البيت الثقافي الفيلي يستضيف الروائي حسن البحَّار

البيت الثقافي الفيلي يستضيف الروائي حسن البحَّار
(آشور)..استضاف البيت الثقافي الفيلي التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة الروائي حسن البحَّار للحديث عن “أدب الرحلات”.
وادارت الجلسة الكاتبة والباحثة زينب فخري واستهلت بالحديث عن سيرة الروائي والقاص حسن البحار، فهو خريج أكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية في البصرة، صدرت له مجموعة قصصية (الدردبيس) وروايات: (مرام) و(النوتي) و(بحر أزرق.. قمر أبيض).. فاز بجوائز عربية أدبية عديدة. والأديب سيبدع حتماً لو كتب عن مهنته فهو أعلم بتفاصيلها ودقائقها، وحسن البحَّار الذي أمضى شطراً طويلاً من حياته في البحر، وهو القادم من قلعة سكر من ذي قار بلا تجربة بحرية دشَّن مشهداً جديداً للساحة العراقية ألا وهو البحر. وسرد رواياته ونصوصه القصصية بتميز فريد فوقف نقاد عديدون ليتأملوا عمق تجربته البحرية، فروايته “النوتي” كتبت عنها الناقدة خديجة بشار السلالي، والدكتور خليل شكري، والناقد فاضل ثامر وآخرون يطيل المقام بذكرهم. واختتمت بالقول أنَّ الكتابة عن رحلة في البحر شيء ممتع للغاية لاسيما للبيئة العراقية المحرومة منه.. فما بالك إذا كان الكاتب نفسه بحاراً.. عاملاً على ظهر السفينة؟ فقد وجد أدب الرحلات في العراق مَنْ يكتب عنه، وتسمية البحر وجدت لها من يتناولها بحسٍ مرهفٍ وينال قصب السبق فيها، فتجربة الروائي والقاص حسن البحار من التجارب القليلة في الأدب العربي وليس العراقي فحسب.
ثمَّ شرع الروائي حسن البحّار بتعريف أدب الرحلات، قائلاً: إنَّ النقاد وجدوا صعوبة في تعريف هذا الجنس الأدبي، للتداخل بينها وبين أجناس سردية أخرى مجاورة، ومنها: السيرة والرواية؛ المشتركة جميعها في عنصر الحكي، ممَّا يؤدي إلى صعوبة القبض على تعريف يجمع في حدِّه الخصوصيات والتنويعات التي تميز النصوص الرحلية عن غيرها، لذا تعدّ كتابة الرحلة على مستوى معرفة التجنيس نوعاً أدبياً غير واضح الحدود. ويمكن القول: انَّه فنّ سردي يكاد ينافس الرواية من حيث طبيعتها الاستيعابية للظاهرة النَّصيّة، وتزيد الرحلة على ذلك بانفتاحها المنهجي ما يجعل منها جنساً أدبياً ضاماً أنماطاً خطابية متنوعة، الأمر الذي يجعلنا نصفه بأنَّه شكل مائع لا هوية فنية تميزه؛ لمرونته إلى حدِّ كبير إضافة إلى شدَّة تعقده واحتماله لأنماط وأساليب ومضامين كتابية تبعده عن البساطة الظاهرة لتجعل منه جنساً مركباً وشمولياً وجنس الأجناس. ويضيف “كتبتُ عن القلق والخوف والهواجس من المحيطات والخلجان التي أجوبها، وعن الأمل والشعور بالأمان عند الوقوف في المراسي والمرافئ وعن مشاهداتي ولقاءاتي بأناس من مختلف الأجناس والسحنات والمعتقدات والثقافات، وسردت مشاهد حقيقية من مديات الحبكة الكتابية ودلالات السرد الرحلوي عن البِحار والمراسي في مختلف بقاع العالم، تحت مسمى رحلة”.ويؤكد البحَّار أنَّ السفن التي تطفو على البحر تحتاج ملاحة وبحارة ماهرين للسيطرة عليه وعلى المشاعر والأحاسيس التي تتفجر في سفينة عائمة فوق بحر ومحيط بالإضافة إلى ثقل مسؤولية الركاب والبضائع، فتلك الحالة الإنسانية والحوار الذاتي معين لا ينضب للأديب للكتابة عنه بعمق وتفصيل كاتِّساع البحر.فالفضاءات البحرية الواسعة المفتوحة على عوالم الغرابة والمغامرة تجذب الأديب ليبوح بمكنونات نفسه، كما يقول القاص والروائي حسن علي البحار، ولها فعل عجيب في فتح عوالم الإبداع لقلمه ولخياله بل قد يستعير حتى ألوانه في سردياته كما حدث في رواية (بحر أزرق.. قمر أبيض).وفي ختام الجلسة كرمت مديرة البيت الثقافي الفيلي السيدة فخرية جاسم محمد الروائي حسن البحَّار بشهادة تقديرية.