التعامل مع الطفل خلال ازمة كورونا

التعامل مع الطفل خلال ازمة كورونا
التعامل مع الطفل خلال ازمة كورونا
كتبت: د زينة القرةغولي سفيرة الطفولة وناشطة في حقوق الاسرة والطفل
التعامل مع الطفل خلال ازمة الفقد والحزن مع الخسارات العائلية الناجمة بسبب فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”
أن الطفل يحتاج إلى الشعور بالحب والاهتمام من الابوين خلال الأوقات الاعتيادية و الصعبة وبالاخص الان مع ازمة كورونا والحجر الصحي والفقدان والحزن ، لذا يجب منحه المزيد من الوقت والاهتمام والتفهم.
تقول الدكتورة «ليسا دامور»، اخصائية نفسية للاطفال ومؤلفة للعديد من الكتب التي تخص الصحة النفسية : لابد التفريق بين شعور الخسارة والحزن فكلاهما تجربة نفسية صعبة تؤثر على البالغين والأطفال بشكل اكبر لكن الخسارة تشير الى فقدان أمور ممكن ان تعود مثل عدم العودة للمدارس بالوقت الحالي لكن ممكن ان تعود يوماً وترجع الحياة طبيعية لكن الحزن هو لامور لايمكن رجوعها كفقدان الاحباب ولابد ان يتم تقب حقيقة ان المتوفي لن يعود وهذا اصعب شعور يمكن التعامل معه خصوصاً للأطفال. والشعور ايضاً مختلف بالنسبة لاعمار الأطفال فشعور الأطفال دون سن الخامسة هو الحيرة وعدم الفهم للخسارة او موت الاحباب.
والأمر مختلف بالنسبة للأطفال للعمر بين 6–11 سنة. فهم يحتاجون ويطالبون بالتفسيرات وهم مستعدون للفهم لكن يحتاجون لاجابات واضحة من الابوين والاهل اما الفئة الأكبر من المراهقين فهؤلاء يحتاجون جهود مكثفة فالمشاعر تكون لديهم جياشة ويحتاجون للاحتواء والاحتضان والطمأنة.
كيفية التعامل مع ابناءك اثناء الجائحة وعند فقد الاحباب
كن متعاطفاً وصادقاً مع أطفالك من كل الأعمار، ولكن تأكد بصفة خاصة من الالتزام بالوضوح مع الأطفال الصغار. “يحتاج الأطفال دون سن الخامسة ويستحقون أن يحصلوا على تفسيرات واضحة جداً وبسيطة جداً. فليس بإمكاننا ان نخبر الطفل بان لدينا خبر مؤسف او فقدنا شخصاً لان الطفل لن يفهم ذلك بل كونوا صريحين باخبارهم مثلاً لدي خبر حزين فجدك قد توفى نتيجة اصابته بفايروس كورونا ولن نتمكن من رؤيته مجدداً. فالحزن والفقدان اصعب عندما لاتفهم معناه وسببه.
ويؤكد اطباء نفس الاطفال ان وجود مجموعة من الأعراض التي يمكن للآباء والأمهات أن يدركوا من خلالها وقوع أطفالهم تحت وطأة القلق والحزن والفقدان فبدل التوبيخ لابد ان يتفهموا الطفل ويخففوا عنه ومن بينها:
– أعراض مزاجية كأن يصبح الطفل أكثر عصبية أو أسرع استثارة أو أن يبكي بكاء غير مبرر أو يغلب عليه الحديث عن الخوف.
– نقص الانتباه وضعف التركيز وسهولة التشتت.
– تغيرات سلوكية واضحة كزيادة الحركة أو نقصانها، كثرة الجدال، انخفاض الرغبة في اللعب مع الأقران، وزيادة التعلق بالوالدين أو أحدهما.

– اضطرابات النوم
– سمات عُصابية مثل قضم الأظافر ومص الإبهام وغيرها.
الحل والعلاج: بحسب منظمة الصحة الدولية واليونسيف والباحثين في علم الاسرة والطفل توصلوا للنتائج الاتية:-
1- ان يلاحظوا ويتأكدوا من عدم إصابة الطفل بالكآبة والتي ممكن ان تكون دائمة او علامات حزن تاتي وتذهب بشكل متكرر فلابد من ان يستشيروا طبيب الاسرة او اخصائي مختص للصحة النفسية للأطفال.
2- -ان ينصت الآباء إلى الأطفال، والتحدث معهم بلطف، كما يجب أن تطمئنه دائماً ان الموضوع وقتي وسيرجع للمدرسة ويلتقي باصدقاءه. وان كان حزين على فقدان احد الاحباب يمكن طمأنته بان الفقيد في مكان اجمل وهو سعيد بنجاحنا واستمرارنا بالحياة.
3- ابقاء الطفل بتواصل مع اصدقاءه على مواقع التواصل الاجتماعي باوقات محددة وليس بوقت متاخر مع الرقابة لتجنب الابتزاز الالكتروني واستغلال الاطفال.
4- -وضع روتين يومي يشمل ذلك وقت الدراسة واللعب.
5- -تعليم الاطفال واعطاءهم معلومات واضحة وتذكيرهم بشكل مستمر عن كيفية الحدّ من خطر العدوى من تعقيم وتفادي الملامسة والمصافحة.
6- في حال اصابة الاطفال بفيروس كورونا ينبغي إبقاءهم بالقرب من والديهم وأسرتهم، وتجنب عزلهم عن القائمين على رعايتهم قدر الإمكان. وإذا وجب عزل الاطفال عن ذويهم، مثلاً عند إدخالهم إلى المستشفى، فاحرص على استمرار التواصل بينهم عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، وطمئنهم دائما
7- الحظر هو الوقت الامثل لممارسة الهوايات ودعم مواهب الطفل المختلفة من عزف ورسم وخياطة او رياضة.
8- التشجيع على مشاركة مشاعرهم. يمتلك كل طفل طريقة خاصة في التعبير عن مشاعره.
9- -توضيح دورهم في الحد من انتشار المرض. يمكن للأهالي مساعدة أطفالهم على إدراك دورهم في الحدّ من تفشّي الوباء من خلال غسل اليدين بشكل متكرر وتعقيم المنزل والحفاظ على مسافة آمنة عن الآخرين. فشعورهم بالإنجاز قد يمنحهم القوة خلال هذه الأوقات العصيبة.