الدكتور حسنين معلة يهدي نسخة من كتاب مذكرات المرحوم الدكتور تحسين معلة الى الدكتور اياد علاوي

الدكتور حسنين معلة يهدي نسخة من كتاب مذكرات المرحوم الدكتور تحسين معلة الى الدكتور اياد علاوي

(بغداد- آشور) محمد الخالدي ..
اهدى رئيس الهيئة الادارية لنادي الصيد العراقي الدكتور حسنين معلة نسخة من كتاب مذكرات المرحوم الدكتور تحسين معلة الى رئيس الوزراء العراقي الاسبق الدكتور اياد علاوي ، عرفاناً منه بالعلاقة الحميمة التي كانت تجمعهم خلال ايام المعارضة ضد النظام الدكتاتوري آنذاك .
الدكتور اياد علاوي وصف بداية المعارضة بالقول :”كانت هناك اتصالات تجري بين العراقيين المهتمين بالشأن السياسي تتناول مستقبل العراق والأسس العلمية الصحيحة في التصدي للحكم الدكتاتوري” ويضيف علاوي :”كنت على اتصال مباشر مع الدكتور تحسين معله ، نتداول اهم الأسس في بناء جبهة للوقوف بوجه الدكتاتور.

وتنفرد “آشور الاخبارية” بنشر بعض السطور عن الحياة الشخصية التي عاشها المرحوم تحسين معلة (رحمه الله) :
ولد تحسين عباس عبد الحسين هادي معله في محلة (المشراك) بمدينة النجف الاشرف سنة 1931 اكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها ثم انتقل إلى مدينة بغداد لإكمال دراسة في الطب العام عام 1949، وفي عام 1955 انها دراسته بعدها غادر إلى انكلترا حيث حصل على دبلوم الأمراض المتوطنة .
بدأ عمله السياسي عام 1946 عندما كان طالب في الصف الثالث المتوسط متأثر بشقيقة الأكبر ثم حدث تطور كبير في حياته السياسية بعد مغادرته إلى بغداد حيث التقى الاساتذه العرب المحاضرين بالمدارس العراقية وتأثر بهم وهو لا يخفي تأثيره بـ(عبد القاسم كرد) التونسي الذي تبنى الأفكار القومية، ومن الواضح ان هذه الفترة هي من ادق المراحل التي عاشتها الحركة السياسية في العراق فقد شهدت تحالفات سياسية بين تيارات فكرية متباينة مثلت اقصى اليمين إلى اقصى اليسار ؟ بيد ان هذه التيارات المتحالفة سياسية هي في اقصى درجات اختلافها الفكر وبتالي تحول هذا الاختلاف الفكري إلى صراع سياسي لاحقا أوصل حزب البعث إلى السلطة عام 1963 بانقلاب دامي خلال هذه المرحلة؛بيد ان افكار قادة البعث وتوجهاتهم بدأت تتعارض بين اليسار واليمين فحدثت انشقاقات، وبدأت التيارات اليمينية المتطرفة تسوق البلاد إلى الهاوية .

ويبدوا ان تحسين فاضل معله فضل الابتعاد عن هذه الأجواء العاصفة . غير ان عجلة التغير وتلاحق الاحداث السياسية وتعاقبها السريع أطاحت بالبعث .
تحدث تحسين معله عن هذه المرحلة قائلا :”طالبنا بضرورة منح حرية التعبير للمواطنين وان يكون هناك عمل سياسي حر وان توحد جهود التيارات السياسية للعمل السياسي الحر بيد ان (حزب البعث) رفض كل ذلك وبدأ المعارضة تظهر رغم دموية نظام الحكم . وبدأ الخلاف يوضح بين نائب رئيس الجمهورية وبعض القادة البعثيين الذين كان منهم تحسين معله .
لقد وصل الخلاف بينه وبين نائب الرئيس حد دفعه للتفكير في مغادرة العراق حيث غادر إلى الكويت بعد عام 1976 بيد ان أجهزت المخابرات العراقية دبرت اول محاولة لقتلة الامر الذي دفعه للمغادرة إلى لندن وذلك عام 1978 وخلال تلك المرحلة بدأ عمله كمعارض للحكومة. وصف الدكتور اياد علاوي بداية المعارضة بالقول :”كانت هناك اتصالات تجري بين العراقيين المهتمين بالشأن السياسي تتناول مستقبل العراق والأسس العلمية الصحيحة في التصدي للحكم الدكتاتوري” ويضيف علاوي :”كنت على اتصال مباشر مع الدكتور تحسين معله ، نتداول اهم الأسس في بناء جبهة للوقوف بوجه الدكتاتور على ان قواعد العلاقة والاتفاق بيننا في وجهات النظر قديمة سبقت ذهابي إلى لندن قبل عام 1978″ والحديث لعلاوي .والحقيقة فأن هذه الاتصالات لا ترقى إلى تشكيل جبهة أو حزب معارض لصدام في تلك المرحلة اذا ما استثنينا الأحزاب الإسلامية .
وفي عام 1980 تعرضت زوجته إلى طعنات سكاكين ، وهي محاولة ثانية كانت في الأساس تستهدفه فقد ورد عن زوجته ان أشخاص سألوا عن الدكتور تحسين وبعد ان إجابتهم بعدم معرفتها بمكان تجوده تعرضت إلى طعنات ولم تشعر إلا وهي راقده في المستشفى .
في تلك الاجواء العاصفة وجد معله ان حياته معرضة للخطر وعليه ان يأخذ حذره وبتالي فهو مهدد كغيره من المعارضين .

استمر تحسين معله معارضا حتى عام 1991م بعد ان أدرك الغرب ان نظام صدام الذي صنعه يمثل حالة متخلفة في النظام السياسي الدولي لدولة مثل العراق وبتالي بدأ يوجه دعمه للمعارضة وبدأت اجهزة المخابرات الصدامية تتعرض للتضييق والمطاردة بعد ان كانت سابقاً تعمل بمنتهى الحرية وبدأ المعارضون يتنقلون بين دول العالم بل ان بعض الدول كالسعودية وسوريا ومصر وحتى الأردن بدأت تقدم دعمها للمعارضين الذين اخذوا يعقدون المؤتمرات والندوات ومنها مؤتمر بيروت ولندن ثم مؤتمر (صلاح الدين) الذي تحدث فيه تحسين معله مخاطبا المعارضين والأحزاب المشتركة فيه :”كفاكم مضيعه للوقت ، نحن بحاجة إلى العمل فالخطب والمواعظ لا تنفع الذي ينفع التخطيط والجدية والعمل والتطبيق” .. لقد شارك في مؤتمر صلاح الدين رغم مرضه العضال .
عاد إلى بغداد بعد نيسان 2004 بعد غياب دام ثمان وعشرون سنة بيد ان المرض دفعه للعودة إلى لندن للعلاج وقد تحدث والده احمد انه كان يتحدث عن أوضاع العراق والانتخابات وغير ذلك قبل ان يتوفى . لقد كان العراق هاجسه بعد ان غاب عنه (28) سنة ثم عاد الى غربته ليموت فيها .