي حي التيماني وسط العاصمة، فتحت المتاجر أبوابها الأحد كالمعتاد. لكن كل الأحاديث كانت تدور حول تقدم طالبان، وسط مشاعر الخوف والارتباك بين الناس.
“القيم الإسلامية”
قال التاجر طارق نظامي (30 عاما) لوكالة فرانس برس “نحن نقدر عودة طالبان إلى أفغانستان، لكننا نأمل أن يفضي وصولهم إلى السلام وليس إلى حمام دم. إنني أتذكر الفظائع التي ارتكبتها طالبان، عندما كنت طفلاً صغيراً”.
وأوضح “آمل فقط أن تؤدي عودتهم إلى السلام، هذا كل ما أريده” مضيفاً “كما ترى، يفر الكثير من الأفغان من كابول كل يوم، وهذا يعني أن لديهم ذكريات سيئة عن طالبان، إنهم يهربون منها”.
شهدت أغلبية المصارف ازدحاماً، وسط تهافت الناس على سحب أموالهم قبل فوات الاوان.
يخشى كثير من الأفغان المعتادين على الحرية التي تمتعوا بها في السنوات العشرين الماضية، وخصوصا النساء، عودة طالبان إلى السلطة.
فعندما حكمت البلاد بين 1996 و2001 قبل أن يطردها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة من السلطة، فرضت طالبان رؤيتها المتطرفة للشريعة الإسلامية. فمنعت النساء من الخروج بدون محرم ومن العمل. كما منعت تعليم البنات وكانت النساء اللواتي يتّهمن بالزنا يتعرضن للجلد والرجم.
غير أن طالبان الحريصة اليوم على إظهار صورة أكثر اعتدالاً، تعهدت مرارا إذا عادت إلى السلطة باحترام حقوق الإنسان، خاصة حقوق المرأة، بما يتوافق مع “القيم الإسلامية”.
لكن في المناطق التي سيطروا عليها مؤخرا، اتهم عناصر طالبان بارتكاب العديد من الفظائع، من قتل مدنيين وقطع رؤوس وخطف مراهقات لتزويجهنّ بالقوة.
طالبان تريد انتقالا سلميا للسلطة في غضون أيام
في الأثناء قال متحدث باسم حركة طالبان إن الحركة تتوقع انتقالا سلميا للسلطة خلال الأيام القليلة المقبلة. وجاء ذلك بعد أن وصل مقاتلو الحركة إلى العاصمة كابول دون أن يواجهوا مقاومة تذكر. وأضاف المتحدث سهيل شاهين أن الحركة ستحمي حقوق المرأة وحريات وسائل الإعلام والعمال والدبلوماسيين. وتابع قائلا في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”: “نطمئن الناس خاصة في مدينة كابول على أن أملاكهم وأرواحهم في أمان”.
وأضاف “قيادتنا وجهت بأن تبقى القوات على أبواب كابول وعدم دخول المدينة… نريد نقلا سلميا للسلطة” مشيرا إلى أن الحركة تتوقع حدوث ذلك خلال أيام قليلة.
المصدر: يورونيوز