/آشور – حامد شهاب / باحث إعلامي

مايزال رئيس مجلس النواب الأسبق ونائب رئيس الجمهورية السابق الأمين العام لحزب متحدون الأستاذ أسامة النجيفي هو الشخصية المحورية التي لم تستطع معاول الزمن السياسي العراقي أن تثلم معالم مسيرته التي بقيت ناصعة البياض، ولم يتطفيء بريقها المتلأليء، وهي ماتزال تمتلك مقومات القوة والتأثير والقدرة على رسم معالم الطريق الأمثل للوصول الى الأهداف والمثل العليا التي يطمح لها غالبية كبيرة من العراقيين، التواقين الى رؤية من يسهم في إنقاذ بلدهم من حالة التردي والإنقسام والتبعية ومن مظاهر الفساد المستشري الى حالة أكثر إستقرارا وإطمئنانا على المستقبل ، يتساوى فيه العراقيون أمام القانون، ووفقا للدستور ، بلا أغلبيات أو اقليات، أو هيمنة مكوناتية ، تتخفى تحت شعار (دكتاتورية الأغلبية) ، إذ أن تأريخ العراق لم يشهد طوال مسيرته تمييزا على أساس الدين أو الطائفة أو المذهب أو القومية ، ويتم التعامل مع العراقيين جميعا سواسية أمام القانون.

ومما يسهم في نجاح ستراتيجية التحرك السياسي التي يرسم معالمها الأستاذ أسامة النجيفي وحزبه متحدون هي معالم شخصيته القوية المتماسكة ، والتي تحظى بقبول شعبي ومن مختلف الشخصيات السياسية العليا في البلد ، وحتى من أطراف أقليمية ودولية ، كونها الشخصية القادرة على التجدد وذات النظرة الإستشرافية الثاقبة ، وهي بمقدورها أن ترسم معالم خارطة طريق للمستقبل العراقي الجديد، وفي وقت يؤمن السيد أسامة النجيفي بحقيقة لاتقبل اللبس، أوضحها ضمن لقاءاته مع قادة البلد ومع الوفود العربية والأجنبية التي يلتقيها وخلال تصريحاته وحواراته التلفزيونية أكثر من مرة، بأن العملية السياسية قد إستنفدت أغراضها ولم تعد لديها من المقبولية المجتمعية ولا السياسية ،وهي بحاجة الى إعادة نظر ومراجعة شاملة بضمنها فقرات الدستور، ليكون بمقدورها الإستجابة لمتطلبات الوضع العراقي ومتغيرات المنطقة والوضع الدولي عموما.

وواحدة من الستراتيجات الجديدة التي إعتمدها الأستاذ أسامة النجيفي ضمن خارطة تفكيره السياسي أن العمل السياسي بحاجة الى تغيير في أنماطه وسلوكه وتوجهاته ، وأن يكون الشباب والنخب المثقفة هم قادة البلد ، وان يتحول الجيل الأول من رعيل العملية السياسية الى ممارسة دورهم بتقديم خبراتهم ومخزونهم المعرفي التراكمي لمن يأتي بعدهم ، ويتركوا للاجيال المقبلة تشخيص مرحلة الخلل ، وكيف يكون بمقدورهم إستيعاب الطاقات الشبابية لخدمة أهداف التغيير المنشود المرتقب ، الذي لابد وأن يكون العراق ضمن خارطة المنطقة التي لابد وأن يشملها التغيير الجديد ، شئنا أم أبينا ، وعلى من يريد أن يرتقي ببلده الى حيث يطمح العراقيون أن يترك لقيادات البلد الشابة والناضجة ونخبها الكثيرة لكي تسهم هي في رسم معالم ستراتيجية تحركها بما يتوائم مع المتغيرات الدولية ومع ما تشهده دول المنطقة من تحركات وسقوط أنظمة سياسية لم يعد بمقدورها أن تقود بلدانها الى شاطيء الأمان.

