اسمح لي اتغزل بالمانيا !

اسمح لي اتغزل بالمانيا !
اسمح لي اتغزل بالمانيا !
عبد الهادي مهودر
يبدو ان النمو والازدهار الاقتصادي لايتم الا بنهضة شاملة في جميع قطاعات الدولة فالزراعة والصناعة والامن والسياسة والثقافة والمجتمع تتكامل جميعا لتنتج نهضة اقتصادية وصناعية وعمرانية ، وفي بلد مثل المانيا ليس مفاجئا ان تعلن شركات صناعة الحلويات الألمانية ان وارداتها من الشوكلاتة فقط خلال عام ٢٠١٧ زادت على اربعة مليار دولار ، فتصوروا كيف حال دولة لديها انهار من الحلاوة والجمال وتصدر سيارات وحلويات !
واسمحولي ان اتغزل بالمانيا ، فكيف لاتنتج هذه الدولة اطنانا من الشوكلاتة وهي تقع في وسط أوروبا ويحدها من الشمال الدنمارك وبحر البلطيق، ومن الجنوب النمسا ،سويسرا، ومن الشرق بولندا و التشيك، ومن الغرب فرنسا ،لوكسمبورغ وبلجيكاوهولندا ، وقبل ذلك تعود جذور الالمان الى العصور البرونزية والحديدية !
لكن المانيا ينطبق عليها المثل العراقي ( ماكو حلاوة من غير نار ) انطباقا تاما فهذه الدولة تذوقت طعم الموت والهزيمة وطحنت بالحروب طحن الرحى وبالأخص في الحربين العالميتين الاولى والثانية ومزقت شر ممزق ثم تذوقت عهد أدولف هتلر وما ادراك ماهتلر الذي غزا العالم بنصف شارب !
ومن حسن الحظ اني زرت المانيا لكني وجدت حلاوتها لأهلها وليست لنا وكثير من العراقيين فضلوا (الحلاوة الدهينة ) على حلاوة المانيا وعادوا لبلادهم وفيهم من استقر وحسم امره هناك ، ولكل من الفريقين مبرراته نسبة الى حلاوة ومرارة العيش ، ولذلك لم افاجأ ايضا بكون العراق ليس من الدول المستوردة للحلاوة الالمانية فقد تصدرت فرنسا الدول المستقبلة للشوكولاتة الألمانية وتلتها بريطانيا ثم بولندا .
ويمكن للعراق ان يستفيد من التجربة الالمانية والصناعة الالمانية والحلاوة الالمانية لتشابه ظروف البلدين في الخروج من حروب مدمرة مع فارق انهم غزوا العالم بنص شارب ونحن غزينا في زمن الشوارب الغليظة وبينما كان حميد منصور يغني ياحلاتك وفلك يغني اسمح لي اتغزل بعيونك .