إجماع على تقدير الرؤية الثقافية للإمارات وقيادتها الرشيدة.. زيارات ولقاءات وتحدي الكاريوكي في الحلقة الخامسة من كواليس المنكوس

إجماع على تقدير الرؤية الثقافية للإمارات وقيادتها الرشيدة.. زيارات ولقاءات وتحدي الكاريوكي في الحلقة الخامسة من كواليس المنكوس
(ابو ظبي – آشور)..اجتمع الجمهور من محبي الشعر النبطي من الموروث الشعبي ومتابعي برنامج المنكوس، أمس الأربعاء 6 مارس، خلف شاشتي قناتي الإمارات وبينونة، لمتابعة أحداث الحلقة الخامسة من برنامج “كواليس المنكوس” المصاحب لبرنامج المنكوس، البرنامج الفني الأول من نوعه، والمتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، والذي تنظّمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية.

مقدّم الكواليس عيسى الكعبي: المنافسة في أعلى مستوياتها
وقد بدأت الحلقة بتقديم مقدّم “كواليس المنكوس”، عيسى الكعبي، مستهلاً بحديثه عن المنافسة التي أصبحت في أعلى مستوياتها، ليس فقط بين المتسابقين من منشدي لحن المنكوس، بل بين جمهورهم أيضاً، الذي يحرص على التصويت الكثيف لمتسابقيه المفضلين، ومتابعتهم وتشجيعهم من خلال الحضور المباشر كل يوم أحد في شاطئ الراحةبعاصمة الثقافة أبوظبي، وخلف الشاشات في كل أرجاء الخليج والمنطقة العربية.
تلاه دعوة المشاهدين إلى متابعة تقرير عن مجريات الحلقة الخامسة المباشرة، وهي الثانية والختامية من المرحلة الثانية من برنامج المنكوس، والتحضيرات والبروفات التي جرت خلف كواليس الحلقة الممتعة والمتميزة من المرحلة الثانية المصيرية في البرنامج، والتي شارك فيها فرسان المنكوس صالح الزهيري، هادي بن جابر المري، فيصل محمد المري والوليد عبد الله آل عامر من السعودية، وبخيت عبد الله المرر وحمدان محمد المنصوري من الإمارات، وتضمن التقرير تحضيرات وبروفات المتسابقين وحديثهم عن التدريبات التي يخضعون لها وآمالهم وتوقعاتهم في نيل رضا الجمهور وإطراب المستمعين لإنشادهم.

كاريوكي المنكوس مع إنشاد الفرسان وبالإنكليزية أيضاً
وفي مجلس كواليس المنكوس ظهرت مناخات المنافسة المحترفة بين المتسابقين الحالمين بالوصول إلى لقب برنامج المنكوس، تحت ظلال الإلهام المتولد في أبيات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وفي إطار تجربة التعلّم الذكي التي حرصت إدارة برنامج المنكوس على تقديمها للمتسابقين في إطار تأهيلهم كمنشدي منكوس من الطراز الأول، وحراس الموروث الشعبي في الشعر والإنشاد، من خلال لعبة الكاريوكي لإنشاد المنكوس وباللغتين العربية والإنكليزية أيضاً، مع الوليد عبد الله آل عامر وفيصل محمد المري، منشدين البيت من لحن المنكوس:
“ويا مرحبا باللي نصاني يجر خطاه عدد ما نبت في الأرض واللي مشا فيها”

دهيمان الدوسري ينشد ويعزف على الربابة في مجلس كواليس المنكوس
وفي أجواء الألفة والمودة والأخوة، استقبل فرسان الحلقة الخامسة المباشرة الشاعر وعازف الربابة الفنان دهيمان الدوسري من السعودية، وجالسوه في استماع واستمتاع بإنشاده وعزفه الشجي على الربابة، واستقوا الكثير من معلوماته القيمة عن ألحان المنكوس.
وفي حديث شيّق عن الفن واللحن، استطاع الشاعر والمنشد دهيمان الدوسري الإيجاز في توصيف المنكوس لحناً ومعنى وموضوعاً ومفردات، فالمنكوس الذي أثنى دهيمان بدايةً على فكرة برنامجه التي كانت أبوظبي عاصمة الثقافة والفنون ومنارة التسامح، سباقة ورائدةً في طرحها، هو إنشاد الوجدان بأعذب الألحان الصوتية أساساً، حيث تحدث عن أغراض المنكوس من المديح والوصف في جماليات الحياة والصحراء وعلاقة البدوي مع حلاله ووصف النوق وجمالها خاصةً.
وأستذكر الدوسري أهمية الشعر في حياة العرب والمسلمين منذ الجاهلية وصولاً إلى عصر صدر الإسلام مع شاعر الرسول (صلى الله عليه وسلم)، الشاعر المخضرم حسان بن ثابت الأنصاري، مع تركيزه على أن المنكوس اشتهر بالغزليات والعاطفة والفراق والحزن، متناولاً ألحان المنكوس مع أمثلة من إنشاده في هذه الأغراض مصحوباً بعزفه على الربابة، كإنشاده البيت في وصف رؤية البدوي للناقة من بعيد:
“عسى شوف محشاد تهايق على المقهور بعد شوف موتر شركه فيه كوليه”

