إنتشار الأمراض في الموصل بسبب سوء التغذية والجثث المتعفنة

إنتشار الأمراض في الموصل بسبب سوء التغذية والجثث المتعفنة
(آشور)..وثق المرصد العراقي لحقوق الإنسان إصابة 276 حالة إصابة بمرض التيفوئيد بالجانب الأيسر المحرر بسبب نقص المياه الصالحة للشرب والإستحمام وعدم تعقيمها. من بين المصابين نساء وأطفال.
وقال المرصد أن مدينة الموصل بساحليها الأيسر والأيمن تشهد إنتشاراً كبيراً للأمراض خاصة بين الأطفال بسبب الجفاف وسوء التغدية وعدم الإستحمام نتيجة عدم توفر المياه، وكذلك إنتشار الجثث المتعفنة في الشوارع، بالإضافة إلى تلوث المياه التي تُستخرج من الآبار التي يحفرها السكان في الساحل الأيمن.
وفي وقت سابق حذر المرصد العراقي لحقوق الإنسان من تأخر تقديم المساعدات للسكان المحليين في الساحل الأيمن من مدينة الموصل بسبب نقص الغذاء هناك، خاصة لدى الأطفال، كما حذر أيضاً في تقرير آخر من تسبب نقص تقديم الخدمات للعوائل العائدة إلى الساحل الأيسر من إنتشار الأمراض أو التسبب بمشاكل أخرى.
ووثق المرصد العراقي لحقوق الإنسان إصابة 276 حالة إصابة بمرض التيفوئيد بالجانب الأيسر المحرر بسبب نقص المياه الصالحة للشرب والإستحمام وعدم تعقيمها. من بين المصابين نساء وأطفال.
من جانبه أكد مدير عام صحة نينوى الدكتور صلاح الدين ذنون النعيمي ،حسب المرصد ، المعلومات بشأن الإصابات التي تعرض لها السكان بمرض التيفوئيد، فيما تحدث عن وجود حالات تزايد بهذه الإصابات.
وقالت النائب عن محافظة نينوى نوره البجاري، في تصريح صحافي الأربعاء، إن “المراكز الصحية في مدينة الموصل تشهد نقصا كبيرا بالأدوية، وأن امراض الثلاسيميا والكلى انتشرت بشكل واضح في المدينة”.
وأضافت “هناك حالات وفاة حصلت بين المواطنين لعدم توفر الأدوية في مدينة الموصل، وان مستشفى الولادة لا توجد فيها مواد مخدرة لغرض إجراء عمليات الولادة لنساء، بالإضافة الى تدمير مستشفى معالجة امراض الثلاسيميا من قبل الإرهابيين”.
وقال سكان من الساحل الأيسر وعددهم 4 إن “الإصابات التي تعرض لها أبنائهم كانت نتيجة الغذاء غير الصالح للإستهلاك الذي تناولوه قبل أيام، بالإضافة إلى المياه الملوثة التي وصلتهم عبر الأنابيب وتلك التي إستخدموها من الآبار”.
اشار المرصد العراقي لحقوق الإنسان الى ان شبكة الرصد التابة له تلقت معلومات ،لم تتأكد منها بشكل دقيق حتى اللحظة، تُفيد بإنتشار الأمراض الجلدية في مناطق الساحل الأيمن غير المحررة بسبب عدم توفر المياه للإستحمام، بالإضافة إلى إنتشار أمراض الكبد الفايروسي وإلتهاب المجاري البولية، فضلاً عن القمل وما تُعرف بـ”حبة بغداد”.
ناشطون في مجال الإغاثة الإنسانية قالوا إن “ما يعيشه سكان الساحل الأيمن مأساوي جداً. الأطفال يتقيئون والكبار كذلك، ومرض الإسهال يضرب الآلاف منهم، كل هذا بسبب عدم توفر المياه أو توفر تلك الملوثة فقط”.
وتحدثوا عن “حالات وفيات لدى كبار السن الذين كانوا يعانون من أمراض مزمنة لعدم تلقيهم العلاج الخاص بهم منذ أكثر من شهرين، كما أن الساحل الأيمن بحسب قولهم، خال من أية مواد طبية التي يمنع تنظيم داعش إعطاؤها إلا للموالين له”.
وقال المرصد العراقي إن “مئات الجثث التابعة لعناصر داعش والمنتشرة في شوارع الموصل المحررة وغير المحررة، تسببت بإنتشار أمراض معدية، وقد تكون هذه الأمراض خطيرة ولن يتوفر لها العلاج في المدينة على مدى الفترات المقبلة”.
وطالب وزارة الصحة بضرورة القيام بواجبتها وإرسال الأدوية للمراكز الصحية في مدينة الموصل وتقديم المساعدات الطبية للنازحين بأسرع وقت منعاً لإنتشار الأمراض والتسبب بحالات وفيات جديدة.
كما طالب الجهات الحكومية المعنية بالملف إلى تحلية المياه وتعقيمها قبل أن تبدأ عملية تصديرها إلى المناطق السكنية، خاصة وأن أغلب الأمراض التي تعرض لها سكان هناك كانت نتيجة تلوث مياه الشرب.
من جانبها قالت الحكومة إنها ومجموعة دعم الإستقرار الدولية، أقرت في اجتماع طارئ عقد في 19 كانون الثاني/يناير تنفيذ ٢٧ مشروعا خدمياً في المناطق المذكورة توزعت بين اعادة تأهيل المراكز الصحية ومشاريع الماء والمدارس، فضلاً عن تنظيف المناطق السكنية، كما شملت المشاريع التي تم التوقيع على إقرارها تأهيل عدد من الأبنية الحكومية.
ودعا المرصد الحكومة الى الإسراع بتوفير الخدمات للمناطق التي حُررت في مدينة الموصل والتي بدأت العوائل النازحة بالعودة إليها تدريجياً، وعدم التهامل في تقديم كل ما يُمكن أن يساعد على إستقرارها وإعادة الحياة لمدنها.(انتهى)