المهندس سنان النجيفي يتولى مهمة قيادة تنظيمات نينوى

ومن معالم التوجهات الجديدة التي إتبعها السيد أسامة النجيفي في رسم معالم ستراتيجيته الجديدة هو اللقاءات الكثيرة التي أجراها السيد النجيفي وإستقبل في مجلسه قطاعات جماهيرية مختلفة ورموز سياسية وعشائرية من مختلف مناطق نينوى ، كما أنه ترك لنجله المهندس سنان النجيفي مسؤولية قيادة تنظيمات نينوى، وهو الآن يمارس أنشطة وتحركات سياسية ويجري لقاءات مع مسؤولي منظمات مهنية ونقابية وحرفية وشبابية ، وتنال أساليب تعامله معهم والإهتمام بأحوالهم ومعيشتهم تقدير ورضا شعب نينوى بمختلف توجهاته وفئاته الإجتماعية ومنظماته المدنية ، بعد سنين من لهاث بعض أهالي هذه المحافظة وراء سياسيين من خارج تلك المحافظة غيبوا أهاليها وشعبها وراحوا يستخدمون أموال البلد وموازناته لخدمة أجندتهم وفرض ولاءاتهم على الآخرين، وتركوا أهالي نينوى خلف ظهورهم ، وما أن صحا أهالي نينوى من غفوتهم حتى أدركوا أنهم بحاجة الى إعادة نظر بتعاملهم مع هؤلاء الساسة ، وانهم لابد وأن يختاروا من أهالي نينوى ونخبها وكوادرها الكثيرة من يتقدم صفوفهم ، ويقود محافظتهم لخدمة أهاليها وخدمة العراق بلد الحضارات، حيث كان لأهالي الموصل وشعبها على مر التاريخ دورا محوريا في قيادة العراق والإسهام في تطوره وتقدمه ونهوضه ، وما أن جرى إبعاد أهالي نينوى عن دورهم حتى تكالبت على محافظتهم قوى كثيرة تربصت بهم الدوائر في محاولة لإستلاب دورهم ومكانة محافظتهم  ولكن كل تلك المحاولات فشلت وردت الى أعقابها خاسئة مدحورة.

ومن الخطوات الاخرى التي إتخذها السيد أسامة النجيفي هو تجديد عمل مكتبه السياسي، ووضع خارطة تحرك جديدة لمسارات عمله السياسي والجماهيري تبعده عن الروتين والجمود، لكي يكون لدى عضو المكتب السياسي جمهور يشاركه طموحاته ، لا أن يبقى يتعكز هذا المسؤول أو ذاك ضمن محافظته على دوره السياسي فقط ، بل عليه ان يكون له أنصار ومشاركون في رسم معالم المرحلة الجديدة.

 كما أن من بين توجهات السيد أسامة النجيفي تقريب وجهات النظر مع بعض القوى السياسية التي تشاركه الرؤية في بناء مستقبل نينوى، وما تحالف متحدون مع عزم (إنتخابيا) الا مرحلة مهمة من تلك المراحل التي يسعى حزب متحدون الى توسيع تحالفاته المستقبلية قبل الانتخابات المقبلة أو بعدها مع من يجد أنه يشترك معه في الاهداف والتوجهات وخدمة مصالح العرق العليا ، وهو ما يسهل مهمة أخيار العراق في الإسراع بتقديم كل ما من شأنه النهوض بالعراق والعراقيين الى ما يحلمون من أمان وطموحات مشروعة في العيش الآمن الكريم، في عراق تعددي يشارك الجميع في بنائه ، وفي أن يكون بلدا مستقلا ذا سيادة ويحفظ شرف أمته وشعبه من الإمتهان. ويعلق العراقيون آمالا على أن تكون الإنتخابات المقبلة مرتكزا للتغيير المنشود ، وهناك آمال بان يحصل السيد أسامة النجيفي على الأصوات التي تؤهله وحزبه متحدون لدور محوري جديد ، في سلطة البلد العليا ومركز قرارها ، ويكون بمقدور نجله المهندس سنان النجيفي مواصلة درب والده ومسيرته المشرفة ، ضمن محافظة نينوى ، وهو يسابق الزمن في التحرك على مختلف قطاعات جماهير هذه المحافظة ونخبها ورموزها وجمهورها الوفي في مختلف بقاع المحافظة لكي يتخطى الصعاب ، ويرسم معالم تقدم نينوى ونهوضها، وله من تأريخ والده وعائلة النجيفي ما يشفع له بأن يحصل على الأصوات الكافية لدخول البرلمان ، ومن ثم حصول حزبه على مقاعد مهمة في البرلمان المقبل وفي إدارة شؤون نينوى كي يسهم في رفع شأن محافظته وممارسة دوره القيادي في سلطة القرار، بمساندة رجالات نينوى ونخبها وكفاءاتها، وكل من يسدنه في هذه المهمة الوطنية المشرفة من أبناء العراق في كل محافظاته، ليعلو الصوت العراقي الهادر القوي الأمين بعون الله..وما التوفيق إلا من عند الله العزيز القدير