زيارة خاصة إلى دار الشاعر محمد بن فطيس المري
وفي لقاء المتسابقين مع الشاعر محمد بن فطيس المري، كان الحديث الأول في سمات الشخصية الاستثنائية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث قال الشاعر المري، “دائماً ما يسعى سموه إلى جمع شمل الناس في شتى المجالات، وهو أولى الثقافة الأهمية القصوى، وجعل من أبوظبي منارة الثقافة ومقصد الشعراء والمبدعين من كل أنحاء العالم القريب والبعيد”، ثم تلاه الشاعر دهيمان الدوسري في إنشاد الأشعار “يا وجودي كلّ ما نسنس الغربي وهب ذكر النفس الشقية ديار محبها”.
إعلان بيرق الإمارات ولقاء الشيخ سلطان بن حمدان فرسان المنكوس
وكان مسك ختام الحلقة الخامسة من كواليس المنكوس زيارة مجلس معالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، مستشار رئيس الدولة رئيس اتحاد سباقات الهجن، ولقاءه بفرسان المنكوس، برفقة أعضاء لجنة تحكيم البرنامج، حيث أعلن معاليه عن الإعلان عن بيرق الإمارات بفئتيه، وألقى أمامه الشاعر محمد بن مشيط المري، عضو لجنة تحكيم البرنامج، قصيدة في مدح قادة الإمارات حفظهم الله وسدّد خطاهم.
–انتهى–
معلومات إضافية:
تجري منافسات المتسابقين للحصول على لقب “المنكوس” ضمن 8 حلقات تقدم أمام جمهور مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي وتبث على الهواء مباشرة عبر قناتي ” الإمارات وبينونة “، وتتضمن منافسات المشاركين الذين تأهلوا من الحلقات التسجيلية التي تم عرضها سابقاً، وتسير مجريات كل حلقة وفق آلية معينة سيتم الإعلان عنها في الحلقة المباشرة الأولى من البرنامج. ويتبع كل حلقة مباشرة، عرض حلقة تسجيلية بعنوان “كواليس المنكوس”، بواقع 8 حلقات تسجيلية، حيث تتضمن كل منها نشاطات المشاركين في البرنامج، وزياراتهم خلال الأسبوع، بعيدًا عن أجواء المنافسة.
يذكر أن برنامج “المنكوس” قد استقبل أكثر من 300 مشاركاً من عدد من الدول العربية لأداء لحن المنكوس، أحد ألحان وبحور الشعر النبطي، و قد قامت لجنة التحكيم باختيار دقيق وفق معايير وشروط محددة، وقد تم إجراء مقابلات مع لجنة التحكيم استمرت على مدار يومي الجمعة والسبت 14 و15 ديسمبر 2018 في مسرح شاطئ الراحة، حيث تم بث هذه المقابلات ضمن حلقتين تسجيليتين يومي 20 و27 يناير الماضي.
ويعتبر “المنكوس” أحد بحور الشعر النبطي الطويلة التي تطرب سامعها وتشده إليها، وذلك من خلال تفعيلته المتميزة عن غيره من بحور الشعر الأخرى، وتفعيلة المنكوس هي من البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن) مع الالتزام بالقافية في صدر بيت الشعر وعجزه. ويوجد لـ المنكوس عدد من الألحان المتعارف عليها في منطقة الخليج العربي، ولقد قامت لجنة التحكيم باختيار عدد منها لتكون ضمن معايير التقييم في الحلقات المباشرة، بالإضافة إلى عدد من المعايير المهمة والتي تعتمد على جمالية الصوت وقوته وطريقــــة الأداء عبر إتقان اللحن، وطول النفس.
وترجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى طريقة أدائه في الغناء، إذ يبدأ المغني بطبقة صوت مرتفعة تنخفض شيئاً فشيئاً مع الشطر الأول من صدر البيت الشعري لتبلغ أوجها في نهاية هذا الشطر، ثم تعود وتنتكس (تنخفض) بشكل متدرج في الشطر الثاني من البيت. كما أن هناك من يرجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى حركة طائر الورقاء “أم سالم”، الذي يستدل البدو من حركته هذه على قدوم فصل الصيف، إذ أنّ صوت هذا الطائر وتغريده يزداد كلما ارتقى إلى الأعلى، ثم لا يلبث صوته الشجي أن ينخفض كلما انتكس نازلاً نحو سطح الأرض، كما يطلق على المنكوس اسم طارق أو لحن المنكوس، لأن المؤدي يطرق بصوته مسامع الآخرين أثناء الأداء.