الانفال … والابادة الجماعية

الانفال … والابادة الجماعية
الانفال … والابادة الجماعية
كتب : سردار سنجاري
في سنة ١٩٨٨ نفذت الحكومة العراقية التي كان يرأسها المقبور صدام حسين عملية إبادة في اقليم كوردستان سميت بعملية الأنفال الذي اشرف عليها المجرم المقبور علي حسن المجيد ابن عّم صدام حسين والذي لقب ( علي الكيمياوي) لاستخدامه الاسلحة الكيمياوية في العملية . تم دفن مايقارب ١٨٢٠٠٠ مائة واثنان وثمانون الف مواطن احياء من مختلف الاعمار حتى الرضع والأطفال والنساء وكبار السن لم يسلموا منها. وتم تدمير مايقارب ٤٠٠ قرية كوردية وحرق الاراضي الزراعية وتدميرها وتلويث المياه بمواد سامة وزرع عشرات الآلاف من الألغام في المنطقة . أرادوا للشعب الكوردي الفناء فافناهم الله وأخزاهم في الدنيا ولهم عذاب اليم في الآخرة واعز الكورد وجعل لهم اقليما امنا ينعمون بخيراته وبالرغم من كل ما تعرضنا اليه من ابشع وسائل الموت والاضطهاد والإجرام فاننا ننشد للسلام وندعوا الى التعايش السلمي وطي صفحات الماضي الأسود الأليم وفتح صفحة مشرقة اساسها العدل والمساواة وتقبل واحترام الاخر
بدأت عملية “الأنفال” في المدن الكردية في إقليم كردستان العراق بقرار مباشر من مجلس قيادة الثورة، والذي كان أعلى سلطة لإصدار القرارات في العراق في ظل نظام صدام حسين. أصدر المجلس القرار الرقم 160، في 29 مارس 1987، القاضي بتنصيب المجرم علي حسن المجيد حاكماً مطلقاً على المنطقة الشمالية من البلاد( كوردستان ) حتى يقوم بتنفيذ سياسة تدمير المناطق الكردية وقتل وتهجير المواطنين المقيمين فيها. وبموجب هذا القرار، بدأت عمليات الأنفال وكانت عبارة عن عمليات إبادة جماعية عن طريق نقل أعداد كبيرة من السكان كالأسرى إلى مناطق الحضر في محافظة الموصل ونقرة السلمان في السماوة ودفنهم وهم أحياء مع أفراد أسرهم في المقابر الجماعية، ما أدى إلى مقتل 182 ألف مواطن كردي وتدمير أربعة آلاف قرية وأربعة أقضية و30 ناحية. في 11 يناير 2007، وأثناء محاكمة المتهم الرئيسي في قضية الأنفال، علي حسن المجيد المعروف بـ”علي الكيمياوي”، وهو ابن عم صدام حسين، اعترف أمام المحكمة بأنه أصدر قرار ترحيل أهالي القرى الكردية الواقعة على الشريط الحدودي مع إيران وتركيا وقرى أخرى، وأضاف أنه أمر القوات بإعدام كل مَن يتجاهل أوامر الحكومة بمغادرة القرى خلال عملية عسكرية ضد الأكراد عام 1988 وأعطى تعليماته باعتبار هذه القرى مناطق محرّمة وأصدر أوامره للجنود باعتقال كل مَن يجدونه هناك. وتم تنفيذ حكم الإعدام بحق علي حسن المجيد في 25 يناير 2010.
كل من ساهم وشارك ونفذ تلك الجرائم البشعة بحق الشعب الكوردي نال جزائه العادل .
اخر المقابر الجماعية لتلك العملية البشعة اكتشفت منذ فترة في منطقة السماوة لعدد من العوائل الكوردية التي دفنوا احياء هم وابنائهم دون رحمة .. الرحمة لشهدائنا الابرار والخزي والعار لكل من شارك في تلك العملية الجبانة بحق شعب ناضل من اجل السلام والحرية والكرامة .

