اتساع الجبهة المناوئة للصهاينة.. شركات واتحادات عالمية تؤازر الشعب الفلسطيني

اتساع الجبهة المناوئة للصهاينة.. شركات واتحادات عالمية تؤازر الشعب الفلسطيني
اتساع الجبهة المناوئة للصهاينة.. شركات واتحادات عالمية تؤازر الشعب الفلسطيني
كتب: احمد عباس
القتل والتدمير والتجويع سياسيات اجرامية تنتهجها قوات الاحتلال الصهيوني ضمن حرب الإبادة الجماعية المتواصلة علي قطاع غزة وبقية مدن فلسطين,لكن رغم استمرار العجز الدولي عن وقف العدوان وتصاعد مراحله الى الان ارتفعت الاصوات المناهضة له وزادت حملات المناشدات الانسانية لوقفه وكسر شوكته ومن اطراف صديقة متعددة لها تاثيراتها على ساحة النشاط الاجتماعي والاقتصادي والتحشيد الشعبي لاسيما من جهة الشركات التجارية المنتشرة بمناطق مختلفة من العالم.
النزعة الشريرة التي تنتاب قادة الاحتلال وقواته اججت مشاعر الغضب والاستنكار لدى مجموعة الاتحاد الدولي لعمال السيارات وهو أكبر الاتحادات العمّالية وأقواها في أميركا الشمالية والمعروف باختصار(يو اي دبليو) وعلى لسان مديره الاقليمي في الولايات المتحدة براندون مانسيلا قائلا(لقد صمتنا لوقت طويل وكنا نجهل في الحركة العمّالية القضية الفلسطينية وقد انتهى هذا الوقت) فاعلن انضمام اتحاده إلى النداء العالمي لوقف العدوان على غزّة من قبل قوات الاحتلال الغاشم كما علّق رئيس الاتحاد (شون فاين) على هذا الإعلان بقوله(من معارضة الفاشية في الحرب العالمية الثانية الى التعبئة ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وحرب الكونترا في نيكاراغوا تدافع نقابتنا عن العدالة في جميع أنحاء العالم)
واضرب منتسبو شركة ستاربكس الامريكية للسياحة وسط دعوة لمقاطعة دولة الاحتلال على خلفية حربها ضد الفلسطينيين فتناغم موظفوها مع تلك الدعوة بعد مشكلة انخفاض قيمتها السوقية وتراجع عدد المستثمرين فيها ما جعل بوصلة الشركة تتجه نحو تحديات مستقبلية وقضايا مجتمعية معقدة ومنذ الشهر الماضي وجدت نفسها في مأزق بعد ان عبر اتحاد عمال الشركة تضامنه مع الشعب الفلسطيني ولم تفلح تحريضات الصهاينة على مقاضاة الشركة للاتحاد فتراجعت اسهمها بنحو (12) مليار دولار منذ منتصف الشهر الماضي حتى الشهر الحالي.
شركة (بن آند جيريز) الخاصة بانتاج الاغذية التي وقفت بيع منتجاتها في الأراضي المحتلة وتعرضت بسبب هذا الموقف لاتهامات باستخدام الأطفال كعمالة في سلسلة التوريدات الخاصة بها من الاطراف المناهضة للحق الفلسطيني في الصراع مع الكيان المحتل التي زعمت ان الشركة تستخدم عمالة مهاجرة دون السن القانونية في بعض منشآتها كما اتهمتها المنظمات الصهيونية بازدواجية المعايير في التعامل مع قضية عمالة الأطفال.
سطوع الحق الفلسطيني ووضوحه في افق الاحداث الدولية الجم الالسن الناطقة بلغة الشيطان وخطاب الكراهية الى درجة جعل من اللوبي الصهيوني يتهم المديرة التنفيذية للشركة (أنورادا ميتا) بنشر تغريدات مناهضة للاحتلال وتعليق ملصقًات مؤيد لانتفاضة الشعب الفلسطيني في مكتبها وفي حقيقة الامر ان تلك الهجمة الضالة جاءت بعد قرار الشركة بإنهاء علاقاتها والانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة وفك ارتباطها بفرعها لدى الاحتلال في وقت سابق الامر الذي لاقى ترحيبًا فلسطينيًا واسعًا وتثمينا لموقفها رغم الضغوط الهائلة التي تعرّضت لها التي اثبتت فشلها وتمسك الشركة بمهمتها الاجتماعية ودعمها لحقوق الشعب الفلسطيني في هذا الصراع.
وكانت شركة (بوما) الالمانية للملابس الرياضية نجحت في تغيير أولوياتها في العمل مع الاحتلال واغلقت فروعها فيه استجابة لحملة دولية تدعو الى المقاطعة المركزة فوقفت تجارتها في الكيان الصهيوني بالكامل ما جعل بعض القوى الغربية مثل امريكا وبريطانية ودول اخرى تعتبر الانتساب لتلك المقاطعة مخالفة قانونية غير ان تلك الشركة عدت خطوتها تلك في إطار إستراتيجيتها الجديدة قبل وبعد عملية طوفان الأقصى فجاءت قراراتها منسجمة مع قواعد القانون الدولي واحترام حقوق الانسان والمبادىء الرافضة للتعامل مع منظومة الاستعمار غير الأخلاقية التي يرسخها المحتلون لارض فلسطين خلال سياسات عنصرية وجرائم منظمة.
يقودنا ميدان الحرب ومجرياتها في فلسطين وتسارعها الى مبدأ الضرورة في التصرف والهمة في الحراك بما ينسجم مع خطورتها وابراز قدرتها في جوهر الاحداث لكي لا تتقولب النتائج لصالح الكيان الغاصب ويكون هو صاحب الدور الرئيس لحسم الصراع فلتكن استجابتنا متوازنة مع حجم الاهداف التي يناضل من اجلها اصحاب الحق الشرعي في الارض المغتصبة وفي ظل تصاعد حركة التضامن العالمية معهم واتساع جبهة الشعور الدولي العام بعدم عدالة حرب الصهاينة ومن يصطف معهم وتنامي الافكار الانسانية لمساندة الفلسطينيين فلا يكفي التصفيق لهم فحسب,بل المشاركة الوجدانية لالامهم اليومية وبكل السبل ومختلف الوسائل.
النظرة الانسانية والاتجاهات السليمة لاصحاب تلك الشركات والاتحادات الاقتصادية يجب ان تكون محط اعتبار واعتزاز كبيرين من قبل جميع افراد الشعب العربي وفي كل البلدان فتلك الجهات تمسكت بالقيم الموضوعية والاعتبارات الانسانية لذا علينا مقابلة العمل الجميل بالمثل ومن باب الموضوعية الاستعانة بتلك الشركات والتعامل معها لأمرين أساسيين أولهما: حياديتها وعدم تلطخها بدماء الابرياء من أطفال وشباب ونساء وشيوخ عزل في من أبناء شعبنا الفلسطيني وعدم حشر مشاريعها بأعمال مشبوهة كما فعلت الشركات(السوداء) المتعاونة مع قوات الاحتلال,وثانيهما: امتلاكها امكانيات تكنولوجية هائلة يمكن الاستفادة منها في شتى المجالات الانتاجية والخدمية (على حد سواء).