( أكو شي يضحك ؟!)

( أكو شي يضحك ؟!)
( أكو شي يضحك ؟!)
عبدالهادي مهودر
انا واعوذ بالله من الأنا لدي ( مآرب اخرى ) في ملحق بين نهرين وفي مقدمة تلك المآرب هدف عام طالما منيت نفسي وغيري بتحقيقه وهو تغيير المزاج العراقي الحاد واتمنى ان نعمل معا كصحفيين وادباء ومثقفين على احداث هذا التغيير في طبيعة الشخصية العراقية وهو التغيير الذي لابد ان يرافق كل شعارات التغيير ، ذلك المزاج الذي عرفت به شخصية المواطن العراقي الذي اذا ضحكت بوجهه الفليح لايبادلك الابتسامة بمثلها او يردها باحسن منها وانما يردك بعنف ( شبيك تضحك .. اكو شي يضحك ؟! ) وليس الذنب ذنبنا فنحن شعب محمل بتراكمات الحروب الى درجة ان اغانينا تحولت شجنا يقطع نياط القلب ولم نزرع الورد بقدر مازرعنا العبوات الناسفة والحزن العميق ولذلك لم تولد بيننا فيروز تغني عن طير الوروار وانما ولد سلمان المنكوب وصديقة الملاية وهربت سيتا هاكوبيان !!
اما مآربي الشخصية في (بين نهرين) فهي الهروب من الكتابة بالسياسة ووجع الرأس الى ضفاف الكتابة الهادئة كرقراق بمدرجة الحصى والتي لايحسبني فيها احد على قوم او حزب او طائفة ولاتبرز فيها عقدي وميولي عدا هويتي الانسانية العراقية وحسبنا بها من هوية .. ولم اجد هذا الهروب السعيد الا ( بين نهرين ) التي اصبح لي فيها مكانا قصيا في صفحتها وحافتها ماقبل الاخيرة ربما لأني وصلت متاخرا في نهايات عامها الاول وربما لو جئت متأخرا اكثر لوضعني السيد رئيس التحرير على الدعامية الخلفية معذورا ومشكورا !
وقد فاجأني الزميل شوقي عبدالامير بخبر الاحتفال في مقر اتحاد الادباء بحلول الذكرى الاولى لتأسيس بين نهرين ودعاني لإلقاء كلمة وانا الهارب اليه من هول ماعانيت من الكلمات واقترحت عليه ان اقول كلمتي هنا واذا امد الله بعمري الى خميسها ولم تتعطل سيارتي سأتحدث في بيت الادباء عن بين نهرين وما اصعب ان تتحدث في عرين الجواهري وتبيع الماء في حارة السقايين او تصدر البن للبرازيل والفحم لنيوكاسل وقيمر السدة للحلة ؟!.
وبالمناسبة ، فإن بين نهرين التي انبثقت عن ( الصباح) الأم خرجت الى النور في الوقت الذي توقفت فيه عشرات الصحف العراقية عن الصدور بعد الازمة المالية التي القت بضلالها الثقيلة عليها فأوصدت ابوابها ، ومع امنياتي للصحف بالعودة ليس بالدعاء فقط وانما بالرعاية والاحتضان والدعم ، اتمنى لجريدة بين نهرين مستقبلا مشرقا وانتشارا اوسع وعمرا مديدا لها ولرئيس تحريرها وهيئة التحرير وفريقها الفني والاداري ولجميع كتابها وركابها من الدعامية الى الدعامية .
وكل عام وانتم بخير.