أضخم معرض كتاب في تاريخ بغداد الكتبي

أضخم معرض كتاب في تاريخ بغداد الكتبي
أوراق فنية
أضخم معرض كتاب في تاريخ بغداد الكتبي
عبد العليم البناء
على وقع صناعة ونشر وتوزيع الكتاب وفي تظاهرة ثقافية جديرة بالثقافة العراقية ،أفتتحت الدورة الجديدة من معرض بغداد الدولي للكتاب 2019، التي ربما تعد الأضخم في تاريخ بغداد الكتبي والثقافي ، لتجدد ألق واشعاع بغداد الذي لم ينقطع ابداً بمشاركة عربية وأجنبية واسعة من ثلاث وعشرين دولة ،وفي مقدمتها ضيفة الشرف المملكة العربية السعودية التي حضرت بمستويات ثقافية متعددة،مع اقامة حلقات نقاشية بين مثقفين سعوديين وعراقيين بشؤون ثقافية مشتركة، حيث جلبت إحدى عشرة دار من المملكة العربية آلاف الكتب لعرضها على عشاق القراءة العراقيين، فضلا عن أكثر من مليوني عنوان ،وبرعاية كريمة وغير مسبوقة من رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح ،ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي الذي اناب عنه وزير الثقافة الدكتور عبد الامير الحمداني ،وبدعم جهات عدة كان أبرزها البنك المركزي العراقي ورابطة المصارف الخاصة العراقية ،من خلال (صندوق تمكين للمبادرات المجتمعية ) ، في ظل ظروف أمنية مستقرة بل في أفضل حالاتها قياسا الى السنوات السابقة حين كان الارهاب يجتاح ثلث مساحة العراق، لتتحقق الرسالة السامية لهذا المعرض بما انطوى عليه من دلالات معرفية وثقافية وابداعية ، وبعنوان حمل دلالاته الفكرية والابداعية والثقافية والمعرفية وهو (كتاب واحد أكثر من حياة) ، تكريسا للثقافة الكتبية التي مازالت تقاوم غزو كل وسائل التواصل الحديثة التي غادرت الورقي الى الإلكتروني، وتؤكد حضورها الفاعل في المشهد الثقافي العراقي والعربي والعالمي .
وحظي المعرض بمشاركة عدد من الادباء والكتاب والاعلاميين العراقيين والعرب والأجانب ، الذين توافدوا على بغداد، للاسهام في امسيات ثقافية ونقدية وشعرية، وتوقيع كتب ومنهم: الشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي ،والروائي والشاعر البرتغالي أفونسو كروش، والروائي والأديب العربي ابراهيم نصر الله الحائز على جائزة البوكر ،والناقد العراقي الكبير عبد الله ابراهيم ،والروائي سنان انطوان وغيرهم . وضم مختلف العناوين بمختلف الاختصاصات، إضافة الى الديكورات الجديدة في باحة وأروقة وأجنحة المعرض التي توزعت جنباته ، والتي أضفت عليه لمسات جمالية اكتملت مع اجنحة تقام للمرة الاولى لمجلس القضاء الاعلى والمحكمة الاتحادية العليا ،لتكون مع بقية أجنحة المعرفة احد ينابيع الثقافة الدستورية كون القضاء الدستوري في العراق حريص على إثراء المواطن بحقوقه الدستورية، كما أكد رئيس المحكمة الاتحادية العليا،في زيارته للمعرض مستعرضا القوانين والانظمة في مجال حقوق الإنسان ،والحرص على حماية حرية التعبير عن الرأي الأمر الذي نال اعجاب واستحسان رواد المعرض .
ولعل من ابرز سمات هذه الدورة اطلاق وزير الثقافة والسياحة والاثارالدكتور عبد الامير الحمداني ،اسم الروائي علاء مشذوب الذي اغتيل امام داره في كربلاء ، حين قال في كلمة الافتتاح “تكريماً لروح الروائي الراحل، علاء مشذوب، فأنه سيتم أطلاق إسم الأخير على دورة معرض بغداد الدولي للكتاب في دورته الـ46”. وكذلك افتتاح إدارة المعرض قاعة أخرى واسعة لاستيعاب دور النشر المتزايدة ، بسبب الرغبة في المشاركة الملحة والفاعلة في المعرض فحجزت لها مكانا بين المئات من دور النشر،التي فاقت ال750 داراً من دور النشر العراقية والعربية والأجنبية .
وكما شهد المعرض الندوات والورش والجلسات الشعرية وتوقيع الكتب ،فإن الدورة الحالية شهدت منهاجا ثقافيا متنوعا وشاملا نظمته رابطة المصارف الخاصة العراقية ظهيرة كل يوم برئاسة وقيادة الاستاذ وديع الحنظل ،الذي حرص على ان يكون لكل القطاعات المالية والمصرفية والاقتصادية والشبايبة والمبادرات المجتمعية والشبايبة ناهيك عن الاجنحة الخاصة بها، دورها في العرض والتعريف والتقديم وتسليط الضوء على روادها وصناعها ،بهدف تحقيق واشاعة الشمول المالي والمصرفي والاقتصادي والقانوني والقضائي امام رواد المعرض، الذين ربما ستفوق أعدادهم أعداد رواد الدورة الماضية .وقد نجح هذا المنهاج نجاحا فائقا ربما فاق النجاح المتوقع لمنهاج الجلسات الثقافية التي شهدها المعرض مساء كل يوم بدرجة كبيرة .
إن هذا التفاعل والتعاشق بين رواد المعرفة والكتب والثقافة وبين الرأسمال الوطني العراقي ،متمثلا بالبنك المركزي العراقي ورابطة المصارف الخاصة ضمن مسؤوليتهم المجتمعية، بات يشكل دعامة اساسية لا غنى عنها وضرورة ملحة لتحقيق الاهداف والخطط والبرامج والانشطة والفعاليات الثقافية والانسانية والابداعية ،على طريق تحقيق التنمية الشاملة والرخاء والرفه الاقتصادي والاجتماعي.